الأحد، 19 مايو 2024

المشروع الأمريكي في حرب أهل السلة ..الحرب الفكرية

المشروع الأمريكي في حرب أهل السلة ..الحرب الفكرية 

تشكل الحرب الفكرية على المسلمين أولوية عند الغرب، ولهم أدواتهم من الصوفية وغيرها، ويراد استبدال الفهم السلفي المنضبط لتفريغ الدين بشعارات خبيثة. كما أن ثمة أشخاص تقوم بالدور المشبوه!

أهمية الحرب الفكرية

لم يقف العدو على المحور العسكري في حربه ضد المسلمين أهل السنة، بل ليضمن استقرار هزيمته للمسلمين خاض الحرب الفكرية؛ إذ لا وجود عسكري له مع أمة تعرف دينها ومتمسكة به وتقوم بما أمرها الله، وإنما الخشية على الأمة في التغير الفكري؛ فالهزيمة العسكرية بطبعها مؤقتة.

الحرب الفكرية

وهذا النوع من الحرب أشد خطراً من الحرب العسكرية بل إن الحرب العسكرية إنما هي أداة لتمكين الفكر الكفري والغربي في أمة الإسلام وتشويه للعقيدة الربانية التي يتبناها أهل السنة المسلمون.

والحرب العسكرية تكون في العادة مؤقتة بتحقيق أهدافها، أما الحرب الفكرية فهي مستمرة بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ويمكن بيان هذا النوع من الحرب في العناوين التالية:

تأكيدهم لأهمية الحرب الفكرية

سبق ذكر بعض المقولات عن صناع القرار في الحكومة الأمريكية التي يؤكدون فيها على أهمية الحرب الفكرية على أهل السنة من المسلمين لتشويه عقائدهم وإقناعهم بالفكر الغربي أو ما يسمونه بالفكر الإسلامي المعتدل، وأن الحرب العسكرية لا تحقق لهم أهدافهم ما لم تصاحبها حربٌ فكرية، وأعيد هنا قول أحد طواغيتهم؛ وزير الدفاع الأمريكي في حكومة “بوش” المهزوم، حيث يقول:

“إن الحرب تستهدف تغيير المدارك وإن المحتم الفوز فيها وعدم الاعتماد على القوة العسكرية وحدها”. (١)

وقد نص تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر (٢٠٠١ م) على ذلك التوجيه، حيث جاء فيه:

“إن العدو الرئيسي لأمريكا هو تيار إسلامي راديكالي متطرف، تعود مرجعيته إلى أفكار ابن تيمية وسيد قطب، ولا يوجد مجال للتصالح مع هذا التيار، ولابد من عزله وتصفيته تماماً، لكن لا بد أولاً من منازلته في ميدان حرب الأفكار، من أجل كسب الغالبية المحايدة التي يمكن أن تتحول إلى متعاطفة معه”

وجاء في تقرير “راند” الشهير: “بناء شبكات إسلامية معتدلة”

“أن الولايات المتحدة اليوم تقود حربًا على الصعيدين الحربي والفكري، فهي تقود معركة بالأفكار، حيث لن تكون الغلبة على الجانب الآخر إلا بتشويه الأيديولوجيات المتطرفة في أعين معتنقيها ومؤيديها”

[للمزيد: أحد صور الحرب الفكرية.. الحرب على التوحيد في مؤتمرات الضرار]

حرب الأفكار، ومن يقوم بالدور

يوضح الأستاذ/ حسن الرشيدي في دراسة له بعنوان: “حملة للترويج لإسلام جديد”. (٢) الفرق بين آلية الغزو الفكري الذي بدأ بعد الاستعمار في القرن الماضي، وبين آلية الحرب الفكرية الجديدة، فيقول:

 “فحروب الأفكار التي شنها الغرب عندما استتب له احتلاله لمناطق العالم الإسلامي، منذ أواخر القرن التاسع عشر كانت حملة لفرض أفكاره وتوجيهاته، ولذلك أطلق عليها المفكرون المسلمون في هذه العصور: “الغزو الفكري”، وشرعوا في تسطير الأدبيات في مواجهة الفكر الغربي، وبيان جذوره، وإظهار عواره وضرره على الأمة والإنسانية.

كان ما اصطُلِح على تسميته “الغزو الفكري” موجهاً للأمة بعمومها، وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة، ولا تستعد لصده، والوقوف في وجهه، حتى تقع فريسة له..

وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منها أن تكرهه.

ولكن بمرور الوقت وتعاقب الأزمات ظهرت الصحوة الإسلامية، وتصدت لهذه المحاولات حتى أصبحت هذه الفئة العلمانية معزولة عن الجماهير، لا تستطيع التوغل في الأمة بأفكارها ومعتقداتها.

وخاب ظن الغرب في شأن هذه الطائفة، بتراجع الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط عموماً.

ولكن مع تجدد الاستراتيجيات التغريبية بذراعها الأمريكي، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واصطدام الجيوش الغربية بالمقاومة الإسلامية في مناطق عديدة، بدأ التفكير من جديد في مرحلة أخرى من الغزو الفكري، أصبح يطلق عليها “حرب الأفكار”.

عبر عنها الكاتب الأمريكي “توماس فريدمان” الذي نشر مجموعة مقالات، حاول فيها شرح وتحليل مفهوم أو مقولة “حرب الأفكار”، حيث يرى أنها بصورة أساسية ينبغي أن تكون في داخل المجتمعات الإسلامية نفسها، وبإشراك المعتدلين في هذه المعركة.

فهو يعتقد أن الأكثر أهمية هو إيجاد سبل لجعل المجتمعات التي يأتي منها هؤلاء الأصوليون، هي التي تردعهم أولاً، فهي ـ أي هذه المجتمعات ـ الوحيدة التي تعرف أناسها، وهي الوحيدة أيضاً – حسب تقدير “فريدمان” – القادرة على كبح متطرفيها.

ودعا الغرب لتبني أساليب وتكتيكات تساهم في تعزيز مكانة ونشاط هؤلاء المعتدلين. (٣)

فالجديد في هذه الحملة أن الهدف الرئيسي لحرب الافكار الجديدة هو: تشويه معتقدات المسلمين في أعين معتنقيها، وتفريغ الإسلام من مضمونه وأصوله.

كما أن الجديد فيها أيضاً من خلال تقرير “راند” وكلام “فريدمان” السابق: أن التركيز والاعتماد في تنفيذ هذه الحرب على:

ما يسميهم التقرير بـ “المعتدلين” من المنتسبين إلى الإسلام، كدعاة الإسلام الديموقراطي والليبرالي والعصراني.

وعلى الصوفية والشيعة الرافضة الذين يجتمعون على الخرافة والبدعة والشرك بالله عز وجل.

ويوصي تقرير “راند” بأن تدعم الإدارة الأمريكية هذه التيارات المعتدلة المناوئة للتيار السني السلفي، لكي تتصدى لهذه التيارات السنية الجهادية، وأطروحاتها، والتي يجب محاربتها، وإسقاطها، وتشويهها، والقضاء عليها.

وفي هذا الاطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية والشيعية،  ولولا التشيع ما كان التصوف، ويجب دعم ونشر الفتاوى الشاذة لتقف في مقابل النصوص الصحيحة التي ترتكز عليها الوهابية السلفية وتعظمها.

المعتدلون في نظر أمريكا .. ملامح رئيسية

ذكر التقرير الصادر من مؤسسة “راند” في ربيع الأول ١٤٢٨ ماذا يقصد الأمريكيون بالمعتدلين الذين تحرص على دعمهم، وتوظيفهم في تشويه العقيدة الصافية عند المسلمين.

 وذكر هذا التقرير بعض الملامح الرئيسية التي يمكن من خلالها تحديد الاتجاهات الإسلامية المعتدلة، ومن أهمها ٤ ملامح:

١- القبول بالديمقراطية

يعتبر قبول قيم الديمقراطية الغربية مؤشراً مهماً على التعرف على المعتدلين، فبعض المسلمين يقبل بالنسخة الغربية للديمقراطية، في حين أن بعضهم الآخر يقبل منها ما يتواءم مع المبادئ الإسلامية، خصوصا ً مبدأ “الشورى”، ويرونه مرادفاً للديمقراطية.

كما أن الإيمان بالديمقراطية يعني في المقابل رفض فكرة الدولة الإسلامية.

٢- القبول بالمصادر غير المذهبية في تشريع القوانين

وهنا تشير الدراسة إلى أن أحد الفروق الرئيسية بين الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين، هو الموقف من مسألة تطبيق الشريعة، وتؤكد الدراسة أن التفسيرات التقليدية للشريعة لا تتناسب مع مبادئ الديمقراطية، ولا تحترم حقوق الإنسان.

٣- احترام حقوق النساء والأقليات الدينية حسب النظرية الأمريكية

وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أن المعتدلين أكثر قبولاً بالنساء، والأقليات المختلفة دينياً، ويرون بأن الأوضاع التمييزية للنساء والأقليات في القرآن يجب إعادة النظر فيها، نظراً لاختلاف الظروف الراهنة عن تلك التي كانت موجودة إبّان عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

٤- نبذ الإرهاب والعنف غير المشروع حسب النظرية الأمريكية

وتؤكد الدراسة هنا على أن الإسلاميين المعتدلين يؤمنون ـ كما هو الحال في معظم الأديان ـ بفكرة “الحرب العادلة”، ولكن يجب تحديد الموقف من استخدام العنف، ومتى يكون مشروعاً أو غير مشروع.

معنى هذه الشروط

إن من يقرأ هذه الملامح والصفات يدرك على الفور أن تعريف الاعتدال بالمفهوم الأمريكي لا يعبر إلا عن المصالح الأمريكية الهادفة إلى تحويل المسلمين بعيداً عن الإسلام، تحت دعوى الاعتدال العالمي.

استهداف التيار السلفي واستبداله

انتهت مراكز الأبحاث الأمريكية إلى أن التيار السلفي ـ العلمي والجهادي ـ هو عدوها اللدود الذي شكل مصدر قلق وإزعاج وخوف منذ ظهوره وانتشاره؛ لأنه ينطلق من عقيدة الولاء والبراء، وبغض الكافر وجهاده، ونبذ الشرك بجميع صوره.

وبتحديد هذا التيار ـ من قِبل مراكز البحوث الأمريكية، وأنه الأخطر على الغرب الكافر ـ وضعوا في حربه ثلاث طرق تحدث عنها الأستاذ (أحمد فهمي) ـ حفظه الله تعالى ـ فقال:

الطريقة الأولى: استبدال السلفية

يقوم مفـهوم الاستـبدال علـى قـيام جهـات الضـغط الغربية ـ بطرق غير مباشرة غالباً ـ بتحفيز وتشجيع تيارات ومناهج أخرى، لكي تقوم كبديل للمنهج السلفي في الدول الإسلامية، وترتكز فكرة الاستبدال على وجود رغبة عامة وعارمة لدى الجماهير في التدين.

وانبعاث هذه الفكرة ـ التبديل بين أنماط التدين ـ في العقلية الغربية وتناميها لدرجة القناعة، يدل على تطور خطير في نظرتهم وتفسيرهم للسلوك الديني للمسلمين، وقد كانت الفكرة القديمة تنحصر في تجفيف منابع التدين، واستبدال الدين بأفكار علمانية برّاقة.

ولكن مع فشل هذه الفكرة، بدأ الكثيرون ينتقلون إلى مرحلة تالية، وهي: فلندع المسلمين يتدينون كما يريدون، لكن فلنقدم لهم نحن “التوليفة” المناسبة للتدين.

وتكمن خطورة السلفيين بالنسبة لخصومهم في أنهم يقودون الناس في قطار سريع يصلهم مباشرة بين الواقع ومصادر التشريع، أما غيرهم من التيارات فيأخذون الناس في جولة سياحية تطول وتقصر بحسب المنهج، وأحياناً تتحول الرحلة بمجردها إلى هدف منشود.

[اطلع على محورية صفة الولاء والبراء في صفات الطائفة المنصورة]

توليفة التدين الجديد

والعناصر الرئيسة المتضمنة لـ “توليفة” التدين الأمريكية:

١- رموز ودعاة مستقلون، يقدمون نمطاً متطرفاً في تسامحه واعتداله، ليبرز النمط السلفي للتدين على أنه متطرف في فهمه وتمسكه بتعاليم الإسلام.

٢- غطاء وحاجز سياسي توفره التيارات السياسية التي تنظر للتيارات السلفية على أنها معوق لتقدمها السياسي، كما أنها على استعداد لتقديم تنازلات دينية في سبيل تحقيق مكاسب سياسية.

٣- الربط الوثيق بين السلفية العلمية والدعوية، وبين السلفية الجهادية، بحيث يصبح الجميع منهجاً واحداً متعدد المراحل أو المستويات.

٤- إفساح المجال في عدد من البلدان الإسلامية لدعاة التصوف، وخاصة الذين طوّروا خطابهم في مرحلة ما بعد ١١ سبتمبر، والذي يقفزون فيه على كل ما يثير الغرب في الإسلام، ويقدمون صياغة جديدة قابلة للتسويق في الثقافة الغربية.

[اقرأ أيضا التحجج بحرب تنظيم الدولة لموالاة الأمريكان]

دعاة الاعتدال .. والمتصوفون الجدد

واستكمالا لما سبق ذكره فإننا سنقدم تفصيلاً أكثر لعنصري: دعاة الاعتدال، والمتصوفة الجدد.

العنصر الأول: دعاة الاعتدال

وقد بدأ نجمهم في البزوغ في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد ١١ سبتمبر.

وأهم صفتين تمثلان جواز المرور لهذه الفئة من الدعاة:

  • أنهم يتجاوزون نقاط الاختلاف الساخنة مع الغرب
  • ويقفزون على قضايا الولاء والبراء، والقضايا العقدية إجمالاً

كما أنهم لا يرتبطون غالباً بأي انتماءات لجماعات إسلامية عليها علامات استفهام غربية.

العنصر الثاني: المتصوفة الجدد

ونحتاج إلى بعض التفصيل لهذا العنصر نظراً لأهميته وخطورته على الدين الحق، وهناك دلائل كثيرة تشير إلى أن السياسة الأمريكية باتت تنظر إلى الصوفية “المعدّلة” على أنها يمكن أن تمثل بديلاً مناسباً للتدين لدى عامة المسلمين

دلائل اعتماد الصوفية كبديل

ونذكر فيما يلي بعض هذه الدلائل، ثم نقدم نموذجين للمتصوفة الجدد:

– في عام (٢٠٠٣م) عقد مركز نيكسون للدراسات في واشنطن مؤتمراً عنوانه “فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في السياسة الأمريكية” وكان من أبرز الحضور الدكتور (برنارد لويس)، وهو من أبرز الناقمين على الإسلام، والدكتور (كوركوت أوزال) شقيق الرئيس التركي الأسبق (تورجوت أوزال)، و(محمد هشام قباني) رئيس المجلس الإسلامي الأمريكي.

– ووزع في المؤتمر دراسة بيانية توضح الجماعات والمذاهب الإسلامية والمنتمين إليها، وجاء فيها أن مجموعة السلفية هم الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية، وأطلقوا عليها “مجموعة الإسلام السياسي”، ووضعوها داخل دائرة حمراء، واعتبروا من بينها: الوهابية ـ الجماعات الفلسطينية الإسلامية ـ الجماعات الإسلامية السلفية ـ حزب التحرير ـ جماعة التبليغ.

– يعتبر المجلس الإسلامي الأمريكي الصوفي الذي أسسه (هشام قباني) مصدراً مهماً للمعلومات لدى الإدارة الأمريكية عن الإسلام والمسلمين، وكان (بول وولفويتز) مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق يعقدان لقاءات دورية مع أعضاء المجلس للتشاور معهم حول قضايا الإرهاب “الإسلامي”.

وقد استرعى انتباه متخصصين أمريكيين الصراع بين الحركات الإسلامية السلفية، وبين الطرق الصوفية، ولذلك قررت الإدارة دعم الصوفية، ولكن بصورة غير مباشرة، وذكرت المجلة الأمريكية أنه في إحدى الدول العربية في شمال إفريقيا دعا قادتها في هدوء زعماء الصوفية المحليين، وقدموا لهم ملايين الدولارات كمعونة لاستخدامها كحصن ضد الأصولية المتشددة.

كما أوصت لجنة في الكونجرس الأمريكي مختصة بالحريات الدينية، بتشجيع الحركات الصوفية في العالم الإسلامي.

والحال هكذا؛ فليس غريباً أن تنشر مجلة (يو إس نيوز) الأمريكية أن واشنطن تسعى لتشجيع ودعم الحركات الصوفية، كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية، ويشمل ذلك تشجيع إعادة بناء الأضرحة وترجمة المخطوطات الصوفية القديمة.

ويعتقد استراتيجيون أمريكيون أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد الإسلاميين “المتشددين”!. (٤)

نماذج للصوفية المعتمدة

ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى نموذجين يمثلان التيار الصوفي الجديد:

أولهما: الداعية علي الجفري.

والثاني: الدكتور محمد هشام قباني المقيم في الولايات المتحدة.

 فالأول: الجفري

برز بقوة عن طريق مواعظه للنخبة الفنية والطبقة الغنية في مصر، ثم عبر الفضائيات؛ وذلك بعد (١١ سبتمبر)، وبدا أن الطريق أمامه مفروش بالورود؛ ففي خلال وقت قصير زار الولايات المتحدة، وطاف في تسع ولايات، وألقى دروساً ومحاضرات بعضها في جامعات أمريكية.

 والنموذج الثاني: هشام قباني

من أصل لبناني، الذي أسس ما يسمى المجلس الإسلامي الأعلى، وهو منظمة صوفية في الولايات المتحدة، ويحظى الرجل بدعم كبير من الإدارة الأمريكية، ودُعي إلى البيت الأبيض والخارجية، وألقى محاضرات على مسؤولين في واشنطن، إحداها كانت بعنوان

التطرف الإسلامي وخطورته على الأمن القومي الأمريكي

ويُبدي الدكتور هشام قباني عداءً خاصاً للسلفية، ممثلة في الدعوة الوهابية، ويُعتبر أحد مصادر المعلومات والتحريض ضدها في أمريكا، وهو يعرض الصوفية كبديل واضح للوهابية، فيقول مخاطباً من يعنيه الأمر:

علِّموا الطلاب الصوفية، يجب أن يتعلم الطلاب كيف يصبحون محبين للسلام، وكيف يصبحون جزءاً من المجتمع الكبير؛ فالوهابية تحرّض الطلاب على أن لا يكونوا جزءاً من المجتمع الكافر، ولكن ينبغي الاندماج والتكامل مع النظام الذي يعيش فيه المرء، أما الدين فمسألة بين المرء وبين الرب، هكذا يقول الإسلام. (٥)، (٦)

شعارات مخادعة

يجب الحذر الشديد من الشعارات والقضايا المرفوعة والتي يجعلها الغرب لافتات له تخص المرأة أو الحريات أو غيرها، لسبر غورها وتصور حقيقتها قبل الانجرار خلفها.

كما ينبغي التنبه لدور التصوف التاريخي وما أدى اليه من كوارث وتسلط العدو وإعانة للعدو وخدمته..! نقصد التصوف المنحرف.

كما ينبغي للأمة التنبه والحذر من الأشخاص المَرضيّ عنهم غربيا؛ فهم أقرب عدو للأمة، ولطالما سعى الغرب ليبوأهم المناصب القيادية والتوجيه للمسلمين.

محاذير كثيرة يجب التنبه له، ويقظة واجبة وعاجلة للمسلمين.

…………………………….

تنبيه:

  • سبق نشر المقال بتاريخ (٤/٨/٢٠١٩).

هوامش:

  1. صحيفة واشنطن بوست ٢٧/٣/٢٠٠٦.
  2. من إصدارات مجلة البيان في إصدارها الثاني من إصدارات “موسوعة التقرير الارتيادي”.
  3. انظر: إصدار “حملة للترويج لإسلام جديد”، ص(٣- ٤) من إصدار مجلة البيان الإسلامية.
  4. ومما يؤكد دعم الغرب بقيادة أمريكا للحركات الصوفية وتوظيفها في حرب السنة وأهلها، تلكم المؤتمرات التي تعقد بين الفينة والأخرى والتي يتبناها ويدعو إليها التيار الصوفي العالمي، ومن آخرها مؤتمر: “جروزني” في الشيشان المنعقد في (٢٥ – ٢٧) ذو القعدة (١٤٣٧هـ) تحت عنوان: “مَن هم أهل السنة والجماعة؟” بمباركة الولايات المتحدة وروسيا.
    والذي أود التنبيه عليه في هذا المؤتمر ما يلي:
    إن المؤتمر يأتي في ظرف عصيب ومآسي وآلام تمر بها الأمة في كثير من البلدان، وتعاني فيه من حرب إبادة، ومع ذلك لم يتطرق هذا المؤتمر (الخياني) في توصياته (المضحكة المبكية) إلى حال المسلمين في سوريا والعراق، واستنكار ما يفعله الدب الروسي في أهلنا وأطفالنا في حلب وغيرها من المدن السورية، ولا ما يقوم به الروس من تحالف مع العدو الإيراني الرافضي في عدوانهم على أهل السنة في الشام، ولا ما يقوم به التحالف الدولي في العراق من تدمير لمدن أهل السنة وأهلها، وكأن أصحاب المؤتمر في كوكب آخر غير كوكب الأرض..وكأنه يرسل للعالم رسالة مفادها:
    ١) أن الدين ليس له دخل في السياسة ولا في أحوال الأمة ومآسيها ودمائها.
    ٢) ورسالة أخرى يريد تقريرها ألا وهي طمأنة قوى الكفر في الغرب والشرق أن عداء المجتمعين في هذا المؤتمر ليس ضد المشروع الأمريكي، ولا الروسي الرافضي؛ وإنما هو لأعدائنا السلفيين المتشددين.
    وهاتان الرسالتان هما ما يريده الغرب والشرق الكافران من عزل الدين عن السياسة.
    وفي قيام الحركات الصوفية في حرب التيارات السنية السلفية بدعم معنوي ومادي من الولايات المتحدة ـ في سياق مشروعها الإجرامي في حرب السنة وأهلها ـ هذا يدل على ما ذكر آنفاً من توصيات مراكز الأبحاث الأمريكية في استخدام التيار الصوفي وتراثه كذراع من أذرعة الحرب الفكرية على السنة وأهلها.
  5. نقلاً عن صحيفة صنداي استريت تايمز، موقع إسلام ديلي.
  6. راجع مقال “ممنوع دخول السلفية والسلفيين”، أحمد فهمي، مجلة البيان. العدد ٢٢١. بتصرف يسير.

لتحميل البحث كاملا على الرابط التالي:

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق