لماذا يستهدف الشواذ الأطفال “خطة إبليس”؟
دعم عالمي غير مسبوق للشذوذ الجنسي وما الهدف؟
تقرير إعداد رئيس المنظمة
سمير يوسف
رئيس منظمة إعلاميون حول العالم”
يواجه العالم اليوم تحديات أخلاقية وسلوكية كبرى، ومن أخطرها الترويج للمثلية الجنسية والسلوكيات الشاذة، ولا يكمن الخطر في الترويج لهذه السلوكيات المنحرفة في حد ذاتها فقط، بل يمتد الخطر ليشمل الترويج لمنظومة فكرية وثقافية تتم محاولة فرضها على الدول والمجتمعات، وتقف خلفها جماعات الضغط (اللوبيات) التي تحمل أيديولوجيات شاذة، وتستغل مختلف وسائل الدعاية والدعم والضغط لفرض أجنداتها، وترفع شعارات حقوق الإنسان والليبرالية وغيرها، بما يشمل الضغط على الدول لتغيير قوانينها وتشريعاتها، وبما يشمل الضغط على المجتمعات لتغيير ثقافاتها وهوياتها.
تم إدماج الشذوذ الجنسي و(حقوق الشواذ) في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، من خلال استبدال مصطلح (الجنس Sex) -والذي يعني ذكر وأنثى فقط- بمصطلح (الجندر)
يقف وراء هذه الحركات الشاذة الحركات النسوية المتطرفة، وكثير مما يسمى “منظمات المجتمع المدني”، حيث تدعمهم الأمم المتحدة من خلال إعداد وطرح الاتفاقيات الدولية التي تشرعن هذا الشذوذ ومنها اتفاقية “السيداو” عام 1979، و”إعلان الأمم المتحدة القضاء على العنف ضد المرأة” عام 1993، واتفاقية إسطنبول هي اتفاقية مناهضة للعنف ضد المرأة، لعام 2011 (انسحبت منها تركيا مؤخرا).تكمن خطورة هذه الحركات بأنها تؤدي إلى تدمير الفرد من خلال القضاء على فطرته الإنسانيّة وتحوّله إلى كائن “هجين” تتحكم به الشهوة الجنسية التي تدفعه للقيام بعمليات التحوّل الجنسي التي لها عواقب وخيمة على بنية هذا الكائن وسلوكه، وتؤدي إلى تفكيك عرى الأسرة من خلال القضاء على مؤسسة الزواج الشرعي، وإحلال محله ما يسمى “زواج المثليين” الذي ينتهي لتشريع اللواط والسحاق والسفاح، وضياع الأنساب، ثم تفكك المجتمعات وتحويلها إلى قطعان من الكائنات “الشهوانيّة ” وانتشار الأوبئة والأمراض السارية التي تنشأ من الممارسات الجنسية الشاذة، وما مرض “الإيدز” عنا ببعيد الذي حصد ملايين الأرواح، كما تؤدي إلى القضاء على العقائد والشرائع السماويّة من خلال فرض الاتقافيات الدولية على الحكومات بما تتضمنه هذه الاتفاقيات من نصوص مخالفة للشرائع والقيم الأخلاقية.
وقد استطاعات هذه الجماعات التغلغل في بعض المجتمعات، وبالأخص المجتمع الأمريكي، الذي يشكل فيه لوبي المثليين قوة كبيرة، ويضم رجال أعمال وقانونيين وحقوقيين وسياسيين وغيرهم، وكذلك منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الحقوق المدنية وغيرها، ويصف بعض الكُتاب جماعات الضغط هذه بأنها ثالث أكبر حزب سياسي هناك، وذلك لقوة تأثيرها، وامتلاكها لأدوات كثيرة، سواء ما يتعلق بالمال أم الإعلام أم النفوذ السياسي أم غير ذلك، واستهدافها للمجتمعات الطبية والعلمية والسياسية لتأييد أجنداتها، ونشر رهاب نقد المثلية، وممارسة مختلف أنواع الإرهاب الفكري تجاه من يتصدون لهذه الأيديولوجيات.
ظهور ألعاب للأطفال تحمل ألوان شعار “الفكرة المثلية” الداعية للدفاع عن الشذوذ الجنسي “اللواط/السحاق”
مع بداية الدخول المدرسي لهذه السنة ظهور ألعاب للأطفال تحمل ألوان شعار “الفكرة المثلية” الداعية للدفاع عن الشذوذ الجنسي (اللواط/السحاق)، وهذا أمر يستدعي من الآباء والأمهات والمربين والغيورين على مصلحة أبناء جيل أمتنا الحذر والتحذير من هذه الفكرة الخبيثة الرامية إلى تشويه الفطرة السليمة لفلذات أكبادنا، وهو أمر ستكون له ولا شك أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع عاجلا أم آجلا، فهذه الألعاب براقة الألوان ما هي إلا سم آخر من سموم الغزو الفكري الغربي المستهدف لقيم ديننا الإسلامي الحنيف.
ما معنى الشذوذ/المثلية؟
الشذوذ أو المثلية كما يسمونها هي دعوة جنسية قائمة على اعتبار عدم وجود فوارق بين الذكر والأنثى، وأن الأصل واحد، وعليه قاموا بابتكار مصطلح آخر زعموا أنه يجمع بين الجنسين في مسمى واحد، ألا وهو مصطلح “الجندر”، وأن هذا المصطلح يرمز لكائن الإنسان ذكرا كان أو أنثى، وأنه-أي الجندر- كفيل بمحو كل الفوارق التمييزية بين الجنسين مما يضمن كمال العدل بينهما، وعليه فلا حرج من المطالبة بإقرار زواج الشواذ (رجل رجل/امرأة امرأة)، ولذلك قام جنود إبليس بإنشاء مؤسسات وجمعيات ومنظمات وأحزاب سياسية تطالب بإقرار هذه الفكرة في القوانين والدساتير الدولية، بل وصل بهم الأمر إلى المطالبة بإدخال أفكار هذه الطائفة الشاذة في المناهج والمقررات الدراسية، وهذا ما تم في الكثير من بلدان الغرب، والرهان الآن على بلدان الشرق.
تاريخ ظهور الفكرة:
الشذوذ الجنسي هو نقيض الفطرة السليمة التي نشأ عليها ابن آدم مذ ظهوره على وجه هذه الدنيا، فكان الخروج عنها “شذوذا” باعتباره رفضا للطبع البشري السائد المتعارف عليه، ولقد قص علينا الله سبحانه وتعالى خبر قوم لوط، لما جعلوا فاحشة هذا الشذوذ عرفا بينهم، قال سبحانه وتعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ. إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ.)، فأنكر عليهم لوط عليه السلام عرفهم في العلاقة الجنسية الشاذة، فاستحقوا بذلك غضب الله وعقابه، (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).
فحال قوم لوط حدث تاريخي في فساد الفطرة البشرية، سجله القرآن الكريم ليكون عبرة وعظة للبشرية جمعاء، تحذيرا من الشذوذ وأمرا بلزوم الفطرة السليمة، قال سبحانه: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
غير أن قوم لوط تكرروا في التاريخ البشري، ليكونوا معول هدم لأخلاق ابن آدم، سفراء إبليس في مسخ الفطرة والقيم، وسبب في زوال النعم الأمم، وشيوع الرذيلة و من ورائها الأمراض والاسقام.
وفي العصر الحاضر بعد أن أوصلت الحياة المادية المطرفة بالملذات الشهوانية الإنسان إلى طريق مسدود لم يجد فيه سكينة روحه، بدأ يبحث عن مخرج بمتعة أخرى تساعده في تسكين هيجان روحه المريضة، فجاءت الدعوة للمثلية.
انتشر الشذوذ في العالم الغربي، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أرضا خصبة لهذا التمرد الأخلاقي، لكن لم يمكن القانون الأمريكي وقتها يعترف به، فحصل أن جماعة من هؤلاء الشواذ اجتمعوا سنة 1969م في حانة بفندق “ستونوول” في إحدى الولايات الأمريكية، فتدخلت الشرطة لفض التجمع لكونه غير قانوني، مما تسبب في ثورة “ستونوول” ولتصبح بعد ذلك ذكرى سنوية للشواذ.
وفي سنة 1973م ألغت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الشذوذ النفسي من قائمة الأمراض العقلية، لتظهر بعد ذلك أول حالة مصابة بمرض “الإيدز” .
وفي سنة 1978م، ابتكر الأمريكي جيلبر بيكر علم قوس قزح باستخدام ثمانية ألوان، ثم تغير بعد ذلك لستة ألوان، ليصبح الرمز الأكثر ارتباطا بما يسمى المثليين والمتحولين جنسيا ومزدوجي الجنس “ال جي بي تي”.
ولقد روج للفكرة المثلية شركات ووسائل إعلام، فضلا عن استثمار الصناعة السينمائية لترويجها ثم بعد السينما جاء دور الأطفال في أفلام الكرتون، فضلا عن تسخيرهم لمواقع التواصل الاجتماعي لبث أفكارهم.
ثم دخلت منظمة الأمم المتحدة على الخط لتكون مدافعة من المثلية، ففي سنة 2013م أقرت المنظمة يوم 17 من آيار يوما سنويا عالميا لمناهضة “رهاب المثلية “، جاء هذا بعد إقرار عدة دول غربية لقوانين تبيح الزواج المثلي وتعترف به.
لماذا يستهدف الشواذ الأطفال عبر أفلام الكرتون-الرسوم المتحركة-؟ ولماذا يغرقون الأسواق العالمية باللعب الملونة بشعارهم؟؟!!
لما تمكن المثليون من انتزاع اعتراف الدول الغربية بحق الزواج المثلي(رجل برجل) و (امرأة بامرأة)، جاءت فكرة (الأسرة المثلية)، وهي الأسرة التي تتكون من رجلين أو من امرأتين يلعب أحدهما دور الأب والآخر دور الأم يقومان بكفالة طفل، والطفل اما من متبرع(علاقة غير شرعية) أو من أطفال الأنابيب، وهذه الفكرة تم القبول بها في
الكثير من الدول الغربية، والعقلاء في الغرب ينددون بها لكونها النقطة المتبقية في الإنهاء على الأسرة والتمهيد لانقراض العنصر البشري.
لذلك ابتكر الشواذ فكرة ترويج ألوانهم عبر لعب الأطفال تطبيعا لهم مع هذه الفكرة المسمومة، الناسفة لبراءة الطفولة والقيم الطاهرة في المجتمعات المسلمة، ولكون الأسرة المسلمة لا زالت (لحد ما) متماسكة متمسكة بقيمها ودينها وتقاليدها، فإن سرعة تفكيكها يكون من باب سرقة عقول أبنائها، وهذه المرة من أقرب مقتنياته(اللعب)، وهذه جريمة نكراء في حق الطفولة أمام صمت مخز لجمعيات ومنظمات حقوق الطفل.
إن إعمال العقل لبرهة من الزمن كفيل ببيان فساد فكرة “الأسرة المثلية”، ففيها ضياع للطفل وجعله فريسة أمام الرغبات الجنسية للمتبني، لأن المتبني لا يشعر بعاطفة الأبوة والأمومة تجاه طفل متخلى عنه!، فإذا كان الشاذ قد أباح لنفسه العلاقة الجنسية مع مثيله فلماذا لا يبيحها لنفسه مع طفل هو بين يديه؟؟!!
وهذا سيخلف آثارا نفسية وبدنية سلبية على الطفل، وأترك لعقلك السليم أيها القارئ الكريم استكمال تعداد مفاسد هذه الأسرة المنحذرة من سلالة قوم لوط.
إن هذه الموجة العاتية من الشذوذ الأخلاقي والتي يقف خلفها جماعات الضغط تواجه رفضاً من كثير من شرائح تلك المجتمعات نفسها، ولذلك تتبع هذه الجماعات استراتيجيات عدة، منها تشجيع الشاذين على الإعلان عن ميولهم الشاذة في وسائل الإعلام والتجمعات وغيرها، في محاولة لدفع تلك المجتمعات للتطبيع معهم، ونشر رهاب نقد المثلية، وربطه بالكراهية والتطرف وانتهاك الحقوق.
إن التصدي لهذه الموجة العاتية ضرورة عصرية، لما تمثله من انتهاك صارخ لحقوق الدول والمجتمعات والأفراد، وتعدٍّ مشين على هوياتها الثقافية وعلى قوانينها وتشريعاتها وقيمها الأخلاقية، وعدوانٍ على كرامة الإنسان واستقلاليته، فإذا كان هؤلاء لا يجدون حرجاً في استهداف الأطفال الصغار وتشكيكهم في هوياتهم الجنسية السوية، فأي كرامة واستقلالية للإنسان بقي بعد هذا؟!
إن التصدي لهذه الموجة العاتية ضرورة عصرية، لما تمثله من انتهاك صارخ لحقوق الدول والمجتمعات والأفراد، وتعدٍّ مشين على هوياتها الثقافية وعلى قوانينها وتشريعاتها وقيمها الأخلاقية، وعدوانٍ على كرامة الإنسان واستقلاليته، فإذا كان هؤلاء لا يجدون حرجاً في استهداف الأطفال الصغار وتشكيكهم في هوياتهم الجنسية السوية، فأي كرامة واستقلالية للإنسان بقي بعد هذا؟!
إن ما يصادق عليه برلمان في أوروبا أو أمريكا حول ممارسة الجنس بين المثليين أو حتى ممارسة الجنس مع الحيوانات ليس قانوناً ملزماً لدول العالم، وليس ذريعة تسمح لهؤلاء بممارسة الوصاية والاستعلاء الفكري والتدخل في شؤون الدول والمجتمعات الأخرى، وفرض هذه الأجندات عليهم، ولا يمكن التذرع بالحرية الشخصية لهدم القيم والمبادئ وانتهاك الأنظمة والقوانين.
إن كرامة الفرد واستقلاليته وحريته في القيم الإيجابية التي تصونه كفرد مستقيم، يرتقي بنفسه وببني جنسه، ويسهم في بناء حضارة إنسانية راقية.
إننا نعيش في عالم تتقاذفه الأهواء والمصالح، ونحن مجتمعات تتأثر وتؤثر في الشأن ولن نكون في معزل عن نيران المصالح والأهواء والمشاريع التخريبية. إن الاستمرار والإصرار على رفض المساس بمصالحنا العليا، النابعة من تعاليم ديننا أولاً، فهي شأن سماوي ليس لنا خيار التنازل عنه أو العبث به ومنها قضايا الشذوذ الجنسي.
لا توجد ديانة سماوية ولا أعراف إنسانية أو فطرة سليمة إلا وتأبى الشذوذ والانحلال، وربما ليس من العسف والافتئات أن نزعم أن المجتمعات الإسلامية اليوم وبما تملكه من ضوابط قيمية ومفاهيم أخلاقية، وكتاب سماوي وسنة مطهرة محفوظين في الوجدان والعقول قبل الكتب والسطور، تعتبر آخر حصون الإنسانية قبل الارتكاس بها نحو قعر سحيق من الانحطاط والانحلال، ولذلك يتم التركيز عليها اليوم بقوة، ويتم إنفاق المليارات على كيانات ومؤسسات وجمعيات ومنصات إعلامية تروج للشذوذ الجنسي ويتم إدراجه تحت عناوين جذابة مثل: (الحرية الشخصية)، (احترام ميول الآخرين)، (مراعاة مشاعر الشاذين)، (حقوق الشذاذ)، ونتيجة للرفض الصلب من المجتمعات الإسلامية لتقبل هذا الانحلال والشذوذ، يتم مؤخراً إعادة تقديمه تحت عناوين أخرى مضللة مثل: (الجندرة أو الجندر)، (تمكين المرأة)، (مقاومة الذكورية) ونحوها من هذه المصطلحات المضللة.
ولله المشتكى…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق