صعود الطالبان..(٢) هل يفلح مكر الأمريكان..؟
لم تقدم أمريكا على غزو افغانستان واحتلالها، لمجرد تحقيق الهدف الوهمي الهلامي المعلن؛ وهو : (محاربة الإرهاب) لأن الأمريكيين يعلمون قبل غيرهم؛ أن حركة طالبان، ومن ورائها شعب الأفغان؛ لم يحاربوا ولم يرهبوا إلا المعتدين على بلادهم، والطامعين في نهب ثرواتهم..
★.. سيقول البعض: وهل في تلك البلاد الفقيرة أي ثروة..؟!..والجواب نعم؛ بل ثروات، فأرض افغانستان غنية بمقادير هائلة من الكنوز المعدنية التي يمكن أن تمكنها من أن تكون إحدى الدول الغنية، فقد بدأت إدارة بوش الابن بعد سنوات قليلة من الغزو في القيام بعمليات بحث جيولوجي ومسح جوي لرصد مواطن الثروات الذاخرة في أنحاء أفغانستان المحتلة، مستعينة بخرائط روسية صودرت بعد الاحتلال السوفييتي، واستكمل أوباما مهمة بوش، فلما جاء التاجر الفاجر (ترامب).. رأي عدم الاستعجال في الانسحاب، حتى تؤمن امريكا وسائل السيطرة على تلك الثروات، وأدلى بتصريح نشرته صحيفة النيويورك تايمز في ( ٢٦/٧/ ٢٠١٧) قال فيه.. (هناك مثل قديم يقول : المنتصر دائما أولى بالغنائم..) !!
★.. وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) أكدت في تقرير لها ما أكدته صحيفة الواشنطن بوست في ( ١٤/٥/٢٠١٠) بأن الثروات المعدنية لوحدها في اراضي أفغانستان تبلغ تريليون دولار،، بينما أكد مسؤول حكومي أفغاني لجريدة البيان الإماراتية (٣١/٨/٢٠١٠) أن الثروات المعدنية وغيرها في بلاده تقدر بنحو ٣ تريليون دولار..و ذكر أن فيها مخزونا من النفط يبلغ نحو ١٠٦ مليار برميل، إضافة إلى ٤٠٠ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ومناجم شاسعة من الذهب والنحاس والأحجار الكريمة، إضافة إلى كميات قياسية من مادة ( الليثيوم) التي تستخدم في تصنيع بطاريات الحاسوب والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية..
★.. امريكا التي كلفت حربها في افغانستان نحو تريليون دولار؛ عزمت على استردادها من خلال استغلال ثرواتها، لكن الصين فاجأتها وفاجأت العالم بالدخول على خط الأطماع والمنافسة على ثروات جارتها" الفقيرة" بالتوصل مع أطراف أفغانية للاستثمار في عمليات البحث عن المعادن بمليارات الدولارات، مع سعي حثيث لثبيت أقدامها على طريق المصالح في أرض الأفغان..
★.. روسيا بدورها؛ كانت تضع تلك الثروات المحتملة نصب عينها، عندما غزت أفغانستان، إضافة إلى تطلعها للوصول للمياه الدافئة في الخليج،حيث الثروات الضخمة والأسواق المتنوعة، لكن كل ما فشلت روسيا في فعله من وراء حربها العشرية الإجرامية ؛ قد نفذته أميركا مضاعفا في حربها العشرينية التدميرية.. ولذلك فإن الروس يحملون أحقادا واضغانا ثأرية للأمريكان، وهم بصدد ترجمته عمليا في تحالف استراتيجي مضاد، بدأ في التشكل مع الصين وإيران..
★.. بين الدب الروسي والتنين الصيني، والثعلب الإيراني..ستدور - كما تشير الشواهد - رحى صراع قادم ضد الأمريكيين.. ولعل هذا أحد فصول ووجوه مكر الأمريكان لإعادة تأهيل او توريط الإمارة الإسلامية بأفغانستان، وبالطبع سيأتي دور المكر بغيرها من التجمعات الإسلامية الجهادية والسياسية، للإيقاع بها مرة اخرى في خدمة المشروعات الأمريكية..
لكن ينبغي هنا أن يقول الجميع لتلك المخططات..(هيهات.. هيهات).. لأننا إذا تأملنا في سياسة( التبريد) البايدنية..في مختلف الساحات لتصفير المشكلات.. سندرك أن اصحاب المكر الكبار.. وراء ستورهم اخبار وأسرار .. لا يستهان بها ولا يستعان عليها، إلا بالله الواحد القهار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق