الثلاثاء، 24 يناير 2023

قوافـــي الحنيــن إلـــى الوطــن..

قوافـــي الحنيــن إلـــى الوطــن..



                   
هذه اعرابية لم تطق كل ما قدمه لها زوجها لانها اغتربت مسافة عن وطنها عن ماعزها عن كلبها عن رياح صرصر كانت تألفها فما بالك بهؤلاء الذين يغادرون ارض الحضارات منفيين مكرهين وحدهم يعرفون قيمة الوطن ارضا وسماء وماء ابن الرومي بعد ميسون يرى الوطن سرا مقدسا ومكانا لا يباع ولا يشترى يقول:‏‏

ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ‏‏

وألا أرى غيري له الدهر مالكا‏‏

فقد ألفته النفس حتى كأنه‏‏

لها جسدٌ إن بان غودرتُ هالكا‏‏

وحبّب أوطان الرجال إليهمُ‏‏

مآرب قضّاها الشباب هنالكا‏‏

إذا ذكرواْ أوطانهم ذكّرتهمُ‏‏

عهود الصبا فيها فحنواْ لذلكا‏‏

وابو فراس الحمداني الذي يأسره الروم فاذا به يشتعل شوقا وحنينا الى وطنه الى حلب الى كل مكان فيها وهل نتذكر ابن زريق البغدادي الذي ترك بغداد وذهب باحثا عن رزقه من اجل العودة بالمال الوفير لعله يحقق ما يبتغيه، ومن منا لايردد ابيات ابن الدمينة في الشوق والحنين:‏‏

ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجد‏‏

لقد زادني مسراك وجدا على وجدِ‏‏

رعى الله من نجدٍ أُناسا أحبهم‏‏

فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودّي‏‏

سقى الله نجدا والمقيم بأرضها‏‏

سحاب غوادٍ خاليات من الرعد‏‏

إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى‏‏

على غصن بانٍ أو غصون من الرند‏‏

بكيتُ كما يبكي الوليد ولم اكن‏‏

جليدا وابديت الذي لم اكن أبدي‏‏

انه الوطن مهما كان صغيرا او كبيرا من القديم الى اليوم والغد والغريب في الامر انك تجد من يبيع وطنه بأبخس ثمن والوطن هو الذي اعطاه وارتقى به وجعله ربما علما بين الناس لا لشيء الا لان الوطن حنون على ابنائه يريد ان يراهم دائما في اعلى المراتب الوطن ليس سلعة تباع وتشترى ابدا الوطن هو الشوق واللهفة اليه اينما كنت الا نتذكر احمد شوقي حين ابعد عن مصر الى الاندلس جنة الله على الارض لكنه ظل يحن مصر الى ان عاد اليها وهو القائل:‏‏

وطني لو شغلت بالخلد عنه‏‏

نازعتني إليه في الخلد نفسي‏‏

ام ترانا نتذكر خير الدين الزركلي الذي أرغم للابتعاد عن وطنه لان المستعمر حكم عليه بالاعدام فلجأ الى مصر ولكن مصر لم تنسه ابدا الشوق والحنين الى الوطن وهو القائل:‏‏

العين بعد فراقها الوطنا‏‏

لا سكنا الفت ولا سكنا‏‏

رَيَّانةٌ بالدَّمع أقلقَها 

ألا تُحسَّ كرًى ولا وَسَنا



ومال الخليج وثرواته كلها لم تستطع ان تنسي السياب الحنين الى العراق وهو مرمى حجرمنه:‏‏

فلتنطفي يا أنت.. ياقطرات..‏‏

يادم، يانقود‏‏

ياريح يا ابداً تخيط لي الشراع‏‏

متى اعود؟‏‏

إلى العراق؟ متى أعود ؟‏‏

مازلت أضرب مترب القدمين أشعت‏‏

في الدروب تحت الشموس الاجنبية‏‏

الشمس أجمل في بلادي‏‏

من سواها والظلام‏‏

حتى الظلام هناك أجمل‏‏

فهو يحتضن العراق‏‏

وفي القائمة الكثير الكثير من الشوق والحنين عند محمود درويش وبدوي الجبل ونزار قباني وعمر ابي ريشة وتوفيق زياد وابراهيم طوقان وان نسينا فلا ننس ابدا الشوق والحنين عند ادباء المهجر الذين هاموا حبا بالوطن وبكل ما فيه ومن منا لا يردد قول نسيب عريضة:‏‏

عد بي الى حمص ولو حشو الكفن‏‏

هؤلاء هم ابناء الوطن وهؤلاء هم المبدعون الحقيقيون الذين تجذروا بارضهم وظلوا اوفياء لها مهما تناءت المسافات بمثل هؤلاء المبدعين يغتنى الوطن وابداعهم يظل خالدا ابدا الدهر لانه لم يبع ولم يشر ولم يكونوا ابدا للبيع والشراء مهما قست الظروف وادلهمت المحن انه الوطن ومن يبعه بابخس الاثمان لا يجد من يشتريه هو كبائع ابدا.‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق