رواية القوقعة
الكاتب مصطفي خليفة
ملخص كتاب القوقعة يوميات متلصص
مآسي في السجون السورية
مصطفى خليفة
يلف الغموض السجون السورية، وتدور حولها الكثير من الأساطير، أساطير القهر والتنكيل والتعذيب، هنا قصة مسيحي يميل إلى الإلحاد قضى أكثر من ثلاثة عشر عامًا في السجون السورية بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين ذاق خلال كل أنواع النكال والقهر!
1- العودة إلى أرض الوطن
انتهيت من دراسة الإخراج السينمائي في (فرنسا)، وأجلس الآن في المطار منتظرًا ميعاد الطائرة التي ستقلّني إلى وطني في (سوريا)، وكانت تجلس صديقتي (سوزان) تجادلني في أمر العودة، وتلح علي بأن أبقى معها في (فرنسا). أقارب (سوزان) جميعهم مقيمون في (فرنسا)، وهي لا تريد العودة إلى (سوريا) مرة أخرى، وكنت أجادلها في ذلك بأنني هنا مجرد لاجئ غريب ككل اللاجئين، سأبذل كل طاقتي هنا مقابل فتات يعطونه لي، ولن يسمع بي أحد، أما إذا عدت إلى وطني فبقليل من الجهد سوف تنفتح لي كل أبواب النجاح، هذا إذا نحينا حاجة الوطن لي ولأمثالي.
ولكي تستمر علاقتي ب (سوزان) ينبغي أن يقنع أحدنا الآخر برأيه، لكن لم يتنازل أحد عن رأيه؛ فودعتها واستقللت طائرتي وحلقت عائدًا.
وقفت في الطابور أمام ضابط المطار وعندما جاء دوري، وفحص أوراقي أخرجني من الصف، وتكلم معي بهدوء ورُقِيّ في أنهم يحتاجوني في أمر ما، سرت معه.
كنت أظن أنه إجراء بسيط وسينتهي في دقائق، احتجزني في مبنى ومنه تم اقتيادي إلى مبنى آخر وسط العاصمة (دمشق) وهو تابع للمخابرات، بمجرد ما دخلت المبنى كانت أصوات التعذيب تملأ المكان، والاستقبال بالضرب المبرح.
حاولت أن أفهم تهمتي من أي أحد هناك، لم يعرني أحد اهتمامًا، مر أحد الضباط وهو مدير المبنى فسألته عن تهمتي؛ فأجابني متهكمًا لا تعرف سبب مجيئك! لأنك منتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأتبعها بالشتائم، بادرته بالإفصاح عن هويتي: أنا مسيحي! بدت علامات الدهشة على الضابط وسألني عن اسمي وتأكد من ديانتي ثم نظر مخاطبًا المعتقلين من الإخوان المسلمين: "ورونا شطارتكم معاه وخلوه يدخل في دين الإسلام"، وأغلق الباب بقوة وانصرف، خمنت بعد ذلك من التحقيقات أن أحد الزملاء في (فرنسا) سمعني أسب السيد الرئيس القائد المفدى، وأبلغ السلطات الأمنية بذلك، كان يعمل مخبرًا.
2- الترحيل إلى السجن الصحراوي
وأنا في مبنى المخابرات تسرب خبر بأن كل من في المبنى سيتم ترحيلهم إلى السجن الصحراوي لإخلاء المكان؛ لأن هناك دفعات كبيرة من المعتقلين قادمة إلى المبنى، وبالفعل تحركت بنا السيارات مئات الكيلومترات داخل الصحراء وبعيدًا عن العاصمة حتى وصلنا إلى السجن الصحراوي، دخلنا إلى الساحة الأولى، كانت واسعة ومحاطة بمبانٍ من طابق واحد، يخرج منها أنبوب صرف صحي يصب في (بالوعة)، أمرونا بالاصطفاف وخلع الملابس عدا السروال الداخلي، لاحظت أني الوحيد الذي يرتدي (سليب)، جاء الضابط من خلفي ومجموعة من العساكر وأمروني بخلع السليب، وأن أنفذ حركة الأمان، سألتهم عن حركة الأمان، عنفوني لجهلي بها ثم أمروني أن أقرفص مرتين متتاليتين عاريًا، وهذا إجراء لمعرفة إذا كان السجين يخبئ أي شيء في شرجه! كانت الساعة لا تزال في يدي لم يلحظ أي منهم ذلك!
كان في السجن مساجين من الجيش والشرطة يسمون (البلديات)، وهم عبارة عن كل من ارتكب جرمًا أثناء خدمته العسكرية من قتل وسرقة واغتصاب وغيرها، ومهمتهم معاونة الشرطة في تعذيب المساجين. أثناء اصطفافنا في الساحة تكلم الضابط، وطلب بأن يخرج من الصف من كان ضابطًا في الجيش، ثم نادى على الأطباء والمهندسين، خرج عميد وملازم وعشرات الأطباء والمهندسين. استدعى الضابط العميد أولا وقام بسبه بأقزع الألفاظ ثم أمره أن يشرب من بالوعة الصرف الصحي، بعد تردد كبير أدخل العميد فمه في البالوعه وحاول أن يشرب قليلًا، بادره الضابط ما يكفي هذا القدر أريدك أن تملأ معدتك، تأفف العميد وحاول المقاومة فانهالوا عليه بالضرب حتى رطمه الضابط الرقيب على رأسه فسقط أرضًا لا أدري أمات أم لا.
جاء دور الملازم شرب من البالوعة ثم انهالوا عليه بالضرب حتى تمدد بجوار العميد، كنت أتساءل هل كانت لديهم أوامر بالقتل أثناء التشريفة؟ ثم شرب الأطباء والمهندسون والمحامون وأساتذة الجامعة وحتى المخرج السينمائي شرب منها، ثم انهالوا علينا بالضرب، كنت أستنجد بالله وبالرئيس وبمحمد لكن لم ينجدني أحد، تبين فيما بعد أن هذا سيصبح روتينًا يوميًا كل صباح وفي الخلفية صوت الأناشيد الوطنية التي تمجد القائد المفدى.
3- الحياة داخل المهجع!
4- النقاشات داخل السجن الصحراوي!
5- التكتلات الحزبية داخل السجن الصحراوي!
6- امتهان الكرامة الإنسانية!
7- فجائع في السجن الصحراوي!
8- الترحيل من السجن الصحراوي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق