الخميس، 15 يونيو 2023

هزيمة الحملة الصليبية.. ‏ونهاية حكم الأقلية!

 هزيمة الحملة الصليبية.. ‏ونهاية حكم الأقلية!

د. حاكم المطيري

‏لم يكن خطاب بشار الأسد النصيري في مؤتمر الجامعة العربية بجدة ١٩/ ٥/ ٢٠٢٣ والتحذير من خطر المشروع العثماني تزامنا مع إعلان كليشدار أوغلو عن هويته الطائفية النصيرية ٥/٥ / ٢٠٢٣ في انتخابات الرئاسة -ولأول مرة في تاريخ تركيا الحديث- أمرا عارضا بل كان تعبيرا صريحا عن حقيقة الصراع في المنطقة منذ اجتياح الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية الروسية لها وهزيمة الخلافة العثمانية حيث كان البديل الغربي هو إقامة دويلات سايكس بيكو وحكم الأقليات الطائفية والعرقية حيث تحكم الأقلية فيها الأكثرية، فأقام الغرب بعد تقسيم المنطقة كلها دولة لليهود في فلسطين، وللمورانة النصارى في لبنان، وللنصيرية في سوريا، وتكاد كل الدويلات الصليبية في العالم الإسلامي تحكمها الأقلية سواء الدينية أو الطائفية أو الحزبية أو الأسرية!

‏وكان تحرر تركيا من هذه الاستراتيجية الصليبية، واستعادة الأكثرية من شعبها للحكم بعد قرن من حكم الأقلية الحزبية والمؤسسة العسكرية الخاضعة لها؛ مؤذنا بتغيرات كبرى في العالم الإسلامي، وبدء استعادة الأمة وشعوبها لدورها التاريخي؛ ولهذا كان تصريح بشار الأسد ضد المشروع العثماني (مشروع الخلافة) الرصاصة الأخيرة في بندقية تحالف الأقليات (مشروع سايكس بيكو) الذي يشهد نهايته بتراجع نفوذ الحملة الصليبية وهزيمتها أمام تحرر شعوب الأمة من هيمنتها!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق