الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

حقبة السامري (1)

 حقبة السامري (1)

فاتن فاروق عبد المنعم


تأصيل واجب:

السامري هو المسيخ الدجال الذي صنع العجل لبني إسرائيل ليعبدوه من دون الله،

هذا الشاب المعمر والذي لا يغيب عن المشهد البشري كاملا يرنو إلينا متطلعا للحظة التي سيميط فيها اللثام مسفرا عن نفسه يحكم هذا العالم جهارا نهارا دون تخفي.

وهذا الكوكب الذي نحيا عليه، كلنا يتأثر بأي حدث يبرز هنا أو هناك، بل وأي جديد مما يجعلنا خائفين نترقب،

لأن شياطين الأنس في كل مكان ما فتئوا يشعلون مرج النار الذين سيلقون بنا فيه، فهل ستكون بردا وسلاما أم جحيما مقاما نترمض فيه؟

من الكتاب القلائل الذي أهبط بين مفرداته آمنة مطمئنة لعلمي أنه كاتب مدقق محقق يبغي الخير للبشرية جمعاء،

يتناول الموضوع الذي يناقشه بتجرد ونزاهة وبحث دءوب وموضوعية

مضافا إليها نبل وفروسية ودماثة خلق وتمثله لمثل عليا تتضح بين كلماته في عالم يهوي سريعا بفعل آثمين لا يتخفون من إثمهم،

إنه الكاتب الأمريكي من أصل إنجليزي وليم جاي كار والذي سنبحر معه في كتابه «الضباب الأحمر فوق أمريكا»

وإن لازمنا مصادر أخرى ولكنه سيكون المنطلق الذي سيستدعي الآخرين ليدعموا صدق تناوله.

ورغم أني بدأت بالتصريح بكوننا نعيش حقبة الدجال

فلو تلوت هنا ما يؤكد ذلك من القرآن والسنة فهذا يعد من المعلوم بالضرورة وقد يقال أنني مدفوعة بعاطفة دينية مسيطرة،

ولكن اختياري لكتاب كاتبه ليس بمسلم لأثبت لك ما بدأت بالتصريح به من خلال الحقائق المدرجة في هذا الكتاب والتي تعزز ما خلصت إليه،

وإن كنت سوف أتعرض لحقبة السامري أو الدجال من وحي القرآن والسنة في سلسلة لاحقة إن شاء الله.

عن النورانيين يقول الكاتب:

«هم جماعة قوية وتضم مصرفيين وصناعيين وعلماء وقادة عسكريين وسياسيين وتربويين….ألخ من ذوي التوجه العالمي،

إنهم رجال قبلوا بالخطة الشيطانية لحكم العالم بوصفها أجدر بالتفضيل من خطة الرب العظيم،النورانيون شكلوا كباركهنة الشيطان،

لهم مذهب بقوانين تخصهم للسيطرة على مقدرات العالم وهؤلاء هم من خططوا للثورة الفرنسية وحددوا ملامحها ونتائجها،

وقام الجنرال إلبرت بايك بتقديم نسخة حديثة من «القداس الأسود» عام 1871م .

إنهم يعبدون الشيطان على النحو المطلوب من قبل آدم وايزهاوبت في كتابه «الأخلاق والعقائد»

وهم لا يعترفون بأي سلطة سوى قائدهم، وليس لديهم ولاء لأي أمة، ويقودون المؤامرة الشيطانية المستمرة لإعاقة خطة الرب،

لحكم العالم وكل شيء فيه، ويستعينون بكافة الحركات التخريبية

لتقسيم جماهير الشعب إلى معسكرات تتعارض في قضايا سياسية واجتماعية وعرقية واقتصادية ودينية،

ومن ثم يقومون بتسليحهم وجعلهم يتقاتلون ويدمرون بعضهم البعض،

إنهم يأملون في جعل البشرية تتبع هذه العملية من التدمير الذاتي إلى أن يتم القضاء على كافة المؤسسات السياسية والدينية القائمة،

وبعد ذلك يخططون لتتويج قائدهم ملكا مطلقا على العالم بأكمله، ويفرضون الديكتاتورية الشيطانية ذات الاستبداد الإبليسي»

وأنا بدوري أسأل من هو قائدهم المتصف بتلك الصفات آنفة الذكر؟ أليس هو السامري

ذلك الذي نظم صفوف جنوده وصنفهم كي يصبح التنفيذ سهلا محاطا بأسيجة لا يمكن اختراقها

كي يعمل على ديمومة الشكل الهندسي لقيادته لأولئك البشر التعساء ولن يستطيع أن يفلت من قبضته سوى المؤمن الحق،

 إنه زمن التمييز والتمايز الإلهي المطلق.

الأمميون لا يعتقدون إلا في حكومة واحدة تحكم العالم:

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) 13  الحجرات

﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ

إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين ﴾ [هود: 118، 119].

 لنقرأ معا ما كتبه الكاتب النبيل والذي يتفق مع ما جاء في هذه الآيات ولنعرف أيضا كيف أن خطط السامري سهل أن يكتشفها كل شفيف النفس، يقول الكاتب:

«إن الأممية بصرف النظر عما إذا كانت شيوعية أو رأسمالية،

هي مخالفة بكل معنى الكلمة لخطة الرب في الخلق، وقد جعل الشعوب من أمم مختلفة ينطقون بلغات مختلفة،

وقد خطط الرب بجلاء أن تتمتع الأعراق والأمم باستقلال ذاتي ويجب أن تبقى مستقلة، إلا أنه يجب أن يتحد كافة أفراد الجنس البشري كأخوة في ظل كرم الرب الأب»

الكاتب النبيل هو نصراني متدين لا يفتأ يذكر نصوصا دينية حسب معتقده طول صفحات الكتاب ليعزز الفكرة التي يتبناها،

وهو ليس بمستشرق خادم للاستعمار أو مؤدلج يتآمر على الآخرين،

وهذا يعني أنه حر متحرر من أي قيود تمنعه أو تفرض عليه أن يقول بما يوافق أهواء آخرين

وكما يقول العامة بمصر (صوته من دماغه)

وهو يخبرنا أن الشيوعية والرأسمالية هي ضد خطط الله فكيف أنزلق البعض منا

وأصبحوا بيادق وأبواق لخطط السامري والذي هو الآمر لنثر هذا الفكر في العقول كي يحكم قبضته؟!

أما اختلاف الأمم فيما بينها

فهي سنة إلهية يقرها كل ذي فطرة سليمة حتى ولو كانوا من دين واحد فهم يختلفون في الألسن والثقافات،

 بالتالي ليس غريبا أن يقر أغلب مفكري العالم بوجود ما يسمى «بحكومة العالم الخفية»

والتي يترأسها ملكهم والذي هو عندنا كمسلمين «السامري»

وهو الذي أمر جنوده وأشياعه باحتقار اللغة العربية بين الناطقين بها،

وإطلاق الدعوات تلو الدعوات من مسوخ عدمت حمرة الخجل،

لاستخدام العامية ذات اللهجات المختلفة ليقطع الصلة بين المسلمين ولغة الضاد والتي هي لغة القرآن المنزل بلسان عربي مبين،

هذه الدعوات صدرت ومازالت تصدر من أسماء تقدم في إعلام الريات الحمر على إنها أعلام وقامات

بينما في حقيقة الأمر هم ليسوا إلا إمعات، ضالون مضلون، يبيعون دينهم بدنيا غيرهم.

وفي موضع آخر يقول الكاتب:

«ويؤيد أعوان الشيطان الديكتاتوريات كنقيض للحكومات الدستورية، وإدراك النورانيون لخطة المدى الطويل لتحقيق الهيمنة المطلقة على العالم،

ووضعها موضع التنفيذ، مثبت بعدد المرات التي يشار فيها إلى ذلك في البروتوكولات،

لقد تم تصميم مخططهم الشيطاني من أجل الغرض المحدد المتمثل في إفشال خطة الرب للخلق وإقامة الاستبداد والطغيان ليحل الشيطان محله»

هنا الكاتب يوضح لنا مانراه بأم أعيننا ليس إلا خدمة لمخطط السامري،

فلكي يوطد حكمه لابد من استبعاد المنهج الإلهي المنزل لبني آدم ليحل هو بخططه التي هي

وبالقطع ليست لإقامة السلام وتحقيق العدل، وإنما الجور والظلم الذي يسقط في يده مقدرات أولئك الذين يعبدون عجوله.

بروتوكولات حكماء صهيون

ويشير الكاتب إلى «بروتوكولات حكماء صهيون» بأنها خطط الشيطان التي صفها النورانيون

كي يخضعوا البشر لحكم ملكهم المتوج ويبعدوهم عن المنهج الإلهي الذي يبغي الخير للجميع،

ورغم إنكارهم إلا أن الشواهد والتفاصيل من حولنا تؤكد ما خططته أيديهم في البروتوكولات.

ولله دره فقد شبه عباد عجل السامري قديما بعباد الدولار والذهب حديثا،

بمعنى أن السامري طور عجوله وجعل لها أشكال كثر ليختل الجموع الهادرة كي تظل تلهث خلفه،

ولكي يحظوا برضاه قام النورانيون بتعيين كل الذين يناهضون المنهج الإلهي ومنهم ملحدين (عباد العجل)

كي يبلغوا اللحظة التي يتم الإعلان عن عبادتهم للشيطان، ويكللوا ملكهم المتوج.

النورانيون هم الذين يخططون لحروب بعينها لتحقيق مآرب في أنفسهم،

تقودهم إلى مكاسب يبتغونها، على سبيل المثال هم الذين دبروا الحرب الأمريكية الأسبانية عام 1898م

للسيطرة على صناعة السكر الكوبية وحرب بوير عام 1899م

لمنحهم السيطرة على مناجم الذهب والماس بأفريقيا،

والحرب اليابانية الروسية عام 1904م لإضعاف الدولة الروسية وإسقاط الحكومة تمهيدا لثورتهم 1905م،

حتى التحذير من «خطر اليهود» في أوروبا كان بالأساس للدفع بهم

لشق قلب العالم الإسلامي بهذا الكيان الغاصب لفلسطين (والكاتب قد أثبت علميا بعدم أحقية اليهود في فلسطين) .

وللحديث بقية إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق