الأحد، 18 يونيو 2023

سوريا ومذبحة القرن!

 سوريا ومذبحة القرن!

د. حاكم المطيري

‏ما كانت مأساة الشعب السوري لتتكرر ثلاث مرات في قرن واحد لو قرأ تاريخه القريب وأدرك طبيعة الحملة الصليبية التي تحتل أرضه منذ احتل الجنرال البريطاني أدموند اللنبي دمشق بالتجريدة المصرية الحجازية ثم سلمها للجنرال الفرنسي غورو وكيف واجه المحتل الفرنسي ثورته الكبرى من ١٩٢٠ إلى ١٩٢٧ بالتعاون مع بريطانيا وحكوماتها الوظيفية في مصر والعراق والأردن وجزيرة العرب وكيف فتحوا الطريق لخروج من بقي من ثوار سوريا إلى النبق والكرك ووادي السرحان شمال السعودية في حماية إخوانهم العرب! وحصارهم مع آلاف الفارين بأطفالهم ونسائهم حتى قطع عنهم الطعام وفتك بهم الجوع والمرض ليعودوا خاضعين من جديد للاحتلال الفرنسي بعد أن استعادت فرنسا سيطرتها على سوريا!

‏وكيف راهن السوريون سنة ١٩٢٢ على أمريكا ولجنة كراين الدولية لحل قضيتهم تماما كما يفعل اليوم المرابطون منهم في واشنطن لإقناع الكونغرس بجرائم بشار !

‏لو استحضر الشعب السوري ذلك كله لما تفاجأ بعد مئة عام بتكرر المشهد نفسه وما يجري من إعادة تأهيل نظام بشار بعد قتل مليون سوري وتهجير ١٠ مليون – لخدمة الحملة الصليبية المشتركة التي تحتل الشام كله سواء الروسية التي تحتل مناطق الساحل أو الأمريكية التي تحتل مناطق الداخل – كما جرى تأهيل أبيه من قبل بعد مذبحة حماة ودك المخيمات الفلسطينية في لبنان ١٩٨٢ م ليصبح بعدها قائد محور المقاومة!

‏هذا في الوقت الذي استطاع الشعب الأفغاني وفي الفترة نفسها تحرير أرضه ثلاث مرات من المحتل البريطاني ١٩١٩ ثم المحتل الروسي ١٩٨٩ ثم المحتل الأمريكي ٢٠٢٢ !

‏دون أن يستجدي دول العالم أو يراهن على دول الجوار أو ينتظر قرارات الأمم المتحدة أو تقارير الكونغرس!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق