وما أدراك ما عشر ذي الحجة
هلت علينا أيام مباركة. فما هو فضلها؟ وما أحب الأعمال إلى الله فيها؟
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أما بعد:
يحل علينا موسم من مواسم الخير والتنافس في الطاعات والتقرب من الله عز وجل ألا وهي عشر ذي الحجة المباركة التي أقسم الله عز وجل بها في قوله سبحانه (وليال عشر) وحث على كثرة الذكر فيها في قوله (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) (الحج – 28)
وهي أيام مشهودة جاء في الحديث الصحيح أن الأعمال الصالحة فيها ليست كغيرها من الأيام بل العمل فيها أحب إلى الله من أي وقت آخر ومن أي عمل آخر، إذن هي فرصة للراغبين في القرب من الله عز وجل ورجاء رضاه وجنته أن لا تضيع عليهم الأوقات في هذه العشر المباركة والأعمار بيد الله فلا أحد يدري متى يفجأه الأجل وإذاأدركها فهل يدركها في العام القابل أم لا يدركها فحري بمن يحب الخير لنفسه أن يجعلها زمان عبادة وقربات من الله عز وجل والأعمال الصالحة كثيرة لكن جاء الحث على بعض الأعمال فيها؛ منها:
أحب الأعمال في هذه الأيام
- كثرة ذكر الله عز وجل فيها حيث جاءت السنة بالإكثار من التكبير والتحميد والتهليل فيها في كل وقت (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) وينبغي عند التلفظ بهذا الذكر العظيم أن نتدبره وأن يتواطأ القلب مع اللسان في فهم معانيه وما تقتضيه من الإخبات والمحبة والتعظيم والخوف والرجاء لله عز وجل وأن لا تكون مجرد ألفاظ نرددها ولا نفقه معناها أو نفقه معناها ولا نعمل بمقتضاها (فالله أكبر) تعني أن يكون الله عز وجل أكبر في قلوبنا وأعمالنا من كل شيء وأن تكون حدوده وأحكامه أكبر من كل شيئ فلا نتعداها ولا نقدم عليها شيئاً.
- كثرة الصلاة من النوافل والسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى والتطوع المطلق.
- صيام أيامها ولاسيما يوم عرفة لما ورد أنه يكفر السنة الماضية والباقية.
- كثرة الصدقة وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج وتفريج الكربات والتيسير على المعسر
- صلة الرحم والقرابة وتجديد الزيارات لهم وتفقد أحوالهم وزيارة مريضهم وإعانة محتاجهم وإصلاح ذات بينهم وإعادة ما انقطع من الصلات معهم.
- الأضحية: حيث أنها من أعظم العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله تعالى ولنتذكر أن الذي يصلنا من أجرها هو الإخلاص لله فيها وتقوى الله عز وجل وابتغاء مرضاته وليس مجرد الذبح والأكل منها قال سبحانه (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ)(الحج – 37) ولنتذكر أصل مشروعية الأضحية وأنها جاءت من تضحية إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإبنه وذبحه تقرباً لله تعالى وامتثالاً لأمره. وتذكر هذا الأصل يجعل المسلم وهو يضحي لله تعالى يستشعر أن الذبح لله تعالى تجديد عهد مع الله سبحانه في استعداد المؤمن لأن يضحي في سبيل الله تعالى بالغالي والنفيس وأن لا يقدم شيئاً من الدنيا على مراد الله تعالى ومحبته
نسأل الله عز وجل أن يستعملنا في طاعته وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وأن يجعل أيام هذه العشر المباركة ولياليها أيام وليالي نصر وعز وفرج للمسلمين في كل مكان.
والحمدلله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق