الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة (1)

الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة (1)

العقيدة، هي العمود الفقري لبناء أي أمة، حتى ولو كانت أمة فرعون أو النمرود،

بناء الأمم لا يكون إلا على عقيدة دينية يجتمع عليها أغلبية ساحقة في هذه الأمة،

فالدين هو من يحدد ملامح الإنسان الذي هو لبنة بناء الأمة ومن ثم الأمة بأسرها،

والشيطان الذي توعد بني آدم بالتضليل كي يضل ويشقى في الدنيا والآخرة،

مازال على عهده ووعده ما استطاع إلى ذلك سبيلا بل إنه يختلق السبل التي تحقق له مراده دائما، وحدد منطقة وجوده التي لا يبرحها.

{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} الأعراف 16

الشيطان لأتباع الدين الحق له بالمرصاد

لذا فإنه لأتباع الدين الحق له بالمرصاد، فهو يجمع كل من دونهم في صف واحد في مواجهة المؤمنين في كل زمان ومكان..

طالما اتباع الحق تصدروا المشهد فإنهم يتناسون الخلافات الجمة بينهم ليتفرغوا لهم،

تنبئنا بذلك سيرة الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والحوادث والأخبار الممتدة عبر التاريخ..

لتشير بأصبع واحد عن أولئك المتآمرين مصداقا لقول نبينا الكفر كله ملة واحدة.

وعندما حرفت الكتب السماوية السابقة على الإسلام ما بين أولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه وآخرين يكتبون الكتاب بأيديهم حتى ضاع المتن الإلهي بما يهدد سلامة العقيدة..

فأنزل الله القرآن على نبينا، والذي هو رحمة للعالمين، وتوعدنا ربنا بحفظ هذا الكتاب من أيدي العابثين الذين يكتبون عن الهوى..

فابتدع الشيطان حيلة جديدة ينفذها عن طريق أوليائه:

ألا وهي شق قلب هذه الأمة بحيلة خبيثة تنطلي على العامة والبسطاء لينشئ فرقة جديدة موالية له تدعي زورا وبهتانا أنها منا وما هم منا،

أما تنفيذ المخطط ينبغي أن يمر عبر جرح غائر مازال ترتج أعطافنا منه ألا وهي «أحداث الفتنة الكبرى» والتي حدثت بين خلص الأمة من الصحابة والخلفاء الراشدين.

عبد الله بن سبأ اليهودي

فقام الخبيث سليل الخبثاء عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام فادعى الموالاة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وحرض على قتل عثمان بن عفان، رضي الله عنه،

ثم أعلن أن علي هو وصي رسول، الله صلى الله عليه وسلم، وخليفته حتى بلغ به الحد أن زعم أن الإلوهية تجسدت في علي بن أبي طالب،

وبالطبع فإن هذا الخبيث تتلمذ على يديه جملة من التلاميذ، الذين نشروا سموم الإسماعيلية الباطنية الخطيرة التي عزفت على وتر الفتن ونشر الأباطيل، التي تتنافى مع صحيح الدين.

والنصيرية الذين جعلوا عليا إلها من دون الله، وتهييج العامة من آن لآخر لتحقيق النزاع فالفرقة فذهاب الريح في النهاية.

الباطنية تماهت مع العامة والدهماء

لم يألوا علماء المسلمين في الكتابة عن ضلالهم على رأسهم ابن تيمية وابن كثير والطبري والشهرستاني وابن حزم،

ورغم ذلك فقد تماهوا مع العامة والدهماء يخترقون القلوب التي تعاني رقة في الدين بفرية حب آل البيت والدعوة إلى الزهد والتصوف..

وهي دعوة براقة في ظاهرها التجرد للعبادة بينما هم يستزيدون في الإفك بنشر الأباطيل بدءًا من الزج بالتشيع لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه،

والغلو في إطرائه للعبث بسلامة العقيدة مرورا بزواج المتعة ومفاخذة الرضيعة وعدم صلاة الجماعة إلا خلف إمام لا يرتكب ذنوبا!

وغيرها من خرافات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان مما ينفي عنهم صفة الانتساب للإسلام،

ومع الأسف فإنهم الآن يتكاثرون وينشرون دعواهم في الجسد المعتل والذي تكاثرت عليه الخطوب في ظل انتشار دعاة على أبواب جهنم بينما علماء السنة الربانيين مقرنين في الأصفاد.

العبث في عقيدة الأمة

إن أخطر الخطوب على الإطلاق العبث في عقيدة الأمة،

إنها القاسمة والمردية للمهالك الماحقة،

وقد فطن القائد العسكري الفذ صلاح الدين الأيوبي لهذا الأمر..

فبدأ دربه المفضي إلى بيت المقدس بإصلاح عقيدة الأمة..

فنشر المدارس السنية في أرجاء العالم الإسلامي، ليزيح أدران الشيعة في مصر والشام على وجه الخصوص،

وذلك أن النصر الذي هو من عند الله والذي يسعى لبلوغه لن يتحقق والعقيدة مهترئة فكان لزاما عليه إن يقيم الدين أولا والذي به يصلح المعوج مصداقا للآية الكريمة:

{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} الشورى 13

صلاح الدين أقام الدين الذي هدمه الشيعة

وقد سبق لي شرف تناول بعضا من سيرة صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله،

فقد جعله الله سببا لعودتنا إلى صحيح الدين بعد أن نشر العبيديون المسمون زورا «الفاطميون»:

البدع والشركيات والخرافات وعبادة القبور والموالد والتي مازال بعضا من إفكهم يفت في عضد الجسد المعتل.

وكما بدأ صلاح الدين الإصلاح بإقامة الدين الذي هدمه الشيعة فإننا الآن في ظل ما نعانيه ونخاف مما ينتظرنا في المستقبل القريب (جفاف النيل) لا يكون إلا بإقامة الدين الذي أهملناه..

فتآمر عليه قدامى ومحدثون من كل صوب ونحب (والذين أفسح لهم إعلام الرايات الحمر أروقته)

ونعود إلى المحضن الآمن والملاذ الحقيقي والوحيد بالبعد عن كل ما يغضب الله وإقامة الدين الذي يواجه الماسونية، حزب الشيطان الأعظم منفردا لأن أتباعه قد وقعوا في الفتنة العمياء الصماء البكماء.

ولأن الورم الخبيث يبدأ بخلية واحدة لا تلبث أن تتضاعف وتتعاضد لينوء بها الجسد فيقعد عن آداء مهامه المنوط بها،

فإن أولئك الضالون المضلون يتولون أمور دولا سنية الآن (سوريا والعراق واليمن)

رغما عن سكان هذه البلاد (تمت المجازر والتهجير والاغتصاب للسكان السنة العدو الأوحد للماسونية برعاية الأمم المتحدة)

 ويصبح تدريس تاريخ القرامطة والحشاشين للنشء مثار للفخر والاعتزاز وهذا دأبهم يحرفون الكلم والمعنى عن موضعه،

ومع الأسف فقد نضب معين البحث الآني عن الباطنية وخطورتها على العقيدة إلا فيما ندر،

حيث يقدم الخبثاء كتبهم الآن على أنها كتب التراث الواجب العودة إليه ولم ينسوا لي عنق الحقيقة والكذب على التاريخ.

نشأة الباطنية

الباطن هو اسم من أسماء الله الحسنى، والباطني هو من يكتم اعتقاده فلا يظهره إلا لمن يثق به،

والباطنية يرجع البعض نشأتها للمجوس والبعض الآخر للصابئة،

ولكن هذه الفوارق سرعان ما تزول عندما تكتشف أنها نابعة من الفلسفة اليونانية التي نهلوا منها،

وفي أوج بروز الفتنة ومقتل عثمان بن عفان بدأت زمرة من اليهود التابعين لعبد الله بن سبأ أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية (وهذا دأبهم عبر التاريخ)..

فلما عجزوا عن تبديل وتحريف القرآن لجأوا لحيلة أخرى..

 فقاموا بنسخ وتأويل الشريعة من عقائد اليهود ووثنية اليونان وخرافات الفرس من الحلول وتجسيد الإلوهية وعصمة الأئمة وتقديسهم ومعجزاتهم..

وأضفوا عليها صبغة إسلامية مثل فكرة النور المحمدي،

شأنهم في ذلك شأن طائفة القبالة اليهودية التي ادعت الجمع بين التأويل الباطني وادعاء الكشف عن الغيب مع المزج بين وثنية اليونان والفرس،

وهذا التوليف أو الخرف كان واضحا في مجتمعات فلاسفة اليونان بالأسكندرية في جمعيات تعرف باسم:

جمعيات أهل العرفان (أو الجمعيات الغنوصية)..

وهؤلاء يرون أن علمهم الباطن أو العرفان الذي يهبط على قلوبهم إشراقا أو وحيا، دون وسيط أو معلم،

وهي جمعيات وجدت منذ زمن بعيد وحاولت نسخ اليهودية والمسيحية والإسلام عن طريق ضرب بعضها ببعض..

أو عن طريق ضربها جميعا بآراء بعض الفلاسفة لفتح الطريق لما يسمى بالدين العالمي

 (أليس هذا بذرة ما يسمى اليوم بالديانة الإبراهيمية، يستمرون في الختل ليبلغوا مرادهم الذي اشتغلوا عليه منذ قرون)

 وهو ما تحدث عنه الحلاج والكتاني وابن عربي وجملة المتصوفين،

والذي يقوم على الإشراق والكشف وخلع طابع القداسة على بعض الأفراد..

ثم الغلو في تقديسهم لإيهام العامة بحلول الله فيهم كما حدث في المسيحية وكما حاول بعض المتصوفة.

الحسن بن الصباح.. وقلعة آلموت

(وكما انتهى إليه الحسن بن الصباح في قلعة آلموت في فارس التي اتخذها عاصمة لدولته عندما نادى بنسخ الإسلام..

وادعى الإلوهية وهو من الحشاشين مؤسس الطائفة الإسماعيلية الفاطمية ولد في 1078م وتوفي في 1124م)

 فاستغل اليهود عوام البلاد التي اعتنقت الإسلام ولم يرسخ إيمانها بعد (وهو عيب وتقصير الفاتحين)

وبدأوا بإقحام الخرافات في الدين وشرح أحقية علي بالخلافة والظلم الواقع عليه..

وأنه كان يعلم الغيب وتجسد الله فيه وساقوا الكثير من الأقوال المأثورة عن علي بن أبي طالب زورا وبهتانا (لإحياء الوثنيات القديمة بأي طريقة)..

ولم يكتف عبد بن سبأ بذلك بل ادعى أن عليا لم يمت بل هو في غيبة وسيرجع وبذلك فقد وضع فكرة الرجعة اليهودية

 (وهذا جزء من العقيدة اليهودية بقدرة الحاخامات على إعادة من مات إلى الحياة، أو إعادة من مات منذ زمن عند مجيء المسيخ الدجال)

 وقال ابن سبأ للذي جاءه ينعي عليا:

كذبت لو جئت بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض ويملأها عدلا كما ملئت جورا.

ولم يكتف بهذا الزعم بل نجده يقرر حلول الجزء الإلهي في علي ويقول:

بأنه سيجيء بالسحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه أو تبسمه وسينزل بعد ذلك إلى الأرض فيملؤها عدلا.

وللحديث بقية إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق