تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (10)
9- كتب أحدُ القساوسة في أحدِ المواقع النصرانية، مقالا عنوانه «أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح؟! ليست هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها هذه العبارة، فكل قسيس تقريبا يقولها، أمَّا ما أدهشني فعلا، هو جرأة القسيس وربما جهله بما يكتب، وذكر أن الشبهة في سفر يوحنا إصحاح 3 عدد 14، وأرى أن نقرأ معا من البداية «1 كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. 2 هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد أتيت من الله معلما، لان ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل أن لم يكن الله معه».
وفي الجملة رقم 14 يقول له المسيح”14 «وكما رفع موسى الحَيَّة في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.»!! قال القسيس أن هذه الجملة دليل ألوهية المسيح بل أقوى دليل!! نلاحظ أن الرجل الذي يتكلم معه المسيح هو من رؤساء اليهود أي من العلماء، ويعلم تماما ما يقصده المسيح، فما هي الحية في البرية التي رفعها موسى عليه السلام وما علاقتها بالمسيح؟!
بعد خروج بني إسرائيل من مصر، تمردوا و أساؤوا لله تعالى ولسيدنا موسى كما يقول سفر العدد 21 “وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف. 6 فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل.” 7 فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات.فصلى موسى لأجل الشعب. 8 فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل مَنْ لُدِغَ ونظر إليها يحيا. 9 فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا»!
فماذا حدث بعد ذلك؟ بعد وفاة سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام، عَبَدَ الكثيرُ من بني إسرائيل حية النحاس!! وظلوا على هذا الحال من الشرك والكفر حتى جاء حزقيا فسحق الحية كما في سفر الملوك الثاني إصحاح 18 عدد 1«وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل ملك حزقيا بن أحاز ملك يهوذا. 2 كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم. واسم أمه أبي ابنة زكريا. 3 وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. 4 هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نحشتان.»!!
أي أن الأمر ببساطة، هو نبوءة المسيح لأحد علماء بني إسرائيل الذي يعرف تماما التوراة وكتب الأنبياء وتاريخ بني إسرائيل، ويعرف تماما ما يقصده المسيح بأنه في المستقبل سيتم عبادته باطلا كما حدث أن عبد بني إسرائيل الحية النحاسية بعد موسى عليه السلام، فكما فُتِنَ بنو إسرائيل بالحية التي جعلها الله رحمة لهم وكان أولى بهم أن يحمدوا الله تعالى عليها، فسيفتنون أيضا ويعبدون المسيح الذي أرسله الله رحمة لهم وليعيدهم للطريق المستقيم ويتركوا التقاليد ويتبعوا أوامر الله تعالى.
سبحان الله فعلا الغباء جند من جنود الله، لا أعرف كيف فهم القسيس كلام المسيح والقصة؟ ولكن أمثاله قد ضلوا ويضلون خلقا كثيرا قد ألغوا عقولهم، نسأل الله أن يجعلنا سببا في هداية مَنْ يبحث عن الحق منهم، ونحمده تعالى ونشكره على نعمة الإسلام ونصلي ونسلم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ونستكمل أن شاء الله باقي الشبهات لنبرئ ساحة سيدنا عيسى عليه السلام من اتهامات ظالمة له بالكفر والتجديف على الله تعالى.
ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق