تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (9)
8- نستكمل الرد على إدعاءات القساوسة والرهبان والكنائس في الإدعاء بأن المسيح قد إدَّعَي الألوهية «وحاشاه أن يفعل»!!
مِن أكثر النصوص شيوعا على ألسنة النصارى، في إثبات ألوهية المسيح،
ثلاثة نصوص، الأول «أنا لست من العالم»! والثاني «أنا في الآب والآب فيّ»! والثالث «أنا والآب واحد»!
الملاحظة الأولى، أن كل هذه النصوص ليست كلاما صريحا ولو أراد المسيح أن يعلن ألوهيته المزعومة لقال «أنا الله»! كما قالها الله تعالى مرارا وتكرارا في العهد القديم على سبيل المثال لا الحصر قال الرب لإبراهيم: [ أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ ]
تكوين 17 – 1 وقال الرب ليعقوب [ أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ ]. تكوين 35 – 10،اشعياء 45 – 22 يقول [ اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ ].!!
«التعبيرات»
ولكنهم يعتمدون على «التعبيرات» والموجودة في كل لغة فيخدعون خرافهم بترجمتها ترجمة حرفيا، رغم أننا في لغتنا العربية نستخدمها كثيرا فمثلا نقول «الجيش والشعب يد واحدة»!! ونقول «أنت في قلبي وفي عيني» ونقول «نحن جميعا على قلب رجل واحد»! بل ونفس هذه التعبيرات قد استخدمها المسيح في كتبهم أيضا! فنقرأ في يوحنا 17 عن التلاميذ يقول يسوع «أنا قد أعطيتهم كلامك، والعالم ابغضهم لأنهم ليسوا من العالم، كما أني أنا لست من العالم، 15 لست أسال أن تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير. 16 ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم. 17 قدسهم في حقك. كلامك هو حقه. 18 كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم، 19 ولأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق».! وهذا رد واضح على «أنا لست من العالم» فكذلك التلاميذ قال المسيح عنهم أنهم «ليسوا من العالم» فهل يعني ذلك أنهم آلهة؟! والله أرسل المسيح كما أرسل المسيح التلاميذ! فتأمل.
ثم نقرأ في نفس السفر والإصحاح يوحنا 17 عدد 20 “20 «ولست أسال من اجل هؤلاء فقط، بل أيضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك أرسلتني.»! هذا النص يرد بوضوح على الإدعاءات كلها مرة واحدة! فهل التلاميذ كانوا واحدا أي كائنا واحدا؟ وهل التلاميذ آلهة لأن المسيح فيهم والآب فيهم؟! فمن الواضح أن المقصود غير ما يخدع به القساوسة خرافهم الضالة فالوحدة هنا ليست حقيقية ولكنها مجازية، وحدة الهدف أو الغرض أو الغاية وليست وحدة حقيقية فتأمل.
«أنا والآب واحد»
الطريف أنه عند قول المسيح لليهود المعاندين له «أنا والآب واحد» نجد ذلك في سفر يوحنا الإصحاح 10 عدد 30، إتهم اليهود سيدنا المسيح بالتجديف أي الكفر وإدعاء إنه الله!! وهذا نفس ما يقول به النصارى أي أنهم يؤكدون اتهام اليهود للمسيح بالكفر ويُكَذُّبون المسيحَ لأنهم لو قرأوا تكملة كلام المسيح لعرفوا أنه دافع عن نفسه و قلب الطاولة على المكذبين وأثبت عليهم كذبهم وتلاعبهم بالكلام كما يفعل القساوسة والرهبان الآن بخرافهم الضالة، فمثلا نقرأ ما يقصد المسيح بـ«أنا والآب واحد» إذا قرأنا قبلها بجملتين فقط وفيها يتكلم المسيح عن أتباعه المؤمنين به أي خرافه كما يسميها فيقول” ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها احد من يدي. 29 أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد ابي. 30 أنا والآب واحد».!
أي أنه كما لا يستطيع أحد أن يخطف ويخدع المؤمنين به ويأخذهم من يده أيضا لا يستطيع أحد أن يخطفهم ويأخذهم من يد الله! فهنا يظهر معنى الجملة أي واحد في هذه الحقيقة! وعندما إتهمه اليهود بالكفر وإدعاء الألوهية رد عليهم بعدها بقوله أجابهم يسوع: «اليس مكتوبا في ناموسكم: أنا قلت أنكم آلهة؟ 35 أن قال (الله) آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، 36 فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجَدف، لأني قلت: إني ابن الله؟! فهنا يذكرهم المسيح بما هو مكتوب في العهد القديم في سفر المزامير 82.6 ” أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو ٱلْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. ٧ لَكِنْ مِثْلَ ٱلنَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ ٱلرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ»! أي أن كانت كلمة آلهة تطلق على من يحمل الناموس وكلمة إله أعظم وأخطر من كلمة «ابن الله» التي قالها المسيح عن نفسه كما يقولها كل يهودي عن نفسه فلماذا الكيل بمكيالين والتلاعب بالألفاظ وتكفير نبي كريم؟!
ونقرأ أيضا في متى إصحاح 19
«3 وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب؟» 4 فاجاب: «أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى؟» 5 وقال: «من اجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا. 6 إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان».!!!
المسيح هنا ينسب خلق آدم وحواء لله تعالى فقط كما نسب سابقا خلق السموات والأرض لله وحده فقط ولم يذكر نفسه ولا الإله المنسي دائما «الروح القدس»!! ثم نسأل النصارى هل يلتصق الرجل بامرأته حقا أم مجازا؟ ثم قوله أن الإثنين سيكونان جسدا واحدا!! هل هذا حقا أم مجازا؟ فإذا كنتم تفهمون المجاز هنا وفي كلام المسيح عن كونه والتلاميذ والآب واحد فلماذا الكيل بمكيالين؟
ولماذا تخدعون أنفسكم وتتمسكون بنصوص واهية وواضحة أن المسيح عبد الله ورسوله وأن الله هو الخالق القدير العظيم سبحانه؟ فإلى متى العناد ولمصلحة مَنْ؟!
والحمد لله على نعمة الإسلام.
ونستكمل معا إن شاء الله الرد على شبهات الكنائس ضد السيد المسيح عليه وعلى نبينا المصطفى الصلاة والسلام.
ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق