يوم عرفة 

غداً يوم عرفة ، يوم المواعيد الكبرى ، يوم المغفرة والمباهاة وغيظ إبليس ودحره

شريف عبد العزيز الزهيري

يوم عرفة يبدأ من بعد صلاة الفجر حتى غروب الشمس يعني حوالي 15 ساعة تحتاج إلى تخطيط وإستراتيجية وتقسيم منضبط وإدارة جيدة للوقت وأهم نقطة تحتاج إلى تحديد الأهداف.

يعني ضع لنفسك أهدافاً تعبدية واضحة ومحددة في هذا اليوم ، مثلاً سأقرأ عشر أجزاء من القرآن أو نصفه ، وربما تأتي الفتوح وتقرأه كله . مثلاً سأتصدق بالمبلغ الفلاني ، أو سأعتكف في المسجد أو اختلي في غرفة بيتي من العصر إلى المغرب ، أو سأسبح ألفاً وأهلل ألفاً وأحمد ألفاً وأصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم ألفاً وهكذا.

إدارة وقت يوم عرفة- 15 ساعة - تتطلب منك الانتهاء من كل أمورك الشخصية وأمور بيتك واسرتك اليوم بحيث تكون خالياً من أية شواغل في يوم عرفة. عندها لا يبقى لك إلا تحديد أوقات الراحة والنوم ، والباقي سيكون كله للطاعة والعبادة. وهذا الأمر يقتضي أن تنام جيداً مبكراً الليلة لتصبح نشيطاً قوياً ولا بأس بشرب فنجان قهوة بعد السحور لتستعين به على المكوث حتى شروق الشمس وصلاة الضحي.

درة يوم عرفة في الوقت من العصر إلى المغرب ، فاستجمع قوتك وجدد نشاطك بقيلولة بسيطة قبل صلاة العصر ، وبعد صلاة العصر لا تتحدث مع أحد إلا الله ، انو الصيام عن كلام البشر ، ابتعد عن الناس حتى أقربهم إليك ، ثلاث ساعات فقط فيها نجاتك وفوزك وعتقك من النار إن قبل الله منك الدعاء والذكر والمناجاة ، وافضل ما في هذا الوقت ما كان قبل الغروب بساعة وهي ساعة مباهاة الرحمان ملائكة السماء بالصالحين والعابدين والمحرمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتمسكن وتذلل وابك واخضع وأظهر فقرك وعجزك وفاقتك لله عز وجل ، وركز على سؤال المغفرة والعتق من النيران ، وكرر السؤال ولحّ في الدعاء وأطل السجود واندمج قدر استطاعتك حتى يختفي الوجود كله من حولك فترقى من رتبة المراقبة إلى رتبة المشاهدة ، عندها سترى الفيوض والفتوح وتشعر بقلبك لأول مرة