اختارت حلقة (2021/7/6) من برنامج “تأملات” عينة من طرائف القدماء، الأولى تتعلق بمثل مشهور حول اللباس، والأخرى بالأكل، في قصة دعبل وسيده سهل بن هارون.
سردت حلقة برنامج "تأملات" في فقرة طرائف القدماء قصة المثل المعروف "كل ما تشتهي، والبس ما تشتهيه الناس"، وروت قصة أبي عمرو بن العلاء الذي نظر إلى فتى قد لبس ثيابا خضراء مشهرة فاقعة، فقال: يا بني، كل ما تشتهي، والبس ما تشتهيه الناس.
وقد نظمت أبيات من الشعر في موضوع اللباس، منها:
إن العيون رمتك إذ فاجأتها
وعليك من شُهرِ اللباس لباس
أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت
والبس ثيابك ما اشتهته الناس
والمقصود أن يتجنب المرء لباس الشهرة المنهي عنه، أي اللباس الذي تنكره عادات المجتمع وتقاليده ويخالف في هيئته المألوف.
أما الطرفة الأخرى التي تناولتها حلقة "تأملات" فتتعلق بالأكل، وتنقل قصة دعبل مع سهل بن هارون.
فقد قال دعبل: كنا عند سهل بن هارون، فلم نبرح حتى كاد يموت من الجوع، فقال: ويلك يا غلام، آتنا غداءنا، فأتي بقصعة فيها ديك مطبوخ تحته ثريد قليل.
تأمل سهل بن هارون الديك فرآه بغير رأس، فقال لغلامه: وأين الرأس؟ فقال: رميته، فقال: والله إني لأكره من يرمي برجله، فكيف برأسه؟
ويروي دعبل أن سهل بن هارون قال له: ويحك، أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء، ومنه يصيح الديك، ولولا صوته ما أريد، وفيه فرقه الذي يتبرك به، وعينه التي يضرب بها المثل.
ويقال: شراب كعين الديك، ودماغه عجيب لوجع الكلية، ولم نر عظما أهش تحت الأسنان من عظم رأسه، وهبك ظننت أني لا آكله، أما قلت: عنده من يأكله.
وأمر سهل بن هارون غلامه بالبحث عن الرأس، وخاطبه قائلا: انظر في أي مكان رميته فأتني به. فقال الغلام: والله لا أدري أين رميته، فقال: ولكني أنا أعرف أين رميته، رميته في بطنك، حسبي الله عليك.
وتناولت حلقة برنامج "تأملات" أيضا فقرات عديدة، منها: تأملات لغوية، وأصل اللغة، ووقفات، وبلاغة العربية، وفصيح العامة، وأخطاء شائعة، وأقوال مأثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق