إضاءات منهجية سياسية قتالية
إن صلاح كل أهل فلسطين لن يحقق النصر بمعنى التمكين في معادلة الصراع الواسعة والعميقة لحقيقة وجوهر المشاريع المعادية والقائمة، تلك المشاريع التي فرخت ورعت ودعمت فكرة إنشاء الكيان الغربي الصهيوني المسمى إسرائيل على أرض فلسطين مستهدفة الأمة، غير عابئة بزيتون ولا أقصى فلسطين.
إن صلاح أحوال مصر والشام وتعافيهما شرط لن يتحقق بدونه نصر ولا تمكين في القدس وفلسطين مهما طال الزمان ومهما كثرت وتراكمت التضحيات والبطولات.
وإن أي مشروع فلسطيني أو عربي أو اسلامي ينطلق من تصور امكانية تحقيق النصر والتمكين من خلال الفلسطينيين وحدهم، هو تصور قاصر ومتهم في إتلاف حاضر ومستقبل أهل فلسطين، وإن قتال العاجز يوحي بقتله.
إن واجب الإعداد الذي أمرنا الله به يجب أن ينضبط بمحددات واقع الزمان والمكان وفهم كنه المشاريع المعادية والأنظمة المحيطة، والأخذ بعين الاعتبار لضرورة تعافي الشعوب اللصيقة، الأمر الذي يوجب وضع كل ذلك في الاعتبار والموقف والعمل الواجب تجاهها، ثم وضع كل ذلك في ميزان الترجيح الذي يبني خطة حكيمة وقويمة.
سيبقى دورنا العيني الواجب كفلسطينيين هو مقارعة العدو بسقف معقول ومدروس يبني ولا يهدم، ويربك توسع وتمدد العدو لا أن يعطيه فرصة على طبق من ذهب، كما سيبقى دورنا أساسي في تحريض المؤمنين في عموم الأمة وخصوص محيط فلسطين.
إن هذا الفهم الغائب في التصور الفلسطيني للتحرير والتغيير -سواء عند الوطنيين أم الاسلاميين على حد سواء- سبب في كثرة التضحيات وعظم الهدر وفقر النتائج في معارك فلسطين رغم ضخامة البطولات، وإن قتال العاجز يحرض على قتله.
إن إعادة صياغة مرتكزات مشروع التحرير والتغيير في فلسطين بات ضرورة وشرطا لبقاء فلسطين فاعلة ومحركة لأمة العرب والمسلمين، وشرط لمنع تجيير دماء الفلسطينيين وتضحياتهم وبطولاتهم لصالح المشاريع المعادية والمحتلة لبلاد العرب، والتي تحول بفاعلية دون تعافي الشعوب العربية، وتشكل سدا يمنع نهضة المسلمين.
ستبقى معاركنا مشروعة في وجه المحتلين، ولن يسقط عنا يوما وجوب تحرير أقصى المسلمين، ولكنه ليس واجبنا كفلسطينيين، بل كمسلمين مصلحين-غير مأزومين- لا يلتزمون ولا يتقيدون بفهم دينهم وقرآنهم وفقه جهادهم بحدود رسمها وأطرها عدوهم اللعين.
#إعادة_صياغة_مرتكزات_مشروع_التغيير_والتحرير_في_
فلسطين
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 10/5/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق