الخميس، 4 يونيو 2020

دروس كورونا... كاشفة للعنصرية

دروس كورونا... كاشفة للعنصرية

ربيع الكلمات

ما يحدث اليوم في أزمة وباء كورونا في الحقيقة ناتج عن سنوات طويلة من الهدر والإهمال، مثل وزارة التربية ميزانيتها السنوية تتجاوز 2 مليار دينار كويتي، مع ذلك تفشل في أمر يعتبر في دول العالم بسيط وهو التعليم الإلكتروني، صحيح أن وزير التربية لا يحتمل هذا الخطأ ولأنه تراكمي ومن سنوات سابقة. أو التعيينات الباراشوتية التي كانت خلال السنوات الماضية نراها عاجزة عن تحقيق أي عمل أو إنجاز يذكر. والعمالة الهامشية التي تسبب بها تجار الإقامات فأرهقوا النظامين الصحي والأمني، ولكن يبقى السؤال هل نستفيد من هذه الدروس؟
الدرس الثاني وهو هذا الخطاب العنصري الذي نسمعه بين فترة وأخرى وعلى حسب الأجواء، فعندما تقترب الانتخابات يزيد الحديث عن ملف الوافدين بهدف دغدغة عواطف الناس وتضليلهم، مع أن بعض الوافدين يُمارس عليهم حرب نفسية غير نزيهة، وكلمات جارحة لا تقبلها على نفسك، وفي العادة تظل هذه القضية عبارة عن قنبلة دخانية ولصرف الأنظار عن أمور كثيرة.
الدرس الثالث: وهو إذا كانت هناك مشكلة في التركيبة السكانية، فيجب حلها بطرق عملية منصفة للجميع ووفق خطط مكتوبة بعيداً عن الطرح العاطفي في الإعلام، أما التعامل معها وفق الأهواء والأمزجة فهذا مدمر على حياة الأمم والشعوب، ويدخلنا في دهاليز لا نستطيع الخروج منها.
الدرس الرابع: خطاب الكراهية والعنصرية ينتهك كرامة البشر، والذي يمارس الخطاب العنصري هو في الحقيقة لديه مشكلة يحاول التنفيس عنها بالتعدي على كرامة الآخرين، وكل ما يفعله سيرتد عليه عاجلاً أم آجلاً وذلك لأن الحياة «سلف ودين» وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل .
الدرس الخامس: هل يعلم صاحب الخطاب العنصري المتعالي أنه لو حصل شيء، وقررت أعداد كبيرة من الوافدين الرحيل فجأة من الكويت ماذا سيحصل؟ من سيبني لكل البيت الذي ستسكن فيه أنت وأفراد أسرتك؟ أو هل تعرف كيف ستزيد أسعار الصيانة المختلفة، وكما هو معمول بها في الكثير من دول العالم؟ أكيد ستختلف الأسعار كثيراً جداً، وعندها سنعرف قيمة الخطاب العنصري الذي مارسناه عليهم.
الدرس السادس: إننا بأمس الحاجة للحديث عن ثقافة التسامح وإشاعة مبادئه بين الناس وكل واحد يأخذ حقه من دون انتقاص، خصوصاً في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ولا داعي من نشر خطاب الكراهية، والكل مسؤول عن ذلك فالأسرة عليها مسؤولية والمدرسة والمسجد والجميع يشترك في ذلك.
وغالبية تصرفات أصحاب خطاب الكراهية والعنصرية والانتقاص من الآخرين تكون عاطفية، وأصبحوا خبراء في الكراهية، وهذه نتيجة طبيعية، وعندما تمارس الغضب بكثرة تصبح خبيراً فيه، وكذلك كثرة القلق تجعلك متفوقاً به بل وستقلق من كل شيء من حولك، من الشوارع والسفر والعمل والقائمة تطول.
وعلى عكس ذلك إذا كانت نظرتك إلى الحياة إيجابية وعلى الآخرين، وكنت متسامحاً وناشراً للمحبة والسلام، فسينعكس ذلك على نفسك وحياتك وتعاملاتك أينما كنت، وسيتأثر الآخرون بك، وابدأ من هذه اللحظة بتغيير عاداتك السيئة، إلى عادات إيجابية ولا تنشر خبراً مهما كانت أهميته من دون أن تتأكد وتتثبت خصوصاً في ما يتعلق بالآخرين.

akandary@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق