الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

“المؤامرة على غزة وحماس ..”

 

“المؤامرة على غزة وحماس ..”

د عزالدين الكومي

إنّ المؤامرة على غزة وحماس – من قِبَلِ مصر – ليست وليدة اللحظة ، ولكنّها قديمة منذ عهد مبارك ، وهذا ما كشفته وثائق أمريكية ذُكِر فيها أنّ اللواء “عمر سليمان” مدير المخابرات زمن مبارك قال : ” نحن نسعى لتجويع غزة !! ، ومنع إدخال الأموال والسلاح إليها !! ، ونرحب بالجيش الإسرائيلي إذا أراد إعادة احتلال محور فيلادلفيا !!
ونحب أن نقول هنا لهؤلاء:إن السعي لتجويع أهل غزة قد تجدون له مسوّغًا ، أمّا أن يعيد الجيش الصهيوني احتلال محور فيلادلفيا – بالرغم من أنّ اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني تمنع ذلك -فلمصلحة من ؟؟!!
وقد كشف السفير الأمريكي في القاهرة “فرانسيس ريتشاردوني” تفاصيل أكثر عن هذه الخيانة والنذالة في برقية سرية أرسلها للخارجية الأمريكية تحمل الرقم (07- CAIRO- 3503-A ) قال فيها : إن مدير المخابرات المصرية الأسبق “عمر سليمان” قد أخبره أن مصر تسعى للتضييق على حماس وعصرها ، ولكن لا تريد أن تظهر للعلن وكأنّها مشاركة في حصار غزة ، وأنّ مصر تريد أن تجوع غزة ولكن ليس إلى حد الموت” !! ..
وأضاف السفير الأمريكي : “أخبرني “عمر سليمان” أن الجيش الإسرائيلي مُرحَّبٌ به لإعادة احتلال محور فيلادلفيا إن كان ذلك سيوقف التهريب ، وأيده في ذلك وزير الدفاع المصري حسين طنطاوي !! ..
وها قد رأينا بأعيننا هلاك عمر سليمان وحسني مبارك وغيرهما من أعداء الحق ، وبقيت حماس وبقيت غزة شامخة ، وها هي تمرغ أنف جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم !! ..
وكان أيضاً مما قاله عمر سليمان للسفير الأمريكي أنّ “مصر شريكة لأمريكا !! ، مشيرا إلى أنّ مصر ستواصل تزويد حكومة الولايات المتحدة بما لديها من معلومات وخبرة في القضايا الإقليمية الحرجة ، مثل لبنان والعراق ، وطبعا القضية الجوهرية – الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ..
وفي 2009 / 7 / 14 رفعت السفيرة الأمريكية في القاهرة “مارغريت سكوبي” برقية سرية للخارجية الأمريكية تحمل الرقم (09- CAIRO- 1349-A) تتحدث فيها عن فحوى اجتماع عُقد بين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “بترايوس” ذكرت فيه أن عمر سليمان أخبر الجنرال الأمريكي أنّ لمصر ثلاثة أهداف رئيسية مع الفلسطينيين ، الأول : الحفاظ على الهدوء في غزة ، والثاني : تقويض حركة حماس ، والثالث : صناعة شعبية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة ..
  • وبالرغم من الحصار الخانق لم يتحقق أيّا من أهداف عمر سليمان !!
وحول تقويض حماس قال سليمان : إنّ مصر منعت إدخال الأموال والأسلحة إلى غزة ، ونشعر أنّ حماس قد بدأت تفقد قدراتها ، لأنها غير قادرة على إعادة التسلح باستخدام شبكة الأنفاق تحت الحدود بين مصر وغزة ..
كما قال سليمان للجنرال الأمريكي : أنّ مصر تعمل على تفكيك آلية تمويل حماس ، والذي سيجعلها “أكثر مرونة” من ذي قبل ..
ومن المعلوم أن اللواء “عمر سليمان” قد شغل منصب “مدير المخابرات المصرية” عام 1993 بعد أن حصل على دورة تدريبية في مدرسة الحرب الأمريكية الخاصة في “فورت براج” ، وكان على اتصال وثيق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ ذلك الحين ..
ومنذ تعيينه مديرا للمخابرات المصرية كان هدفه محاربة حركة الإخوان المسلمين ، ولعب دوراً مهماً في ملاحقة نشطاء إسلاميين بعد أحداث سبتمبر عام 2001م وسجنهم !! والتحقيق معهم في سجون خارج الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تعرضوا لأبشع أساليب التعذيب في السجون المصرية حتي توفي العديد منهم تحت التعذيب ..
وفي فبراير 2003 ، وأثناء التخطيط لغزو العراق ، تمّ الكشف عن فتح حسابين بنكيين في البنك السويسري “كريدي سويس” بأسماء ابنتي عمر سليمان ، ضخت فيهما ملايين الدولارات لاحقا ، أحد الحسابين ظل مفتوحا حتى بعد وفاة عمر سليمان ..
ولا شك في أن عمر سليمان قد قبض عربون العمالة للمخابرات المركزية الأمريكية ملايين الدولارات !!!
وخلال صفقة الجندي”جلعاط شاليط”في عام 2011 طلب الكيان الصهيوني الاطمئنان على صحة “شاليط” بسبب شكوكهم في أنه مات ، وطلبوا من اللواء عمر سليمان أن يذهب بنفسه ..
وتواصل عمر سليمان مع حماس ليطمئن على “شاليط” وافقت حماس واستقبلوه عند معبر رفح واستقل سيارة خاصة ، ثم نقلوه إلى سيارة ثانية وثالثة ورابعة لحد ما وصل وتنقل بين 25 سيارة ، وآخر سيارة رجعت به لمعبر رفح مرة تانية .. وعندما أبلغ عمر سليمان سلطات الإحتلال أنّ شاليط بخير كذبوه وقالو له أنت كنت تنتقل من سيارة لأخرى ؟؟ ، قال لهم نعم هذا صحيح لكني رأيته في السيارة السابعة !!
فقد لقنت حماس عمر سليمان درساً في عالم الاستخبارات ظل يحلم به حتى مماته !!
وفي عام 2012 أصيب عمر سليمان بمرض نادر وهو مرض “النشواني” والذي أدى لتهتك جلده ، حيث نقل على إثره للعلاج في الإمارات ، وحين فشل علاجه نقل إلى ألمانيا ثم إلى بريطانيا دون فائدة ، ثم نقل إلى مستشفى كليفلاند في أوهايو حيث مات فيه بعد أن تهتكت بقية أعضاء جسده الداخلية هذه رواية النظام المصري ..
لكن الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء متقاعد “محمود زاهر” قال : إنّ رئيس المخابرات العامة المصرية الأسبق اللواء “عمر سليمان” لم يلق حتفه بسبب مرض نادر كما أشيع رسميا حينها ، إنما مات في تفجير مبنى المخابرات السورية أثناء اجتماعه بعناصر مخابرات العديد من الدول !! ..
وهكذا تكون نهاية كل من تآمر على غزة وأهلها وظلمهم وشارك في ظلمهم ولو بشطر كلمة ، فهل من معتبر ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق