الخميس، 29 يونيو 2023

29 يونيو 1992م: “محمد بوضياف”.. الرئيس الجزائري الشريف الذي اغتالته الخيانة

29 يونيو 1992م: “محمد بوضياف”.. الرئيس الجزائري الشريف الذي اغتالته الخيانة



لا أدري لماذا يتناسى كُـتّاب العرب، ومؤرخو العصر، اسم الشهيد -بإذن الله- محمد بوضياف، الرئيس الجزائري الأسبق، عندما يكتبون عن أحرار الأمة وثوارها الكبار، ولا أدري لماذا أرض الحرية “الجزائر” تحديدًا، يتناساها مؤرخو وصحفيو العرب، ويتعمدون إسقاطها من (كتاب الحرية) و(فيلق الثورة)، رغم أنها سبقت كل العرب في التضحية والثورة، وقدّمت بمفردها أضعاف أضعاف ما قدمته أمة العرب كلها، في العصر الحديث، من شهداء وأحرار..

– في مثل هذا اليوم 29 يونيو 1992م: الجيش الجزائري يغتال الرئيس الجزائري محمد بوضياف (1919م – 1992م) أثناء احتفال رسمي بأحد المسارح في عنابة وذلك بعد (166 يوم) من توليه الرئاسة، عن طريق حارسه الشخصي، ملازم أول “مبارك بومعرافي”

– الرئيس الرابع للدولة الجزائرية، وكان يُلقّب بـ (سي الطيّب) وهو اللقب الذي أُطلق عليه خلال الثورة الجزائرية..

– آخر كلمة نطق بها هي كلمة: الإسلام، حسب ما ظهر في شريط اغتياله.. كان آخر ما قاله: إن الأمم التي سبقتنا قد سبقتنا بالعلم والإسلام، وبعد نطقه كلمة الإسلام أتته رصاصة الموت.

من أشهر أقواله التي تسببت في اغتياله:

– لا يوجد في كل رجال السياسة في الجزائر أكثر من 70 واحد شريف.

– يجب القضاء على الفساد في مؤسسة القوات المسلحة الجزائرية.

– يجب إبعاد الكثير من جنرالات الجيش عن المؤسسة العسكرية لفسادهم وسيطرتهم على اقتصاد الجزائر.

– قال لزوجته بعد استقبال العسكر له بحفاوة بالغة: حفاوتهم لن تمنعهم من اغتيالي، فلا ثقة لي بهؤلاء.

فقالت الزوجة له: وهل أنت أتيت بنيّة الانتحار؟

فقال: إنه الواجب … كل أملي أن يمهلوني بعض الوقت (يقصد أن يصلح شيئا من فسادهم قبل أن يغتالوه).

– قال لمحاميه وصديقه الشخصي: إنني أهادن القضاة لبعض الوقت حتى أتخلص منهم بعد استقرار الدولة.. فقد كان يرى أن مؤسسة القضاء كلها فاسدة ولكن التحلص منهم يحتاج بعض الوقت.

– كان للمخابرات الفرنسية بالتحالف مع مخابرات الجزائر الموالية للجيش، اليد الطولى في التخلص منه؛ لمحاولته هدم مؤسسة الفساد، وجعل الجزائر بلدا مستقلا: سياسيا واقتصاديا عن فرنسا.

– ما زال ابنه “ناصر بوضياف” يطالب بإعادة التحقيق في قضية قتل والده، وكتب على صفحته في فيسبوك: (أرفض تصديق اتهام الضابط السابق بومعرافي الذي يواجه منذ سنوات عقوبة المؤبد، خاصة وأن هذا الأخير رفض الحديث خلال محاكمة دامت أياما ولم تكشف الحقيقة، وفي اللحظة الـتي كـان القـاتل الحقـيقـي يـفـرغ رشـاشـه عـلى ظـهـر أبي، فإن بومعـرافـي كان مـرتـديا بدلة بنـيـة ويتـشاجـر مع صحفيـة من أجـل مـقـعـد في القاعة)

………….

يسري الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق