الخميس، 16 مايو 2024

النكبة الحقيقية في ذكرى النكبة

النكبة الحقيقية في ذكرى النكبة

محمد إلهامي

باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية


في ذكرى #النكبة التي تمر علينا الآن، صرنا نرى بأعيننا بعض الحقائق التي كنا نكتشفها حين نفتش في كتب التاريخ.

ومن أهم هذه الحقائق أن النكبة الحقيقية إنما هي نكبتنا في الأنظمة العربية؛ فمن قرأ تاريخ النكبة عَلِم عِلْمَ اليقين أنها ما كانت لتحدث لولا هذه الأنظمة التي أحاطت بفلسطين، فقامت بثلاثة أدوار متضافرة مركبة تسببت في النكبة:

1. منعت أهل فلسطين من المقاومة وأدواتها، وطاردت زعماءهم وخذلتهم في القتال وفي السياسة

2. طمأنتهم أن القضية قضية عربية لا وطنية، وأنها قضية جيوش لا فصائل ولا مقاومة شعبية.. ثم امتصت طاقة المتطوعين فمنعتهم من التدخل، ثم أرسلت جيوشها الرسمية لتنهزم وتنسحب فمنحت إسرائيل بتلك الهزيمة أكثر مما منحه لها قرار التقسيم، ولما انهزمت الأنظمة، وضاعت الأرض، تُرك الفلسطينيون لمصيرهم، وجعلوها قضية وطنية تخص الفلسطينيين.

3. ثم لما نبغت في الفلسطينيين مقاومة تآمروا عليها، وساروا بكل عزمهم في طريق السلام الذي لم تجن منه القضية شيئا أبدا، وإنما كانوا بشعار السلام يثبتون إسرائيل ويتعقبون المقاومين ويطاردونهم.

تاريخ من الخيانة الخالصة، لا نعرفه لأننا ما نزال أسرى هذه الأنظمة، وأكثر معلوماتنا تأتينا من نوافذ إعلامها وتعليمها وثقافتها.

ها نحن نرى الآن بأعيننا كيف أن أهل فلسطين يسطرون معجزة نادرة في تاريخ المسلمين، الثلة القلة المحاصرة المذبوحة تقف وحدها أمام الوحش العالمي المدعوم بالسلاح العالمي والسياسة العالمية، لسبعة أشهر، في وضع لا يمكن أن يصدق، وإذا بالوحش الذي كان يلتهم البلاد في أيام يتعثر في القطاع الصغير المحصور!

فماذا كان؟!


هبت أنظمة العرب لتشديد حصارها على القطاع الصغير المحصور، وتجويع أهله، ومنعه الغذاء والدواء، بل واستلاب أموال الفارين بأنفسهم من المذبحة العظمى..

ثم هبوا في ذات الوقت لإمداد الوحش الإسرائيلي بما نقص من خطوط إمداده، فصنعوا له طريقا بريا يمر بالإمارات والسعودية والأردن، وطريقا بحريا يمر بالسويس إلى أسدود، في واحد من مشاهد الخيانة العلنية الخالصة التي تهزم كل الأعذار والتبريرات!

ثم سلطوا وسائل إعلامهم لذبح أهل المقاومة وتشويههم والطعن فيهم، فما عدت تعرف هل هذا الإعلامي الذي ينطق أو يكتب: هل هو عربي ارتد عن الإسلام واعتنق الصهيونية، أم هو صهيوني أجاد تعلم اللغة العربية واتخذ له اسما عربيا؟!!

ثم منعوا شعوبهم التي يأكلها الحزن والغضب وتشتعل فيها العاطفة واللهب أن يفعلوا شيئا، فكل نظام وما استطاع، فمنهم من يعاقب ويسجن على التغريدة، ومنهم من يعاقب على التظاهر والهتاف ورفع العلم.. فلا هم فعلوا خيرا، ولا هم تركوا من أراد الخير ليفعل!

فوالله الذي لا إله إلا هو، لزوال نظام عربي زوالا حقيقيا لهو أخطر على إسرائيل من مائة ألف صاروخ تطلقه حركة المقاومة.

ووالله الذي لا إله إلا هو، لو نادت هذه الأنظمة بالجهاد لكانت مؤامرة جديدة كمؤامرة النكبة قبل 76 سنة، ولكان العقل والحكمة يهدي ألا يجاهد الناس تحت رايتهم.

ومن أحب أن يستزيد، ويسمع تفاصيل الحكاية، فهذه بعض الروابط

https://t.me/melhamy/7940
أولا: مقالات في قصة النكبة.. وكيف حصلت

- موجز قصة النكبة (1) (2)
http://melhamy.blogspot.com.tr/2016/05/blog-post_14.html
http://melhamy.blogspot.com.tr/2016/05/2.html


- مُعَكِّر صَفْوِ الأنس، في سيرة سلب القدس
http://melhamy.blogspot.com.tr/2017/12/blog-post_7.html

- كيف تشكلت معركة الصراع الحضاري العالمي
https://melhamy.blogspot.com/2021/06/blog-post.html

- سنن تاريخية في (تحرير) و (ضياع) بيت المقدس
https://melhamy.blogspot.com/2021/07/blog-post.html
https://melhamy.blogspot.com/2021/08/blog-post.html



مقالات في البطولة والأبطال

أشد رهبة في صدورهم من الله
http://melhamy.blogspot.com.tr/2017/12/blog-post_20.html

عبد الحميد الثاني وحماية فلسطين
melhamy.blogspot.com/2015/07/4.html

بطولات الإخوان المسلمين في مصر وفلسطين
https://melhamy.blogspot.com/2016/12/blog-post_14.html

ذكرى استشهاد نجم فلسطين عبد الله عزام
https://melhamy.blogspot.com/2016/11/blog-post_60.html

أسطورة المجاهدين: أحمد ياسين، وتاريخه، ودروس من تجربته
http://melhamy.blogspot.com/2016/03/blog-post_25.html
https://melhamy.blogspot.com/2016/04/blog-post.html
https://melhamy.blogspot.com/2016/10/1.html
https://melhamy.blogspot.com/2016/10/2_20.html


"المهندس" الأسطورة
https://melhamy.blogspot.com/2016/01/blog-post_15.html

- تجربة حماس درس للشيوخ والشباب
https://melhamy.blogspot.com/2016/10/blog-post.html

مقالات في الخيانة والخائنين
تنصيب الأنظمة العربية هو صفقة القرن الحقيقية
https://melhamy.blogspot.com/2020/02/blog-post_4.html


بعض ما قدمته مصر لفلسطين
https://melhamy.blogspot.com/2017/12/blog-post_13.html

مصانع الخيانة
https://melhamy.blogspot.com/2018/10/blog-post.html

مذكرات رفاعي طه (10) هكذا شاهد جيلنا حرب أكتوبر وانكسرت آمالنا في التحرير
https://melhamy.blogspot.com/2019/02/11.html

زوال جيوش العرب خير من بقائها
https://melhamy.blogspot.com/2016/01/blog-post_21.html

مائة عام على مولد يوشع براور ومحمد الغزالي
https://melhamy.blogspot.com/2018/01/blog-post_6.html

مقالات دور محمد علي باشا في تأسيس إسرائيل:
http://melhamy.blogspot.com.tr/2016/12/blog-post_22.html
http://melhamy.blogspot.com.tr/2016/12/blog-post_29.html
http://melhamy.blogspot.com.tr/2017/01/blog-post_5.html
http://melhamy.blogspot.com.tr/2017/01/blog-post_12.html

------
ثانيا: الدراسات

قناة السويس كخط جيوسياسي استراتيجي لإسرائيل
https://melhamy.blogspot.com/2018/12/blog-post_19.html

- حماس غزة: أزمة وتطور الفكر السياسي تحت إكراه الواقع المعقد
https://melhamy.blogspot.com/2018/09/blog-post_28.html

تاريخ اليهود في ظلال الإسلام (في هذا الرابط ص46 وما بعدها)
https://bit.ly/3sA9ma2

صورة بيت المقدس وقضيته في مذكرات صناع القرار الأمريكان
https://bit.ly/3l9ARCT

سياسة محمد علي باشا تجاه أوقاف بيت المقدس
https://bit.ly/3laVHlv

https://t.me/melhamy/7941
سلسلة مرئيات عن قضية فلسطين وبيت المقدس

https://www.youtube.com/watch?v=u1MBVaLBTGM&list=PLnpknmCXt_N519ePs26pl6jBIDsZGvDeb

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق