قصة جماجم المقاومين الجزائرين المختطفة في متاحف فرنسا
الباحث الجزائري :علي فريد بالقاضي
كيف تم كشف الجريمة؟
لم يُكشف بداية سر هذه الجماجم سوى في مارس 2011م، على يد علي فريد بالقاضي، الباحث الجزائري المقيم في فرنسا، وفي العام نفسه، صدرت عريضة تطالب باسترجاعها؛ غير أنها لم تلق رواجاً كبيراً.
ولكن في مايو 2016 تمكّن إبراهيم سنوسي، الأستاذ الجزائري في جامعة "سيرجي بونتواز" الفرنسية، من جمع قرابة 30 ألف توقيع لاسترجاع بلاده لهذه الجماجم، واضطرت فرنسا أخيراً لإعادة 24 جمجمة منهم تم التعرف على أصحابها من المقاومين الجزائريين.
منها 7 جماجم تعود إلى مقاومين جزائريين، بينها جمجمة الشيخ بوزيان قائد ثورة "الزعاطشة" بشرق الجزائر عام 1849م، الذي أسره الفرنسيون وأُعدم رمياً بالرصاص وقطع رأسه، وأخرى لأحد مساعديه، وقد أضيفتا إلى مجموعات المتحف في عام 1880م، وهناك أيضاً جمجمة محمد الأمجد بن عبدالمالك، الملقب بالشريف بوبغلة، الذي فجّر ثورة شعبية وقُتل وقُطع رأسه أيضاً عام 1854م.
ومطلع العام الماضي، قدّمت الجزائر طلباً رسمياً باستعادة هذه الجماجم، وتكوين لجنة مختصة في سبيل العمل على استرجاعها والأرشيف الاستعماري الموجود في فرنسا، وحين سئل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن القضية حين زار الجزائر، قال: إنّ حكومة بلاده جاهزة للعمل في سبيل إرجاع الجماجم، ودعا بالمقابل الجزائر للسماح لخونة دعموا الاحتلال الفرنسي بالعودة للجزائر!
وعشية الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالها، استعادت الجزائر التي استعمرتها فرنسا 132 عاماً، حطّت الجمعة 3 يوليو 2020، طائرة "هرقل سي-130" حاملة رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية قتلوا في السنوات الأولى للاستعمار، وكانت محفوظة منذ عقود في متحف الإنسان في باريس.
وكان في استقبال النعوش الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وحشد من حرس الشرف، وسيتم دفنها غداً الأحد في ساحة الشهداء في مقبرة العالية في الجزائر العاصمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق