آمانات الله
مالا يفقه الغرب وأعداء الاسلام أن أمانات الله وعهوده لا تضيع ...
لا تضيع ولن تضيع مادامت السماوات والارض وتنتقل من أمة لأمة ومن قوم لقوم ومن طائفة لطائفة فإن ضيعها قوم حملها آخرين وإن ضيعتها أمة حملتها أمة أخرى حتى إن انتكست كل الأمم عهد الله بها لطوائف أو طائفة ولاتزال على الحق ظاهرة لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتى أمر الله وهم كذلك ...
قال تعالى أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ...
حتى إذ جمعهم الله ليوم القيامة كان السؤال واحد
قال تعالى
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ..
والمراد من وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
أى بحمل الآمانات والوفاء بها ......
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ..
وقال تعالى
اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ
ولهذا إن تخلى بعض العرب حملها بعض العجم وأن تخلى عنها بعض العرب والعجم حملها بعض الفرس وهكذا ولكن راية الله وأمانته لا تسقط ولا تعدم من يحملها إلى يوم القيامة ومن يدارس التاريخ يرى رؤيا العين كيف دارت راية التوحيد وأمانة الله كل الأمم وحملها كل الأجناس إلى اليوم وكلما تخلى عنها قوم حملها أخرين ومن فقه هذا ذهب عنه خوفه على التوحيد وراية الاسلام ووفر مشاعره وعواطفه وجهده فى التحمل والتبشير وزاد يقينه وباشر الطاعات بقلب مصدق وموقن لا يدخله ريب ولا يساوره شك بوعد الله وهذا ما كان عليه أصحاب رسول الله ومن تبعهم بإحسان ففتحوا الدنيا ويقينهم النصر وهو ما تخلف فى أيامنا هذه عن أقوام يعملون ويخشون النصر أو يشكون فيه أكثر من خشيتهم من الهزيمة والشك فيها
..
وعليه فراية الاسلام والحق لن تسقط ومن يسقط فالله غنى عنه وكذا مكة والمدينة كعقر دار الاسلام وبيضته فلن يتغير شىء فيهما وسيئرز إليهم الدين كما تئرز الحية إلى جحرها وكل ما هنالك بقاء حكامها كلما حافظوا على طبيعة مكة والمدينة ومركزية الاسلام بهما عقيدة وشريعة وبقاء الحكم والسلطان لهم مرهون بهذا فإن حاولوا العبث بهما فيوكل الله بمكة والمدينة غيرهما وهذه سنن كونية وشرعية وقل عسى أن يكون قريبا ....
وما علينا إلا حفظ الآمانات الشرعية وهى التكاليف بحسب وسعنا وأن نخشى على أنفسنا من السلب وليس على الدين والآمانات من أن تضيع ..
ولهذا جعل الولاء للحق لا لقوم ولا جنس ولا أمة من الأمم ولا لشيخ ولا طائفة ولا جماعة ولكن الحق وفقط وهو ما يجعل حقيقة الراية أنها عالمية بمصفوفاتها الأفقية والرأسية والله أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق