تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (7)
أشرف عبد المنعم
7- وقفات مع كلام القساوسة والرهبان والكنائس في الإدعاء بأن المسيح قد أعلن ألوهيته!!
في هذه الوقفات نكون قد دخلنا في متاهات كثيرة صنعتها الكنائس على مدار ألفي عام، ليقنعوا النصارى أن يسمعوا لهم فقط، ويطيعونهم حتى لو خالفوا ما هو مكتوب في كتبهم، وما تأباه الفطرة السليمة وما يرفضه العقل والعلم والمنطق، ويخوفونهم بسيف الحرمان من دخول الملكوت!! إضافة إلى شحن قلوب النصارى من صغرهم بكراهية الإسلام والنبي الكريم والمسلمين والحضارة الإسلامية. نبدأ بعرض أكاذيبهم والرد عليها بإذن الله فمثلا:
1- يقولون لأتباعهم أن المسيح هو الله لأن ليس له أب بشري!!
رغم أنهم يعلمون أن الله خلق الملائكة وهم لا يتناسلون فهل يعني ذلك أنهم آلهة؟!
ويعلم النصارى أن سيدنا آدم عليه السلام أبو البشر قد خلقه الله بدون أب ولا أم! فهل يعني ذلك أنه إله؟
ويعلم النصارى أن سيدنا إسحق بن إبراهيم عليهما السلام قد وُلِدَ وأمه السيدة سارة عجوز وعاقر،
أي أنها معجزة مشابهة لخلق المسيح عليه السلام، وكذلك يعلمون أنه قبل ولادة المسيح، قد وُلِدَ سيدنا يحيى بن زكريا عليهما السلام (يوحنا المعمدان)
وكانت والدته «اليصابات» عجوز وعاقر أيضا، أي في عدم وجود بويضة صالحة للتلقيح وفي حالة المسيح لم يكن موجودا المَنِّي،
أي هناك تشابه في ميلاد سيدنا إسحق وسيدنا يحيى (يوحنا) مع ميلاد المسيح، وليس هذا كلامي فقط،
بل كلام الملاك جبريل عليه السلام الذي بَشَّرَ السيدة مريم بمولد المسيح فنقرأ بتركيز شديد هذا الحوار المكتوب في لوقا الإصحاح الأول «وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.
واسم العذراء مريم. 28 فدخل إليها الملاك وقال: «سلام لك أيتها المنعم عليها! الرب معك. مباركة أنت في النساء».
29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية! 30 فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله.
31 وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. 32 ……..34 فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا؟»
35 فأجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.
36 وهوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا 37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله».
38 فقالت مريم: «هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك». فمضى من عندها الملاك.”!!
الشاهد من ذلك الحوار
هو عند تعجب السيدة مريم من أن يكون لها ولد وليس لها رجل! كان رد الملاك جبريل هو تذكيرها بقريبتها العجوز والعاقر (اليصابات) وهي حامل في الشهر السادس، وكأن الملاك يقول هذه كتلك لأنه ليس شئ غير ممكن لدى الله! فالله يخلق ما يشاء وكيف شاء، يخلق رجل (آدم) بدون أم وأب، ويخلق امرأة (حواء) مِنْ رجل (آدم) بدون أم، ويخلق رجل (المسيح) مِنْ امرأة بدون أب، كما خلق إسحق ويحيى من ماء الرجل فقط دون بويضة للأم.
وعلى النصارى أن يشاهدوا فيديو أو صورة لجنين في بطن أمه، ويتأملوها جيدا، ويسألوا أنفسهم، هل هذا المخلوق الضعيف الذي لا يدري شيئا، بعد أن يكبر يمكن أن يعبده بشر عقلاء؟ سألتُ مَرَّة ممرضة أمريكية سؤالا، وهي تحاول إقناعي بأن المسيح هو الله تعالى!! فقلت لها لو كنتِ مع السيدة مريم تساعديها في ولادة المسيح، هل كنتِ ستؤمنين أن الجنين الخارج من رحمها هو الله الخالق العظيم؟ بغرابة شديدة قالت لا!!! قلت فما الفارق بين أن تحضري عملية الولادة وبين أن تقرأي عنها؟!
2- في النص السابق في لوقا،
يخدع القساوسة أتباعهم، بما ورد في لوقا أن الملاك قال لمريم عن المولود « ……القدوس المولود منك يدعى ابن الله.»!!
فهنا يقول القساوسة للنصارى أن لفظ القدوس ولفظ «ابن الله» تعني أن المولود هو الله!!!
بعيدا عن الحماقة والغباء، فمن يقرأ النص يجد الملاك يبشرها بمولود أي مخلوق ويرد على تعجبها بأن قريبتها عجوز وعاقر ورغم ذلك حامل في شهرها السادس ثم يقول لها أنه ليس هناك شيء غير ممكن مع الله أي الخالق! فكيف يفهم النصارى أن المولود بقدرة الله هو الله نفسه؟! فلو فهموها هكذا لكان يلزمهم أن يؤمنوا أن يوحنا (يحيى) هو الله أيضا!!
الآن نرد على أن المسيح «قدوس»!!
فالله في كتب اليهود والنصارى قد قَدَّسَ أشخاصا آخرين غير المسيح بل وقدس أشياء أيضا! فتأمل.
فلنقرأ سفر المزامير 106 عدد 16 «وحسدوا موسى في المحلة وهرون قدوس الرب.»!! فهل يؤمن النصارى أن هارون عليه السلام هو الله؟! ليس هذا فحسب بل نقرأ في سفر الخروج 29 عدد 44 «وأقدس خيمة الاجتماع والمذبح.وهرون وبنوه أقدسهم لكي يكهنوا لي.»!!!! فهل خيمة الاجتماع إله؟ وهل بنو هارون عليه السلام ألهة؟!
ففي رسالة بولس الأولى لأهل تسالونيكي الإصحاح الخامس عدد 22 يقول لهم «واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام.»!! وفي رسالة العبرانيين إصحاح 2 وعدد 11 يقول بولس «لان المقدس والمقدسين جميعهم من واحد،»!! أي أن لفظ مقدس ليست خاصة بيسوع فقط بل يشترك معه هارون و ذريته وأهل تسالونيكي بل وخيمة الإجتماع والمذبح أيضا!!! فتأمل.
ونقرأ ما ينسف أكاذيب الكنيسة نسفا من الترجمة اليسوعية في سفر أعمال الرسل إصحاح 3 عدد 13 «13. إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله آبائنا، قد مَجَّدَ عَبْدَه يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام بيلاطس، وكان قد عزم على تخلية سبيله،»!! عبده يسوع يا نصارى اقرأوا أيضا في سفر أعمال الرسل إصحاح 4 عدد 30 “30. باسطا يدك ليجري الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عَبْدَك القدوس يسوع )).!! المسيح عبد لله، هل يفيق النصارى من الوهم والكذب؟! رغم أن هذا الرد يكفي للرد على أكاذيب الكنيسة، إلا أني سأستمر بإذن الله في الرد على أكثر شبهاتهم شيوعا وانتشارا، وعلى كل من يقرأ سواء مسلم أو نصراني أن يكتب لي عما يسمعه من شبهات في هذا الخصوص.
وفي المقال القادم سأرد على لفظ «ابن الله» لأنه يحتاج لمقال منفصل قد سبق و كتبته وسأعيد صياغته ليناسب موضوعنا.
ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى إخوته الأنبياء الكرام.
و للحديث بقية إن شاء الله.
ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق