الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022

الربيع العربي والتصالح مع دول المركز!

 الربيع العربي والتصالح مع دول المركز!

سيف الهاجري
 
في الوقت الذي انهزمت فيه الحملة الصليبية الأمريكية البريطانية في أفغانستان، وتمضي تركيا وباكستان نحو الانعتاق من النفوذ الأمريكي، بدأت في العالم العربي الدعوة للتفاهم والتصالح مع دول المركز أي مع المحتل الأمريكي الأوربي!

واتخذت هذه الدعوة من أحداث ثورة الربيع العربي ومآلاته بعد الثورة المضادة المدعومة أمريكيا وأوربيا مبررا يتوافق مع المشهد السياسي العربي.

والواقع أن هذه الدعوة التي تدعو لها النخب الفكرية اليوم تتبناها الجماعات الإسلامية منذ عقود،

حتى جاءت مع المحتل الأمريكي البريطاني على ظهر الدبابة في العراق ٢٠٠٣!

وهي نفسها دعوة النظام العربي للاندماج مع النظام الدولي والالتزام بقواعده وقوانينه!

وكان أبرز من دعا لهذا هو الرئيس المصري السادات الذي توج مقولته الشهيرة بأن (٩٩٪؜ من أوراق الحل في الشرق الأوسط بيد أمريكا)

باتفاقية كامب ديفيد ليدشن بذلك لمرحلة وظيفية فتحت الطريق لتوظيف النخب والجماعات في المشروع الأمريكي في المنطقة كلها.

كما أن الدعوة للتصالح مع دول المركز (أمريكا وأوربا) وهي تحتل وتهيمن على المنطقة العربية هي نفس الدعوة للتصالح مع المحتل الصهيوني والتطبيع معه، بل وأخطر منه!

فالتصالح مع دول المركز هو تصالح معها كمحتل مباشر وهي من أقامت الكيان الصهيوني ومن يحميه!

إن القبول بهذه الدعوة للتصالح مع أمريكا وأوربا يعني بأن على الأمة أن تتخلى عن حقها في جهاد المحتل ومقاومته

بدعوى فشل حركة أو جماعة واختزال الشعوب وحراكها بهذه الجماعات

والتي هي بالأصل جزء من النظام العربي الوظيفي إن لم تكن صناعته أصلا!

٤٠٠ مليون عربي يعجزون عن تحرير أرضهم

ولا يتصور بأن ٤٠٠ مليون عربي يعجزون عن تحرير أرضهم من المحتل الغربي بدعوى عدم القدرة على مواجهة دول المركز

في الوقت الذي حررت حركة طالبان أفغانستان من دول المركز نفسها،

مما يدل على تهافت هذه الدعوى من أصلها وأن الأزمة في العالم العربي ليست في عدم القدرة وفقدان المشروع،

بل في ارتباط النظام العربي والجماعات والنخب فيه بقوى النظام الدولي منذ سايكس بيكو، واندماجها في المنظومة الغربية سياسيا وفكريا،

فلم يعد لهم أي مشروع سياسي سوى المحافظة على الواقع السياسي بحماية ورعاية دول المركز، وهو ما لن يدوم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق