بعد مائة عام.. لو استمر الإستسلام!
عامر عبد المنعم
شعرت اليوم بمرارة شديدة وأنا أرى مخططات التقسيم تُمرَّر والأمة ساهيةً لاهية، تجري يمينًا وشمالًا، هرولة بلا هدف، ضاعت الأولويات، ولا نرى قيادة في وقت تكالبت فيه الأمم علينا.
رائعة الدكتور محمد عباس التي يتنبأ فيها بالأمة بعد مائة عام لو استمر الإستسلام..!
شعرت اليوم بمرارة شديدة وأنا أرى مخططات التقسيم تُمرَّر والأمة ساهية لاهية، تجري يمينًا وشمالًا، هرولة بلا هدف، ضاعت الأولويات، ولا نرى قيادة في وقت تكالبت فيه الأمم علينا.
تذكرت اليوم مقال قديم كتبه المفكر الكبير والأديب العبقري الدكتور محمد عباس في التسعينات وأعاد نشره العام الماضي، يتخيل فيه الأمة الإسلامية بعد مائة عام.
كان المقال صادمًا لمن قرأه، إذ يتخيل حال الأمة وقد تمزَّقت ويحكمها الإسرائيليون. وتحولت بلادنا إلى ولايات صغيرة، ومن يسافر من محافظة إلى أخرى يحتاج تأشيرة، والإسلام تم تجريمة واعتُبِرَ إرهابًا.
استطاع الدكتور محمد عباس أن يُصوِّر حالنا بعد أن تختفي الأمة التي نراها حاليًا.. بسبب تفريطنا وتسليم بلادنا لأعدائنا.
ما تنبأ به الدكتور محمد عباس أرى بوادره هذه الأيام وكأني بعثت بعد مائة عام.. لأعيش وقائع هذه القصة التي يظن البعض أنها خيالية فإذا بنا نعيش ما لم نكن نتوقعه منذ دخل الإسلام مصر.
الدكتور محمد عباس هو كشكول متعدِّد الثقافات. أديبُ بارع من أعظم أدباء القرن، ومؤرخ موسوعي ومفكر حقيقي يلم بواقعه المعاصر، يربط حاضره بماضيه، ويتميز بإحاطته بكل قضية يتناولها، يعرف بدايتها ونهايتها.
وقد شهد له أفضل مؤرخ ومفكر إسلامي معاصر -احتفظ باسمه- في لقاء خاص معه في نهاية التسعينات للدكتور عباس وقال أنه أشبه بالبلدوزر الذي يُمهِّد الأرض أمامنا كي يفتح لنا الطريق لنسير خلفه.
الكاتب الفذ الذي يدافع عن الأمة بقلمه وكان له دور مضيء في معركة الوعي، أراد في هذا المقال أن يوقظ النائمين، ويوجه لهم صدمة صاعقة عسى أن تُحيي الضمائر التي ماتت والنفوس التي خانت.
يقول الدكتور عباس:
"اشتعلت مملكة الجيزة وإمارة أسوان ومملكة جيزان وسلطنة عدن وحتى صحراء بغداد بالمظاهرات وسقط عشرات القتلى، لكننا سمعنا أن القتلى بالمئات في إمارات إمبابة ودمشق وجبل لبنان والأهواز وشبرا، وسمعنا أن شهداء سقطوا في مملكة الإسكندرية وسلطنة بني سويف وجمهورية غزة العظمى وفي أرجاء كثيرة أخرى من أنحاء ممالك الشرّ التي كانت تسمى قبل تقسيمها: العالم العربي".
فانقبض قلبي وتأهبَّت للرد على اتهاماته الظالمة لإسرائيل بأنها هي التي مزَّقت بلادنا..
صرخت فيه: وهذه أيضًا هل تتهم بها إسرائيل؟
فتمَّتم والحزن ينهش كبده: لا يا أبي.. بل فعلها الشيوخ حين اختلفوا فانتشرت الشروخ وساد المسوخ وتمزَّقت بلادنا بأيدي علمائنا ولم يكن على العدو إلا الإعلان..
ثم راح يتمتم:
شيوخ البصرة.. شيوخ الكوفة.. شيوخ دمشق.. شيوخ الإسكندرية.. شيوخ القاهرة.. شيوخ الصعيد.. وشيوخ الأزهر.. والشرعية.. وحتى الصوفية.. تفرَّقوا جميعًا منذ وقتٍ بعيد.. وانتهوا جميعًا منذ زمن مديد.. ولم يعد إلا شيوخ بني إسرائيل الذين جمَّعوا الفقه والشرع على رأي واحد .. فاجتمع الجميع عليه.. ومن لخرج عنه فإنه إرهابي أو كافر.. والأغلب كليهما!
وحمدت الله كثيرًا على أنه كف عن اتهاماته الظالمة لأسيادنا اليهود!
مظاهرات
ما أشد رعونة الطلاب وما أسوأ ما يفعلون حين يسيطر الظلاميون والإرهابيون على أفكارهم، واليوم كدَّروا مزاجي فلم أستطع الذهاب لتدخين الحشيش مع رفاقي، فقد قاموا بمظاهرة حمقاء تنادى بأن يعود الأذان للصلاة باللغة العربية كما كان قديمًا، وأن يتوقف الأذان بالعبرية.
قلت في غيظ: يا أبناء الأفاعي، وهل ثمت من يصلي؟!
جمعة
اشتعلت المظاهرات اليوم أيضًا لسببٍ غريب.. فقد طالب المتظاهرون بأن يكون يوم الجمعة يوم عطلة رسمية أسوة بالسبت والأحد.. وقلت لنفسي: يا لنا من شعب كسول لا يحب العمل.
شهامة
بلغت شهامة أصدقائي الصعاليك أنهم عرَّضوا أنفسهم لخطر الاعتقال من أجلي، فقد فوجئوا بابني المسطول يرفع عقيرته في الشارع ويغني أغنية قديمة اسمها: "القدس عروس عروبتكم"، فرفعوا عقيرتهم بالصياح وراحوا ينشدون نشيدًا عِبريًا حتى ذاب في أصواتهم صوته، فاصطحبوه إلى البيت، وراحوا يُحذِّرونني أنه لو -لا قدَّر الله- وسمعه العسس، لجاءوا، وهدموا بيتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق