إلى أين نحن ذاهبون بعد كل هذا التحول؟خمس دول قد تدمر كوكب الأرض أو تنقذه
لأَنَّ غضبَ اللهِ مُعلن مِنَ السمَاء على الكوكب
بقلم الخبير السياسى والإقتصادى
د.صلاح الدوبى
رغم أنها ليست الأولى التي تعقد تحت يافطة هزلية وهى إنقاذ الكوكب من المخاطر التي يصنعها سكانه بأيديهم، إلا أن قمة المناخ في جلاسكو التى أقيمت هناك، نرجو أن يفوا بعودهم هذه المرة وحسب كل المراقبين بمثابة اختبار حقيقي لمصداقية العالم، لا سيما الدول الكبرى في المساعي التي تبذل لمواجهة مشكلة عويصة باتت تشكل خطراً على البشرية بأسرها، وهي مشكلة الاحتباس الحراري، وما قد ينتج عنها من كوارث طبيعية أبرزها الكارثة المناخية المحتملة في ظل استمرار انبعاثات غازات الوقود الأحفوري، ناهيك عن الجرائم الأخرى التي ترتكب بحق الأرض ومن عليها، ومن هذه الجرائم التدمير الكبير للغابات التي تشكل الرئة التي تتنفس الطبيعة من خلالها.
ومع أن النتائج الكارثية للتراخي في معالجة الاحتباس الحراري ستطال العالم بأسره، إلا أن الخاسر الأكبر سيكون تلك الدول الفقيرة، التي لا تمتلك الوسائل والآليات المطلوبة للتعامل مع أزمات المناخ. وهو ما حذر منه تقرير استخباراتي أمريكي أشار إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى احتدام التوتر حول العالم.
أن معظم المؤتمرات السابقة فشلت في إيقاف غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ورغم مضي ثلاثة عقود من الحديث عن خطورة الأمر.
اينما حلت الحروب في أي بلد من ارجاء الأرض لاتجلب معها سوى الدمار والخراب وسفك الدماء والآلام والدموع ومعها يتوقف العمران وعجلة التنمية ويعم الفساد والكساد وتنتشر المجاعات والأمراض والاوبئة ويشح الغذاء والدواء وتختفي السلع الأساسية ويعم الغلاء..
ومهما كانت قوة الدولة التي تشن حروبها العسكرية ومهما كان جبروتها ومتانة اقتصادها فإنه يتداعى ويتأثر بشن الحروب.. هذا بالنسبة للدول الكبرى والقوية اقتصاديا وعسكريا فما بالك بالدول المتخلفة والضعيفة اقتصاديا ..!!
ولنا في التاريخ دروس وعبر كثيرة.. ومن يقرأ التاريخ يجد أن الاقتصاد هو سبب حروب كل بلد ناهيك عن الشعارات الطنانة الرنانة و الكاذبة التي تختفي تحتها مثل : تحقيق العدل ورفع الظلم واستعادة الحقوق والسيادة والوحدة الخ..
إن تدمير الأوطان والدول هو تقليد عريق، وإن كان مأساوياً وفي زمن الحرب.
كذلك إن مصطلح “الأرض المحروقة”، ينطبق أصلاً على حرق المحاصيل والمباني التي قد تغذي العدو يؤويهم. ولكنه ينطبق الآن على أي استراتيجية مدمرة بيئياً.
إحباط القوات اليابانية خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945)، قامت السلطات الصينية بتفجير سد على النهر الأصفر، وغرق الآلاف من الجنود اليابانيين وآلاف الفلاحين الصينيين، بينما غمرت المياه أيضاً ملايين الأميال المربعة من الأرض.
الصيد غير المشروع
إذا كان الجيش يهاجم دولة ما، كما يقال في كثير من الأحيان. فإن إطعام الجيش غالباً ما يتطلب صيد الحيوانات المحلية، خاصةً الثدييات الأكبر التي غالباً ما تكون معدلات تكاثرها أبطأ.
في الحرب المستمرة في السودان، كان اللصوص الذين يبحثون عن اللحوم للجنود والمدنيين أثر مأساوي. على تجمعات حيوانات الأدغال في حديقة غارامبا الوطنية.
الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية
ربما يكون إنتاج هذه الأسلحة المتقدمة واختبارها ونقلها، واستخدامها أكثر التأثيرات المدمرة للحرب على البيئة. على الرغم من إن استخدامهم كان محدوداً للغاية منذ قصف اليابان، من قبل الجيش الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا إن المحللين العسكريين لديهم مخاوف كبيرة، بشأن انتشار المواد النووية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية وقد زادت انتاجها من الدول الكبرى كما يحدث فى سوريا واليمن وأفغانستان بغباء شديد بدون النطر على الأثار المستقبلة.
أضرار الحروب على النباتات والمياه
غضبة السماء لا يروها فهم عمى لايبصرون
إن السماء غاضبة والإنسان تجاوز كثيرا فى حق خالقه وحق الطبيعة وحق المخلوقات وعليه الآن أن يعيد حساباته ويقف مع نفسه قليلا.. لأن الظواهر التى اجتاحت حياة البشر تحمل الكثير من المخاوف والظنون وأن البشرية تمضى فى طريق غامض وعلي الإنسان أن يفيق قبل فوات الأوان..
أن ما شهده العالم من الكوارث والأزمات يمثل مفاجآت فى كل مجالات الحياة..
جاءت محنة كورونا لكى تقلب موازين الطب وحسابات التكنولوجيا ويسقط الملايين من الضحايا ما بين الموتى والمصابين.. ومازال الإنسان عاجزا عن الوصول إلى حقيقة هذا الفيروس الذى حير العلماء والباحثين.. وما بين الأمصال ووسائل العلاج وتجارة الأدوية يقف العالم حتى الآن حائراً أمام هذه الكارثة..
ورغم اجتهادات العلم هناك من يرى أن كورونا تهدد مستقبل البشرية وإنها مرض كل العصور وعلى العالم أن ينتظر، لأن القادم أسوأ.. فى الوقت الذى انشغلت فيه شعوب العالم بكارثة كورونا وضحاياها وأصبحت شبحا فى كل بيت انطلقت السيول والأمطار والفيضانات تهدد أمن الشعوب واستقرارها..
حتى وصلت المياه إلى إغراق المدن والقرى وتساقطت فى مشاهد رهيبة الأبراج وناطحات السحاب.. ولم تكن السيول والفيضانات قاصرة على دول بعينها ولكنها اجتاحت مناطق كثيرة فى العالم فى الصين والهند وإيران واليابان ثم انتقلت إلى دول أوروبا ودمرت مناطق كثيرة فى ايطاليا وألمانيا وفرنسا واسبانيا ثم أطاحت الحرائق بأكثر من ولاية فى أمريكا..
ولم ينج أحد من الحرائق ولا أحد يدرى هل وراءها أيد مشبوهة.. لأن الحرائق فى ايطاليا وتركيا مازالت حتى الآن تطرح تساؤلات كثيرة خاصة أن الفيضانات والسيول كانت تجتاح شمال ايطاليا. بينما الحرائق تشتعل فى الجنوب.. وفى أمريكا اجتمعت الحرائق مع السيول والفيضانات وشهدت الصين انهيار ثلاثة سدود مرة واحدة.. إن العالم يقف الآن حائراً أمام هذه الكوارث التى لم تترك شعبا ولا وطنا واجتاحت الجميع.. نحن أمام ظواهر طبيعية أمطار وسيول من السماء وحرائق فى الأرض وفيروس قاتل يهدد البشر فى كل مكان..
ولا أحد يعلم ما هى نهاية الكارثة هل نحن أمام جريمة من صنع البشر أم أمام فيروس قاتل هبط على الأرض أم نحن أمام اختبار لقدرات البشر حين تتحدى إرادة السماء..
نحن أمام عالم تشوهت ملامحه فى كل شيء ما بين الحروب والدمار والمعارك.. إن ملايين البشر الذين تدفقت دماؤهم على الأرض والأنهار والقرى والمدن ربما تحولت إلى غضب ملأ الأرض والسماء..
إن الظلم الذى تعرضت له الشعوب ما بين الجوع والفقر والسجون ومن يشاهد الآن خرائط الظلم وامتهان كرامة البشر لن يغيب عنه أبدا.. إن السماء حزينة على ما أصاب الشعوب المقهورة فى عالم فقد الرحمة واستباح حقوق الضعفاء والمغلوبين على أمرهم..
كان العالم يستعد لاستقبال عصور قادمة مع مزيد من التقدم والرفاهية.. كانت التكنولوجيا تمهد لعصر جديد وكانت العولمة تستعد لإنتاج أنواع وسلالات جديدة من البشر واستنساخ إنسان جديد بمواصفات جديدة وأنواع متقدمة من أسلحة الدمار الشامل والرأسمالية المتوحشة والشركات متعددة الجنسيات التى التهمت اقتصاديات العالم بلا رحمة أو ضمير.. نحن أمام عالم استباح كل أخلاق الشعوب وثوابتها.. وكان أخرها بعد أن دمر كل شيء أن يعصف بالأديان ويقرر أن تتخلص الشعوب من عقائدها وتقطع علاقتها بالسماء.. فكان الهجوم الضارى على ثوابت الشعوب ومعتقداتها..
لم يكن غريبا أن تغضب السماء وترسل كل هذه الرسائل لعل الإنسان يفيق من جبروته وظلمه وطغيانه.. نحن أمام اختبار سماوى وقفت فيه السماء أمام جموح البشر فكانت كورونا أخطر ما واجه الإنسان من أمراض الدمار الشامل.. ثم كانت الفيضانات ودمار السدود أمام الأمطار والسيول.. وكان عجز الإنسان أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى هى آخر رسائل السماء للطواغيت من البشر ..
إن كل هذه الأحداث الدامية التى يشهدها العالم اليوم ابتداء بكوارث الطبيعة وانتهاء بأشباح كورونا التى تتخفى فى ثياب ومأسٍ جديدة كل ذلك يتطلب أن تقف البشرية مع نفسها وتجيب عن تساؤلات كثيرة.. لماذا ثارت الطبيعة وتغيرت ظروف الحياة واختلفت الأجواء ودرجات الحرارة واشتعلت الأوطان سماءً وأرضاً.. وذابت الثلوج وارتفعت مياه البحار وزادت حرارة الجو وهرب الناس من الموت بسبب كورونا إلى الموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة..
لقد أهمل الإنسان الطبيعة حين لوث مياه الأنهار وقطع الأشجار وأحرق الغابات وجلس يتباكى على أرض خربها الفساد واستباحها الظلم والطغيان.. قد يكون السؤال الآن وما هو الحل؟!
إن البعض يرى أن يعود البشر لسماحة الأديان رحمة وإيمانا وأن تنتهى معاقل الظلم.. وأن يدرك الإنسان أن العدل أبقى وأن الحياة لا يمكن أن تكون وسيلة للقتل والدمار ولكنها وسيلة للرخاء والعدل بين البشر.. هناك من يرى أن العلم يمكن أن يوفر الحياة الآمنة للناس فلماذا لم يواجه العلم كورونا ويوقف نزيفها !؟
ولماذا لم يمنع السيول ودمارها !؟ ولماذا فشلت الطائرات فى إطفاء الحرائق.. إنها السماء القادرة على أن تعيد للأرض توازنها وللإنسان كيف يكون عادلاً منصفاً وعظيماً كما خلقه الله وسواه فى أحسن صورة وأفضل تقويم ..
إن صرخات الانقسام تجتاح أركان العالم بين شعوب فقيرة ترى أمنها فى التمسك بقيم الدين والأخلاق وشعوب أصبح العلم دينها وعقائدها..
ويبدو أن هذا الصراع سوف يبقى زمنا طويلا، لأن كورونا مازالت تتحور كل يوم وتنتج أشباحا جديدة.. والسيول لا تتوقف والأنهار غاضبة والإنسان أمام عجزه أصبح أكثر قسوة وجبروتا وليس أمامه غير رحمة الله ليخرج من هذا الواقع الغامض المتوحش فى الحروب الكبري.
كان الحل العودة لليقين وفى المصائب الدامية عاد الإنسان يطلب الرحمة من خالقه.. ومع كورونا عاد الإنسان يصلى لعل السماء ترفع غضبها فهل تجدى الصلاة وهل ترضى السماء وهل يتسامح البشر.. أسئلة كثيرة لعل الإنسان يجد الإجابة عليها ربما ارتاح قليلا ..
إن العالم يدفع الآن ثمن الظلم الذى لحق بالبشر.. إن الحقوق التى سُلبت والعدل الذى انتهك والدماء التى تدفقت ظلما وعدوانا والأموال التى نهبت والأعراض التى سلبت كل ذلك كان مبررا لعقاب السماء ولا أقول فقط لغضبها.. لأن ما حدث فى سنوات الحروب والدمار والقتل جعل الحياة كلها تغضب وترفض ولا ترضى بهذا الهوان لأكرم وأنبل وأرقى مخلوقات الله.. على العالم أن يستغفر كثيرا لعل الله يرحمه ويعفو عنه..
إن السماء غاضبة والإنسان تجاوز كثيرا فى حق خالقه وحق الطبيعة وحق المخلوقات وعليه الآن أن يعيد حساباته ويقف مع نفسه قليلا.. لأن الظواهر التى اجتاحت حياة البشر تحمل الكثير من المخاوف والظنون وأن البشرية تمضى فى طريق غامض وعلي الإنسان أن يفيق قبل فوات الأوان..
لا اعتقد أن العالم قد شهد من قبل مثل هذه الكوارث لقد اجتاحت العالم أمراض كثيرة فى زمان مضى قتلت ملايين البشر منها الطاعون والكوليرا والجزام .. ولكن البشرية لم تكن قد وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من العلم والتقدم وقد قرأنا فى الكتب السماوية عن دمار المدن والحضارات وطوفان سيدنا نوح وما أصاب عاد وثمود ولوط وكله كان غضبا من الله أمام طغيان عباده.. «وظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا..».
هل ستظل منطقة الشرق الأوسط صالحة للعيش؟..
تتجاهل الأنظمة وحتى المجتمعات في الشرق الأوسط التغيّر المناخي على نحوٍ واسع، مع أنه يؤثّر فيها من نواحٍ أساسية عدة. بعض التبعات الرئيسة للتغيّر المناخي ولماذا يجب علينا توخّي الانتباه في المنطقة؟
يتجاهل العالم بأسره موضوع التغير المناخي، لأننا لا نفهم أن نظم الحوكمة والأنظمة الاقتصادية تتسبب باستنزاف قدرة الطبيعة على العمل، وبالتالي على تأمين ما هو ضروري لبقائنا وبقاء الأنواع الأخرى.
يصعب إدراك التحدّي الذي يلوح في الأفق، لأن المسألة لا تقتصر على الانتقال في مجال الطاقة وحسب، بل تتعلق أيضاً بإحداث تحوّل عميق على المستويَين السياسي والاقتصادي-الاجتماعي. ويقتضي ذلك الإخلال بالوضع القائم. لذا، من السهل أن نفهم لماذا لا يلقى الأمر ترحيب الأنظمة السلطوية الديكتاتورية “الطغاة الأغبياء” التي قد تخسر قبضتها على السلطة، أو ترحيب المجتمعات الديمقراطية حيث يمكن أن يكون العمل المنسَّق أشدّ تعقيداً.
وحتى فيما تقترب بعض المناطق في العالم، مثل أوروبا، من الانتقال المناخي، ما زلنا في المراحل الأولى من مسيرةٍ طويلة نحو التحولات العميقة التي سنحتاج إليها كي نعالج كما يجب العوامل المحرّكة للتغير المناخي، وعلى نطاق أوسع، التفكك الإيكولوجي الذي يهدد قدرة النوع البشري على البقاء في هذا الكوكب.
وللحديـــــث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق