بقلم: مضر أبو الهيجاء
مع فارق التشبيه بين خطأ اقتحام الكويت من قبل الجيش العراقي وبين مشروعية اقتحام المقاومة الفلسطينية للأراضي المحتلة، حيث الأولى فيها اعتداء وأما الثانية فهي جهاد للمحتلين وواجب عيني وفريضة شرعية.
إن حجم التشابه كبير بين حرب أمريكا على العراق على خلفيه دخول القوات العراقية للكويت، وحرب أمريكا على غزة على إثر معركة طوفان الأقصى، وذلك من خلال عدة معطيات متشابهة هي:
1/ قرار القيادة الفردي والمبني على قراءة غير واعية ولا هي بعيدة وشاملة في خطوة صدام وخطوة حركة حماس!
2/ الخديعة الدولية والانجرار اللاواعي خلف أمريكا كما في حالة صدام، والخديعة الإقليمية الدولية والانجرار اللاواعي خلف إيران كما في حالة حركة حماس.
3/ الشراكة والتفاهم بين أمريكا وملالي إيران لتفكيك وانهاء القوة العربية الوحيدة المؤهلة عسكريا والمبنية عقائديا لمواجهة الصهاينة في الحالة العراقية، والتفاهم والتخادم بين أمريكا وملالي إيران لإنهاء وتفكيك القوة الشعبية العربية الإسلامية الوحيدة المسلحة والمدربة والمنظمة في مواجهة المحتلين اليهود في غزة وفلسطين.
4/ في الحالة العراقية دكت أمريكا العراق وفككت كل قواه العسكرية وحلت الجيش وأجهزت عليه ثم قدمت رأس النظام العراقي صدام حسين لتعدمه إيران، أما في الحالة الفلسطينية فقد سمن ملالي إيران حركة حماس وزجوا بها في الميدان وكشفوا عنها الغطاء وأسلموا غزة للأمريكان لتسحقها وتبيد أهلها وتقوم أداتها الإسرائيلية بتفكيك القوى الجهادية فتقتل قياداتها وتحرق جندها وتستهلك مقوماتها العسكرية فتكون أقسى وأسوأ من الإعدام.
5/ ساهم النظام العربي الرسمي سرا وعلنا في تفكيك العراق وتحطيم جيشه بالأمس، ويساهم النظام العربي الرسمي بحرق وتفكيك القوى الفلسطينية المقاومة اليوم، كما يسهم بتفتيت المجتمع الفلسطيني وتهجيره لتموت حيوية القضية الفلسطينية.
6/ كافأت أمريكا ملالي إيران بنفوذ كبير في المنطقة بعد تعاونها وانجاحها بهدم العراق وتفكيك جيشه وقتل علمائه وتجهيل شعبه، وستكافئ أمريكا ملالي إيران بنفوذ جديد بسبب تخادمها وتغريرها بحركة حماس، وبسبب تفاهمها مع الأمريكان وانضباطها، وضبطها للساحات ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها مع منافسها الاسرائيلي في النفوذ والصلاحيات.
7/ منذ سقوط بغداد والمنطقة العربية تتعرض لخلخلة سياسية وقلاقل داخلية واستحواذ متقدم على الثروات من قبل الغرب، وفي حال سقوط غزة -لا قدر الله- فإن أبواب العواصم العربية ستفتح على كوارث جديدة لن تستثني أحدا ولا حتى تركيا.
إن فلسطين بحاجة إلى انقاذ سريع من سقوط مريع يستهدف تحويلها على المدى القريب والمتوسط والبعيد الى أندلس ثانية، فهل ستقف الشعوب والأنظمة العربية مكتوفة الأيدي ومتفرجة؟
إن موقف الشعوب وموقف النظم الرسمية -مع فوارق التشبيه- سيحدد لا محالة مستقبل كل منهما، ولن يكون أحد بعد فلسطين بمنجى من القتل والتجويع والتشريد، ويا لويل مصر من جوع وعطش شديد!
اللهم نسألك أن تحفظ شعوب وبلاد العرب والمسلمين، اللهم ونستجير بك من كيد اليهود والأمريكان وملالي إيران، اللهم ونسألك أن تلطف بشعوبنا المكلومة في مصر والعراق وليبيا واليمن والشام وتركستان والسودان وبشعبنا المرابط في فلسطين، ونسألك اللهم أن تحرر الأقصى وتنقذ المجاهدين من فخ عظيم.
مضر أبو الهيجاء فلسطين/جنين 30/8/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق