الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

الشهيد ماهر الحويطي علامة فارقة في زمن الهوان

شهادة في الصميم

الشهيد ماهر الحويطي علامة فارقة في زمن الهوان




 بقلم: مضر أبو الهيجاء

الأخ الشهيد ماهر الجازي الحويطي (أبو قدر) ترجل فارسا فداء للأقصى وفداء للمسلمين في الأرض المباركة، متجاوزا صنم القطرية الذي طوق كثير من الحركات والجماعات والتنظيمات الإسلامية سواء الدعوية أم التغييرية الحركية أم الجهادية التي تهدف من خلال قتالها لتحرير البلاد وطرد المحتلين أيا كانوا.


فكيف استطاع الأخ أبو قدر ماهر أن يتجاوز تلك الأصنام بمهارة عالية تاركا خلفه ولديه وبناته الأربعة ووالديه وجميع متاع الدنيا وزخرفها، ثم لا تستطيع معظم الحركات والتنظيمات والجماعات الإسلامية تجاوز المنطق والمفهوم والقيد القطري في مشروعها الإسلامي العظيم المتصل بالله وبالسماء؟ أليس هذا الضعف ناتج عن رؤية قاصرة مختلة، ورعاية لمكاسب حزبية وتنظيمية وترتيبات مع أجهزة وأطر محلية؟!!


إننا نهرس اليوم في فلسطين هرسا من أقذر وأحط الخلق والعالم جميعه يشهد، ثم يعتلي بعض دعاتنا المنابر وأحسنهم يتهم الأنظمة العربية المتواطئة، فيما أسوأهم يسب المسلمين ويصف أهل السنة بالمتخاذلين معليا من شأن الشيعة ومحور إيران القاتل المحتل اللعين!


ليست تلك الحقيقة، فقد أخفوها عنكم متغافلين عنها عامدين، وذلك خوفا من استحقاقات الفهم السليم والشامل الذي يضع الإصبع على الجرح، فيكشف المستور وتزول النعم وينتهي المديح ويتساقط البريستيج الكاذب وتتلاشى المكاسب!


إن أطفالنا ونساءنا وأخيارنا يحرقون اليوم في فلسطين كما حرقوا وقتلوا بالأمس في مصر والعراق واليمن والشام وغيرها، ليس ذلك بسبب أنظمتنا العربية المتواطئة فحسب، فهي شريكة وأس في الإجرام.. إننا نذبح بشكل فظيع ومريع يا قوم لأن حركاتنا وجماعتنا الإسلامية صنعت دينا جديدا وبنت عليه عقيدة اتفق حولها المختلفون بين سلفيين وأشاعرة، ومفادها أن القطر وحدوده المصطنعة حديثا لا يجوز تجاوزها وكأنها حدود الرب!


لن يتوقف القتل والحرق والتهجير فينا حتى لو بكينا ودعونا ألف عام، ورغم عظم التضحيات وزكاوة الدماء فإن كل ذلك سيبقى منقوصا لا يحرز نصرا مهما تعاظمت تضحياته، حتى نخرج ونتبرأ من عقيدة القطر والحدود الموهومة ونعود في واقع الحال أمة مسلمة تجسد أخوة العقيدة في واقع الحال وليس في حدود المقال.


فليتوقف الذين أرهقونا وفتتونا وأضعفونا وشتتونا عن حديثهم الخلافي بين السلفيين والأشاعرة وهم متكئون في ديوانياتهم الفارهة، وليكونوا رجالا كما سلف الرجال، وليتجرؤوا على دين وعقيدة الأنظمة ويدوسوا بأقدامهم على الحدود القطرية الموهومة، كما داس الصحابة على الأصنام، حينها ستجدون أمامكم ألف فارس وألف صلاح وألف مختار وألف عز الدين القسام، ولن يسأل بينهم أحد أخاه هل أنت سلفي أم أشعري العقيدة، وذلك لأن معنى وصحيح العقيدة سيترجمه حينها واقع الحال، ولأنهما يشكلان مشكاة واحدة فرقتها الأنظمة المغرضة والجهات الخبيثة.


والله إن بصقة من فم الشهيد ماهر خير من ألف عمامة نجسة من عمائم ملالي إيران والعراق واليمن ولبنان من الذين شاركوا بالإجرام، والذين بات يصورهم البعض على أنهم جناح الأمة، وأمسوا هم أنفسهم يصدقون الكاذبين بيننا وفينا متقمصين صورة المعتصم والأيوبي صلاح، في ظل أنظمة عربية رزيلة!


نصر الله المجاهدين واستبدل قياداتنا الحالية بقيادات لا تنحني أمام صنم القطرية والحدود الوهمية التي تسببت بأنهار من الدماء وغيبت معنى غيرة المعتصم وفزعة وهبة ماهر الحويطي تقبله الله.


وبعد ماهر الأردني وعائشة التركية وصلاح المصري -وأمثالهم بالملايين في المغرب والعراق والشام ينتظرون أن تفتح الأبواب- إياك إياك أن يخطئ أحد من قياداتنا الفلسطينية قائلا نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، وإن حصل فحينها هو من يستحق البصاق.


مضر أبو الهيجاء فلسطين/جنين 10/9/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق