الأحد، 12 مايو 2024

تلامذة “أبو مسيلمة الكذاب” مدعي النبوة…!

 

تلامذة “أبو مسيلمة الكذاب” مدعي النبوة…!

ردا على إبراهيم عيسى ودفاعا عن دين الله



بقلم الأديب الكاتب

السعيد الخميسي

** تمر القرون والسنون والأيام ويبقى الكذاب كذابا ولو جمل وجهه بكل مساحيق التجميل. والمثل الشعبي يقول ” وماذا تفعل الماشطة في الوجه العكر؟ ..” يفنى الكذابون ويبقى القرآن الكريم محفوظا بأمر الله تعالى لقوله ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” كما تبقى السنة النبوية جلية واضحة بعيدة عن أيدي العابثين ومكر الماكرين وتربص المتربصين الذين فتحوا مراكز “التكوين” للنيل من هذا الدين المتين ولكن الله من ورائهم محيط. ومهما فتحوا من مراكز لتشويه هذا الدين بما ليس فيه فسيخيب الله مسعاهم وسيحبط أعمالهم وسيكشف عورتهم لأن بضاعتهم رخيصة.

** في عام 632 ميلادية ذهب ابو مسيلمة الكذاب مع عدد من قومه المسلمين من بني حنيفة الذين قدموا إلى المدينة يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ابو مسيلمة الكذاب لم يبايع معهم بل قال: «أريد أن يشركني محمد معه في النبوة كما أشرك موسى أخاه هارون». فسمعه النبي، فأمسك عرجوناً صغيراً من الأرض وقال لمسيلمة: والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك، فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول صلى الله عليه وسلم.

** لقد قصد مسيلمة الكهان قبل ادعائه النبوة، فتعلم الكهانة، وأصبح يسجع في قولِهِ سجعَ الكهان، ومن أشهر أسجاعه التي قالها، والتي كانَ يدعي أنها قرآن أنزله الله عليه فكان يسجع قائلا ” والمبديات زرعا ، والحاصدات حصدا ، والذاريات قمحا ، والطاحنات طحنا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما ، إهالة وسمنا ، لقد فضلتم على أهل الوبر ، وما سبقكم أهل المدر ، ريفكم فامنعوه ، والمعتر فآووه ، والباغي فناوئوه ” !

هكذا زعم أنه نبي وأن هذا قرآنا وهو يعلم بينه وببن نفسه انه كذاب محتال. ومثله في هذا كمثل الكذابين اليوم الذين يدعون الرواية والدراية. ** وينتهي أمر هذا الكذاب المحتال ويموت بعد حروب كثيرة خاضتها جيوش المسلمين مع بني حنيفة الذين ارتدوا عن الإسلام واتبعوا كذب مسيلمة، فبعث لهم أبو بكر الصديق جيشًا واحدا مؤلفا من اتحاد ثلاثة جيوش، وهي جيوش شرحبيل بن حسنة، وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد، وكانوا جميعا تحت إمرة خالد، فقاتلوا جيوش مسيلمة في معركة اليمامة وانتصروا عليه، ومات مسيلمة في تلك المعركة على يد وحشي بن حرب عام 12 للهجرة، وتقول الروايات: إنَّه عاش ما يزيد عن مئة وخمسين عامًا .

** تمر القرون قرنا بعد قرن ويظهر تلامذة ابو مسيلمة الكذاب في عصر الفضائيات فتفتح لهم القنوات لنشر الأكاذيب و الترهات بلا رادع يردعهم أو صاد يصدهم.

فهاهو ذلكم الصحفي المعروف والذين اتبعوه وقد اعتاد الهجوم والإساءة إلى أئمة المسلمين والصحابة، وعلى رأسهم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبدالله بن عباس والبخاري والشعراوي وغيرهم. فضلا عن إنكاره لفرضية الحجاب، وادعائه أن صيام رمضان ليس منه فائدة سوى أنه قرار سيادي من الله في إساءة بالغه للذات الإلهية غير اسائته المتكررة والطعن في ثوابت الدين الإسلامي دون أي مساءلة أو محاسبة قانونية، وكان آخرها إنكاره لرحلة المعراج وترديده بعدم حدوثها بهدف التشكيك فيها وفي أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.

** ثم واصل حلقات مسلسل ازدراء الدين الإسلامي ورموزه وشعائره، منكرا وجود “الشريعة الإسلامية” في الإسلام وأنها اجتهاد بشري غير موجود، قائلًا -بلغة مبتذلة-: “مفيش حاجة اسمها الشريعة الإسلامية أصلا.. ده اجتهاد بشري استخلصه البعض لكن مفيش كتاب اسمه الشريعة الإسلامية.. هذا وقد دأب على توجيه سهامه للإسلام وعلمائه، وقد استهزأ بهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر، وهو إصرار منه على تكدير السلم المجتمعي بإنكار المسلمات، وإثارة الفتن في المجتمع المصري المتدين بطبيعته الفطرية.

واعتبر عدد من الساسة والمفكرين تصريحات هذا الصحفي أنها لا تخالف الدين فقط ولكنها تجاوز دستوري حيث أنكر وجود “الشريعة الإسلامية” التي نص عليها الدستور في مادته الثانية: الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع.

** لقد اعتبر هذا الكائن ان الرسوم المسيئة للنبي (صل الله عليه وسلم) ، أمورا شكلية لا تستوجب التفاعل معها، وأن عذاب القبر أكذوبة اخترعها المسلمون للتخويف من الآخرة، هذا وقد صرح بعض أعضاء هيئة التدريس بالأزهر الشريف إلى أن “تدشين مركز تكوين الفكر العربي، هو دعوة إلى الإلحاد صراحة، وللتشكيك والطعن في الثوابت الدينية الإسلامية، وبتمويل ضخم وإعلانات ممولة وبرامج ينفق عليها مبالغ لا حد لها” كما حذر علماء العقيدة والشريعة في مصر، من مخاطر تدشين “مركز تكوين”، مؤكدين أنه يضم أشخاصا يشككون في السنة والعقيدة، ويسعون إلى نشر الإلحاد..

** إن مثل ابو مسيلمة الكذاب في عصر النبوة كمثل الكذابين الافاكين الذين ينهشون في عرض دين الله تعالى قرآنا وسنة شريفة بقصد النيل من هذا الدين العظيم وهم معروفون بالاسم والعنوان.

لقد امتلأت كروشهم المنتفخة بأموال السحت واكتظت حساباتهم البنكية بالملايين ليس بجهد بذلوه أو عمل قدموه أو مشروع خير طرحوه ولكن بالكذب البواح على كل مايتعلق بدين الله ظلما وعدونا بلا دراية سليمة أو رواية صحيحة.

إنني اعف نفسي عن ذكر أسمائهم البغيضة ووجوهم القبيحة ومناظرهم الدميمة حتى لا يشمئز القارئ من رؤية وجودهم وذكر أسمائهم.

سيفنى هؤلاء يوما ما كما فني ابو مسيلمة الكذاب وستبقي راية دين الله عالية خفاقة لا يضرها نباح هؤلاء وكما قال الشاعر :ولو كل كلب عوي القمته حجرا.. لصار مثقال ذر من صخر بدينار.

يقول الله تعالى “قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. والله من وراء القصد والنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق