السبت، 13 مايو 2023

دماء في عنق الشعوب العربية منذ ١٠٨ سنوات وحتى اخر طفل قتل في غزة

دماء في عنق الشعوب العربية منذ ١٠٨ سنوات وحتى اخر طفل قتل في غزة

تحليل إعداد الإعلامى

هشام محمود

عضو مجلس إدارة منظمة “إعلاميون حول العالم”

يخطئ من يعتقد أن إنشاء الكيان الصهيوني لدولته على أنقاض أرض فلسطين العزيزة عام 1948 ميلاديا والتي عرفت بالنكبة كانت فكرة “صهيونية” خالصة اعتنقها بعض أتباع الديانة اليهودية منذ أن تم الإعلان عنها رسميا لأول مرة عام 1896م في كتاب “الدولة اليهودية” للصحفي اليهودي المجري المتطرف “ثيودرو هرتزل”، بل كانت فكرة أوروبية خالصة تعود للقرن الثامن عشر ميلادياً، بهدف نشر نفوذ المحتل الأوروبي في الشرق الأوسط”. ‎‎

وحدهم الأبطال الذين يموتون من أجل فلسطين

من أسمى معاني الحياة أن تكون صاحب قضية، تعيش لها وتدافع عنها وتموت لأجلها.

وحدهم الأبطال، وحدهُم الشجعان هم الذين يموتون من أجل القضية، فما بالك إن كانت القضية هي فلسطين؟.

إن شعب فلسطين رغم النكبات والإحتلال والحصار والظلم والمعاناة، لم ولن يتوقف عن التمسك بحقه في وطنه وعن القدس عاصمته ورمز قضيته العادلة وعن حقه في تقرير مصيره، فهي قضية يتوارثها الأجيال باقية أمانة في أعناقهم شاء من شاء وأبى من أبى فهي فلسطين.

كُل فلسطيني على أرض فلسطين مشروع شهادة، أطفالها ونسائها ورجالها وشيوخها، إسرائيل تشدد الخناق على الشعب الفلسطيني من جهة وتزداد العمليات الإستشهادية من جهه، شهيد تلو الشهيد فهي ثمرة لأي معركة بين الحق والباطل.

إن ضيق الخيارات لدى الشعب الفلسطين هي إحدى عوامل القوة لديهم، تقهر عدوهم وتظهر الفشل الإستخبارتي الإسرائيلي خصوصا الشاباك، حيث أثبتت هجمات الشباب الفلسطين والعمليات الإستشهادية في قلب تل أبيب عدم قدرة الشاباك على مواكبة هذه العمليات والقيام بخطوات إستباقية لوقفها.

إن إستهداف إسرائيل للصحفين الذين يظهرون جرائم الإحتلال لهو أكبر دليل على فشل السياسات الإسرائيلية، ولقد ودعت فلسطين إمرأة فلسطينية مقدسية صحفية شاهدة على جرائم الإحتلال، وما هي إلا لوحة جديدة فنية رائعة مشرفة تعبر عن مدى حب فلسطين في قلوب أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها، وعن مدى رغبة شعب الجبارين في الإنعتاق من قيد الإحتلال الظالم والحصار الجاثم فوق صدورهم.

حملوا النعش على أكتافهم غير مكترثين بهراوات وإعتداءات جيش العدو المدجج بالسلاح على جنازة الشهيدة شرين ابو عاقلة، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها إعتداء على تشيع جنازة، مما يؤكد إستهتار إسرائيل بالرأي العام العالمي وبالقيم والأعراف الدولية، فهي دولة لم تقم أساسا على معايير أخلاقية.

إن هذا الشعب لا يقهر، شعبٌ صامد، وهذه الجنازة المهيبة لتلك البطلة التي لن ينساها العدو ففي غيابها حضور ،وستبقى الكابوس الذي يقض مضجعه.

لقد أدرك الصهاينة أن السبيل الوحيد لدى الشعب الفلسطيني والذي لا بد منه هو الجهاد، وهو واضح على وجوه شباب فلسطين، وأن الأمنية الوحيدة السامية هي الموت في سبيل حب فلسطين، عيونهم تقول عندما يشيعون الشهداء اليوم أنتم على الأكتاف وغداً نحنُ، فمسيرتهم مسيرة تضحيات، ولا نصر بلا ثمن وأن عنادهم وصبرهم ما هو إلا شوكة في حلق إسرائيل.

مشاركة الأنظمة العربية لإسرائيل فى جرائمها

ساذج من لم يتيقن حتى الآن من ان الانظمة العربية هي شريكة مع الحركة الصهيونية ومع كيانها الصهيوني الذي تولد منها منذ عام ١٩١٦، ومع النظام العالمي الذي جندته من أجل احتلال فلسطين وتذويب شعبها، بل ان هناك زعامات عربية وافقت على هذا المخطط في وقت مبكر وذلك أثناء إسقاط الدولة العثمانية.

فهذه الانظمة العربية اشتركت فعليا في خداع الشعب الفلسطيني وفي إيجاد ارض خصبة في فلسطين لتنفيذ مخططات الحركة الصهيونية باحتلال فلسطين، كما اشتركت فعليا في ربط ايدي الشعب من أجل مقاومة المخططات الصهيونية التي كانت تعد من أجل احتلال فلسطين، كما اشتركت في تقديم الوعود الكاذبة والمخادعة التي كان يقدمها الغرب للشعب الفلسطيني نيابة عن الحركة الصهيونية.

وعند احتلال فلسطين عام ١٩٤٨ اشتركت جيوش هذه الانظمة العربية مع العصابات الصهيونية في احتلال فلسطين ولم تترك هذه الجيوش ارض فلسطين الا عندما أعلن عن هذا الكيان الصهيوني الجديد، بل ان عربات النقل التابعة لهذه الجيوش جاء فارغة خصيصا من أجل تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولنا في اتفاقات قائد جيش الإنقاذ التابع لجامعة الدول العربية مع جوشوا بالمون مسؤول استخبارات الهاجناة الصهيونية في احراش نور شمس في فلسطين خير مثال.

كما بلغ بهذه الانظمة العربية تمويل الكيان الصهيوني من أجل كسر اي بؤرة مقاومة فلسطينية ان كانت في داخل فلسطين او خارجها، كما واشتركت في المجازر بحق الشعب الفلسطيني على أرضه وفي المنافي، كما قامت هذه الانظمة العربية بكسر الفلسطيني على أراضيها وحتى السجن القتل ان عصي عليه الكسر، كي ينسى قضيته تماما، في حين تركت من تصهينوا علنا يجوبون عواصم العرب دون حسيب.

أقامت هذه الانظمة العربية معاهدات السلام مع هذا الكيان الغاصب ولم تترك جهدا من أجل التطبيع مع هذا الكيان، بل بلغ ببعض الانظمة العربية ان “تؤسس” دينا جديدا (الإبراهيمية) ليتبعه العرب حتى يقبلوا بهذا الكيان الصهيوني ضمن المجتمع العربي.

والان الكل يرى كيف تحاصر هذه الانظمة العربية غزة منذ سنوات أسوة بالكيان الصهيوني، وتخيل ان الفلسطيني يتفاوض مع الجارة الكبرى من أجل إيقاف المجزرة بحق اهل غزة.. فمن الذي يذبح أهلنا فى قطاع غزة؟..

قد يقول احدهم ان المحاصر هو نظام عربي واحد، ونقول له اعطني نظاما عربيا واحدا طالب مصر بفك الحصار عن غزة (غير قطر التي حوصرت اصلا من قبل هذه الانظمة) او نظاما عربيا واحدا هدد مصر بعقوبات ما ان لم يفك الحصار، وهذا دليل على أن الانظمة العربية شريكة في حصار غزة مع مصر، وكفاها انها هي من جاءت به.

صمت الشعوب العربية على هكذا أنظمة هو شراكة في هذه الجريمة المستمرة بحق فلسطين، والشرع أجاز بوضوح إزالتها، بل بين الشرع ان الرضى والمتابعة مع هكذا أنظمة يخرج المرء من الملة.

قد يقول أحدهم لقد حاولنا، ولهم نقول ان المحاولة ليست نهاية كل شيء، فالنهاية هي الرضوخ لهكذا أنظمة، فقد اضاعت عليك هذه الانظمة دنياك فلا تتركها تضيع عليك آخرتك.

وايضا لا تقل ان الشعوب لا تستطيع تغيير هذه الانظمة المحمية صهيونيا وعالميا، فكل يوم نرى أمثلة واضحة على أن الشعوب بإمكانها التغيير وفرض إرادتها.

ناهيك ان الشعوب العربية عند استسلامها الكامل فلن تترك سدى، بل اكثرها تعرض لدمار ربما في بعض الحالات ابشع مما تعرضت له فلسطين عند احتلالها وما كان كل هذا إلا بسبب الكيان الصهيوني الذي قرر ان يكون المحيط العربي الذي حوله في غاية الضعف والتشتت والاستكانة والانكسار، ليأمن على نفسه داخل هذا المحيط خاصة وانه كيان كرتوني جبان ضعيف مهزوز دون سلاح الغرب واموال نفط الخليج وحماية حدوده من جيوش العرب، ولنا في ما فعلته الحركات الفلسطينية بهذا الكيان من خلال أسلحة بسيطة صنعت بأبسط الإمكانيات وهي في مدينة محاصرة منذ اكثر من 15 عاما تعرضت خلالها لابادة وخنق لا مثيل له لا لسبب الا انها رفضت ان تكفر.

آن للشعوب العربية ان تتحرك وقبل فوات الأوان، ومن لم يخف على آخرته فليخف على دنياه فالدور قادم عليه شعبا .. شعبا..

اللهم اشهد اني قد بلغت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق