معركة نهاية التاريخ
شريف عبد العزيز الزهيريترتبط معركة نهاية التاريخ في أذهان اليهود والنصارى بالماضي القاسي الذي عاشه الآباء والأجداد، حين كانوا في صراع مستمر مع الأغيار، مما جعلهم يتعرضون للسبي والشتات والاضطهاد أكثر من مرة، ومن ثم فهم يتطلعون إلى ظهور المسيح اليهودي – المسيحي المنتظر ليقوم بجمع “المؤمنين الصالحين” من كلتا الديانتين، وتجييشهم للانتقام من الأمم التي آذتهم عبر تاريخهم الطويل في معركة فاصلة بين الشر والخير تدعى “معركة هرمجدون”هَرْمَجَدُّون (Armageddon) كلمة عبرية مكونة من مقطعين: “هر أو هار” ومعناه الجبل، و”مجدّون” وهو اسم واد في فلسطين، يقع في مرج ابن عامر على بعد خمسة وخمسين ميلاً شمال تل أبيب، وعشرين ميلاً جنوب شرق حيفا، وخمسة عشر ميلاً من شاطئ البحر المتوسط
ومعركة هَرْمَجَدُّون من المنظور المسيحي هي مجزرة بشرية هائلة أو حرب نووية يباد فيها معظم البشرية، ستقع بين قوى الشر من جانب ممثلة في الشيطان وجنوده، يعاونه – في زعمهم – المسلمون وبعض الروس، وبعض المنشقين عن الكنيسة، وبعض اليهود أيضاً، وبين قوى الخير من جانب آخر ممثلة في المسيح وقواته من الملائكة التي سترافقه في عودته، يعاونهم قوى الخير من البشر ومنها الشعب الأمريكي، وسوف تباد في هذه المعركة غالبية البشر، وعقب نهاية المعركة بانتصار المسيح يقبض هذا الأخير على الشيطان، ويأسره، ويسجنه. وأثناء المعركة سوف يُرفع الأبرار من النصارى المؤمنين بهذه العقيدة إلى السماء لمراقبة أحداثها من خلال السحاب، ثم يعودون سالمين إلى الأرض ليعيشوا مع المسيح لمدة ألف سنة في” الفردوس الأرضي”
إنّ أخطر ما في فكرة “نهاية التاريخ” أو ملحمة هَرْمَجَدُّون أنها أسطورة لاهوتية تحولت – بتأثير النصرانية الصهيونية – إلى ثقافة صنعت سياسات وصاغت مواقف واحتلت بها بلاد ، واستولى على الحكم فيها طغاة ، وعقدتها لها اتفاقيات ومعاهدات
ومن أهم المفكرين السياسيين الذين تطرقوا لذكر هذه المعركة، وقاموا بسرد وقائع تاريخية لها:
وليام غاي كار صاحب كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج)
جريس هالسل صاحبة كتاب (النبوءات والسياسة)
ريتشارد نيكسون صاحب كتاب (1999 نصر بلا حرب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق