عندما ندافع عن الإسلام يكون لحياتنا معنى وقيمة
يتعرض الإسلام لعدوان غاشم يستخدم الكثير من الوسائل والأسلحة، وسأركز اليوم علي الدعاية التي يقوم بها أنصاف الجهلاء التابعين للغرب، ويدعون كذبا أنهم يقدمون لك فكرا وبحثا علميا.
وأنا أنوي أن أخوض معهم معركة فكرية، وأبرهن بالعلم على زيف أفكارهم، وأنهم يقومون بعملية تدليس وخداع وسرقة من كتب المستشرقين؛ فأنا باحث علمي؛ طورت طوال حياتي مهاراتي في تطبيق المناهج العلمية الحديثة؛ ربما استعدادا للقيام بهذا الدور في تلك المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية، والتي يجب أن يقوم العلماء الذين يعتزون بالانتماء لها بوظيفتهم في بناء مستقبلها.
لكن سأقدم لك اليوم بعضا من الأسس التي يمكن أن تنطلق منها للمشاركة في الدفاع عن الاسلام، وفضح المتغربين الذين يريدون لك أن تتخلى عن الاسلام لتصبح مجرد عبد للغرب وللمادة والدنيا والاستبداد.
سوف توسوس لك نفسك: لماذا تتجشم كل هذا العناء، وأنت ترى أنصاف الجهلاء يطلقون على أنفسهم ألقابا فخمة ضخمة؛ مثل المفكرين والباحثين المتنورين الحداثيين المتقدمين الناقدين، ويغترفون الأموال من خزائن الغرب، والسلطات المستبدة التابعة له، وتفتح أمامهم وسائل الإعلام ؛ ليدلسوا على الناس بكلام سخيف ؛ بينما أنت مطارد لأنك تدافع عن الإسلام، ومهدد بالاعتقال والنفي والفصل والقهر.
سيجد الشيطان مدخلا لنفس هي بالتأكيد تتمنى الراحة والأمان والمال الوفير..
لكن اسأل نفسك: ما هدف حياتي؟! وما معنى تلك الحياة إن لم أدافع فيها عن الحق، وانتصر على الباطل الذي ينتفش عندما يخاف الناس على حياتهم من سلطات ربطت مصيرها بأعداء الأمة.
إن الله سبحانه وتعالى يعطيك منحا عظيمة عندما تقوم بوظيفتك في الدفاع عن الإسلام في وقت يتعرض فيه للمحن والفتن، وتنتصر على الخوف والزيف، فتكون لحياتك معنى وقيمة وأهمية.
ومن المؤكد أن تلك الحياة سوف تنتهي في الأجل الذي حدده الله لنا، سوف تنتهي حياة عبيد الغرب الباحثين عن الشهرة والمال، وسوف تنتهي حياة الفرسان الأحرار الذين تعرضوا للمطاردة والسجن والنفي لدفاعهم عن الاسلام..
لكن ما معنى الحياة وما قيمتها إن لم ندافع فيها عن عقيدتنا وحضارتنا وهويتنا ؟!!
إن هذه الفترة الكئيبة سوف تمر، وهذا الواقع سوف يتغير، والكثير من المفكرين الغربيين بدأوا يعترفون بفشل مشروع التنوير الأوروبي ؛ الذي شكل الأساس الفكري والثقافي للاستعمار، ونهب ثروات الشعوب، والمشروع الصهيوني الذي كان أهم نتائج الاستعمار ينهار، بالرغم من كل المذابح التي يرتكبها باستخدام القوة الغاشمة، والأسلحة الأمريكية الحديثة.
نحن في بداية مرحلة جديدة، تشتاق فيها كل الشعوب لعدل الإسلام ورحمته، ويتطلع الأحرار في كل العالم للحضارة الإسلامية التي يمكن أن تنقذ الإنسان من العبودية للمادة، ومن الخوف من القوة الغاشمة، ومن الفقر الذي انتشر بين الناس فقهر قلوبهم.
والغرب يدرك ذلك جيدا؛ لذلك حرك أتباعه ليزيفوا وعي الناس، وينشروا الشك في العقيدة الاسلامية، والخوف من الاسلام الذي ربطوه بالارهاب والتخلف.. لكن الغرب لم يجد سوى أنصاف الجهلاء الذين يكررون بلا وعي أفكار المستشرقين التي تم انتاجها في القرن التاسع عشر، فمن هو المتخلف ؟!!
لذلك انتفض واقهر خوفك؛ لتنال شرف الدفاع عن دينك وهويتك في الدنيا فتكون لحياتك معني، وسوف تفخر بهذا الدور عندما يتغير هذا الواقع قريبا، ويسقط الزيف، وتنتفض الأمة ضد الذين أفقروها، وأغرقوها في الديون، ونهبوا ثرواتها.
هؤلاء الذين يدعون التنوير والحداثة والتقدم لا يستطيعون قراءة الواقع، أو رؤية أضواء المستقبل، وطمست العبودية للغرب بصيرتهم، فلم يكتشفوا ما يمكن أن يقدمه الاسلام للإنسانية، وكيف يمكن أن يقود كفاحها ضد الظلم والقهر والفقر.
إنها فرصتك لتكتشف معنى حياتك، وتبني مستقبل أبنائك بالدفاع عن دينك وهويتك، والانتصار للحق، وقيادة الناس بالمبادئ والمعرفة والوعي لتغيير واقعهم البائس الكئيب.
أنت صاحب حضارة عظيمة؛ يجب أن تعيد اكتشافها، وتقديمها للعالم، فهي حضارة المستقبل؛ رغم أنف أنصاف الجهلاء التابعين للغرب والسلطات المستبدة، وعندما تتقدم للدفاع عن الاسلام يمكن أن تتعرض للمحن والابتلاء في نفسك أو في مالك وأولادك؛ لكنك ستنال الشرف والمجد والحرية والفخر بالدور والوظيفة الحضارية، وتعيش بكرامة، وتفوز برضاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق