انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
أدهم شرقاوي
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير:
عندما هاجم المغول مدينة “بخارى” بقيادة “جنكيز خان”، عجزوا عن اقتحامها.. فكتب “جنكيز خان” لأهل “بخارى” يقول: ﻣﻦ وقف ﻓﻲ صفنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ!
فانقسم أهل المدينة ﺇﻟﻰ صفين ﺍﺛﻨﻴﻦ: ﺍلصف ﺍﻷﻭل رفض، وأصر على القتال دفاعا عن الدماء، وذودا عن الأعراض، ﺃﻣﺎ ﺍلصف ﺍلثاني فوافق على عرض الأمان خوفا من بطش المغول!
عندها كتب “ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ” إلى الصف الثاني يقول لهم: إن أنتم ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ قتال ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧُﻮلِّكم ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ، ونمكنكم من الحكم والسلطان!. فتواجه الفريقان، وجيش المغول على أبوابها، فكانت الغلبة لمن خان.. فلما انتصروا فتحوا للمغول الأبواب!
وكان أول ما فعله “جنكيز خان” حين دخل المدينة أن سحب منهم السلاح، ثم أمر جيشه بذبحهم، وقال قولته المشهورة: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ يؤمَن ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ما ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ نحن ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ!
إن لم تنصروا المرابطين عقيدة ودينا، فانصروهم مصلحة وسياسة؛ فإنها تشغل عدوكم عنكم.. فإن العاقل إذا أراد أن يأمن شر عدوه قوّى من يعاديه، أليس من البداهة أن يكون عدو عدوي صديقي؟! فما بالك لو كان عدو عدوك بالأصل أخاك، وابن دينك وعقيدتك، ونصرته واجبة عليك بلا مقابل؟! فوالله لئن كُسر المرابطين- لا قدر الله- فستذوقون على أيديهم ما ذاقه أهل غزة، وقد رأيتم الذي ذاقوه!
لا تلهثوا خلف سراب التطبيع، ووهم السلام، فإنهم أهل غدر، يشحذون سكاكينهم وهم يوقّعون بالأقلام على وثائق السلام! وما أنتم في أعينهم إلا الذبيحة القادمة، والغنيمة التالية، ولن يتوقفوا عن العمل لأجل حلم دولتهم الكبرى التي تدخل ضمن حدودها بيوتكم وأوطانكم جميعا!
من تأمنون؟! القوم الذين فاوضوا الله عز وجل في بقرة؟! أم القوم الذين كانوا يذبحون النبي الذي يرسله الله إليهم، ثم يذهبون إلى أسواقهم ودكاكينهم كأنهم ما فعلوا شيئا؟!
أتأمنون الذين نشروا زكريا (عليه السلام) بالمنشار، وقدّموا رأس السيد الحصور يحيى (عليه السلام) مهرا لبغيّ؟!
أتأمنون الذين أوقدوا نار الفتن بين الأوس والخزرج أبد الدهر؟! أتأمنون بني قينقاع الغادرين، أم بني النضير الماكرين، أم أهل خيبر ناقضي العهود وحانثي الأيمان؟!
أتأمنون الذين أخبركم ربكم أنهم أشد الناس عداوة لكم؟! أتأمنون الذين أخبركم قرآنكم أنهم ينقضون عهدهم في كل مرة؟!
قاتلوا بأيدي إخوانكم وإلا ستقاتلون يوما بأيديكم، واحقنوا دماء أهل غزة وإلا ستستيقظون يوما لتجدوا دماءكم هي التي تسفك!
اللهم إني قد بلغت فاشهد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق