الثلاثاء، 2 يونيو 2020

٦ سنوات من الفشل: كشف حساب السيسي

٦ سنوات من الفشل: كشف حساب السيسي

لا أنسى عندما قلت لأحد الوزراء بعد ٣٠ يونيو إن السيسي هو ابن من أبناء مبارك، فما كان من هذا الوزير الثوري إلا أن ثار وقال إنه لا يتحدث إلا بكل مطالب الثورة!!!
علي أبو هميلة
في الثاني من يونيو يكون عبدالفتاح السيسي قد حكم مصر فعليا لمدة ست سنوات منذ إعلانه رئيسا في نفس اليوم من عام ٢٠١٤؛ رغم أن الدلائل تشير إلى أنه شارك بالتخطيط لكل ما حدث لمصر منذ  12 فبراير ٢٠١١ عقب تنحي مبارك، وكان المحرك الرئيس لكل الأحداث بوجوده بميدان التحرير خلال أحداث العام الأول للثورة واقترابه من وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي حتى توليه وزارة الدفاع خلفا له وبترشيح منه، ثم ما لعبه من دور كبير في أحداث الثالث من يوليو ٢٠١٣ وبعدها حينما كان المحرك الرئيسي لعدلي منصور الرئيس المؤقت في عام ما قبل إعلان السيسي رئيسا لمصر في ٢ يونيو ٢٠١٤
ونستطيع أن نرصد الكثير من جوانب الفشل التي أصابت مصر خلال ست سنوات؛ بل نقول وبضمير مستريح أن السيسي نجح في اجهاض الثورة المصرية وقضى على كل من شارك فيها، واستطاع أن يقدم خدمات عظيمة لكل أعداء الثورة داخليا وخارجيا.
وقبل رصد السنوات العجاف، والإخفاق الذي وصفه الدكتور نادر فرجاني بالفشل.. أحاول تلمس شخصية السيسي فربما تلخص أشياء كثيرة.
السيسي مخادع بدرجة امتياز
لم يسلم أحد في تاريخ السيسي من خداعه منذ ظهوره على الساحة السياسية، وقبلها فهو رئيس المخابرات العسكرية في دولة مبارك، ولقد تنبأ السيسي -كما نشر ذلك واعترف به- بقيام اضطرابات أو ثورة على مبارك وحدد لها مايو ٢٠١١؛ ورغم هذا فلم يستطيع أن ينقذ نظام مبارك بل على العكس ساهم تصرف الجيش في ٢٨ يناير ٢٠١١ بتوفير مناخ للشعب والنزول ضد مبارك..
ورغم حالة التعاطف التي اكتسبها مبارك خلال خطابه في الأول من فبراير ٢٠١١، إلا أن فتح الطريق أمام أنصار مبارك للدخول إلى ميدان التحرير واندلاع موقعة الجمل أنهى أي طريق لاستمرار مبارك في الحكم، ورغم أن هذا الاحتمال كان ضعيفا إلا أنه كان موجودا.
استطاع السيسي عقب تعيينه وزيرا للدفاع في ٢٤ أغسطس ٢٠١٢ -بعد حادثة قتل ٢٤ جنديا بسيناء والمسؤول الأول عنها رئيس المخابرات العسكرية هو ذاته حينها- أن يخدع مرسي والإخوان المسلمين حتى يوم ٢ يوليو ،٢٠١٣ وكان الوزير الذي بنكهة الثورة كما قال عنه مرسي ذات ليلة، وبمظاهر التدين والالتزام العسكري دبر السيسي الكثير من الأشياء خلف الكواليس..
كما استطاع السيسي ببراعة خداع كل القوي الثورية بعد ٣ يوليو إذ صدّر رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور، ومحمد البرادعي، وحازم الببلاوي في المشهد ليوهم الجميع أنه غير طامع في السلطة، وأن القادم دولة مدنية، بل لا أنسى عندما قلت لأحد الوزراء بعد ٣٠ يونيو إن السيسي هو ابن من أبناء مبارك، فما كان من هذا الوزير الثوري إلا أن ثار وقال إنه لا يتحدث الا بكل مطالب الثورة!!!
وامتد خداعه إلى الشعب سواء حينما أعلن انه لن يترشح للرئاسة حتى لا يقال إن الجيش تحرك من أجل مصلحة شخصية فإذا به وبعد سلسلة خطوات مبرمجة يترشح قائلا إنها تلبية لرغبة الشعب، أو حين قال إنه لن يرفع الدعم قيل أن يغني الشعب، وكثيرة هي المحطات في هذا الشأن!
إنجازات السيسي الاقتصادية!
استطاع السيسي خلال ست سنوات من توليه الحكم أن يصل بعدد المصريين تحت خط الفقر إلى ٣٤٪ من الشعب، بحسب التقارير الرسمية وبحسب تقارير غير رسمية إلى ٦٠٪، كما قضى من خلال عدة خطوات على ما يعرف بالطبقة المتوسطة مع استمرار رفع الدعم، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الرئيسية والخدمات الرئيسية كالمياه والكهرباء والغاز..
 لقد أدى رفع الدعم وارتفاع الأسعار إلى سقوط شريحة كبيرة من الطبقة الوسطى إلى الطبقات الفقيرة..
بدأ السيسي مشواره في القصر الرئاسي بمشروع تفريعة قناة السويس، ورغم خطورتها على خطوط الأمن القومي إلا أنه جمع من المصريين ٨مليارات دولار ووعد هو ووزراؤه بمئات المليارات من الدولارات عائدات لها.. وعندما فشل المشروع خرج السيسي ليعلن أنه كان مشروعا لرفع الروح المعنوية للمصريين!!
 وتوالت مشاريع السيسي على شاكلة تفريعة القناة فكان مؤتمر شرم الشيخ وما صحبه من أرقام فلكيه عن المشاريع في مصر، وتحول المؤتمر من أجل رفع الروح المعنوية أيضا! وتوالت وعود السيسي عن جنى ثمار التنمية بعد ٦ أشهر.. ثم بعد سنة.. ثم سنتين.. وكان وعده الأخير حينما قال، إنه في ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ ها تشوفوا دولة تانية؛ ويتبقى ٢٨ يوما لنراها كيف تكون في ظل أزمة طاحنه تمر بها مصر؟!
كان أخطر ما قام به السيسي علي المستوى الاقتصادي قراره بتعويم الجنية المصري في نوفمبر ٢٠١٦ ليصعد الدولار من 6.75 جنيهات إلى 16 جنيها ليفقد الجنيه أكثر من ٦٠ ٪ من قيمته، ويفقد المصريون نفس النسبة في مدخراتهم، هكذا وبقرار واحد!
على مستوى الديون الداخلية ارتفع الدين الداخلي من ١.٨ تريليونات جنيه في عام السيسي الأول إلى أكثر من 4 تريليونات جنيه، رغم أنه زعم في حديث متلفز قبل توليه الحكم حينما سئل عن التنمية في مصر فقال:  هات لي ٢ ترليون جنيه وانا اعمل لك مصر حاجة تانية دولة تانية خالص ها تستغربوا هي بقت كده ازاي!!
أما الديون الخارجية فقد ارتفعت خلال سنوات حكم السيسي من ٣٤ مليار دولار الى ١١٢ مليار دولار وهو ارتفاع غير مسبوق في تاريخ الديون المصرية لم يحدث خلال مائة عام ولا قبلها ذلك علاوة على المنح والدعم الذي تلقاه من دول عديدة كالكويت والإمارات والسعودية رغم كل هذه الديون لم يلمس المواطن في مصر أي تحسن طرأ على حياته، بل تئن مصر فقرا وجهلا ومرضا!
لم تشهد مصر خلال سنوات السيسي الست بناء مستشفيات أو مدارس من أجل المواطن، وها هي كارثة كورونا تحل على المصريين، مع إغلاق مستشفيات القوات المسلحة والشرطة، وارتفاع تكاليف التحاليل والإقامة في المستشفيات الخاصة، و لا يجد المواطن المصري مكانا للعلاج ويموت على أبواب المستشفيات.
ويستمر معنا كشف الحساب في كل المجالات في المقال القادم وحتى الثلاثين من يونيو ٢٠٢٠ لنرى الدولة الأخرى التي وعد بها السيسي المصريين وإن كانت كل الدلائل تشير إلى أن وعوده ستكون زائفة مثلها مثل وعود دولة مبارك قبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق