كشف أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، عن صدور تعليمات جديدة لحراس الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بعد "حادثة النصيرات". وفي حين حمّل أبو عبيدة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى، طالب عائلاتهم بالاختيار بين عودتهم قتلى أو أحياء.
وعبر قناته الرسمية في "تليغرام"، أكد أبو عبيدة أن بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال "وحدهما من يتحملان المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهما تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة علاوةً على تعمّدهما قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر". وأضاف أبو عبيدة: "نقول للجميع وبشكلٍ واضحٍ إنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليماتٌ جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم"، في إشارة للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في النصيرات وسط قطاع غزة في يونيو/حزيران الفائت وراح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين لاستعادة أربعة أسرى.
كما نبه أبو عبيدة "إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقةٍ سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت"، مطالبا عائلات الأسرى الإسرائيليين بـ"الاختيار إما قتلى وإما أحياء".
كتائب القسام تبث كلمة لمحتجزة إسرائيلية
إلى ذلك، نشرت كتائب القسام كلمة متلفزة لمحتجزة إسرائيلية كانت من ضمن المحتجزين الستة الذين عثر جيش الاحتلال على جثثهم في رفح جنوبي قطاع غزة السبت الماضي. وقالت المحتجزة في كلمتها: "مرحبا، أنا عيدان يروشلمي عمري 24 سنة من تل أبيب، تم اعتقالي في 7 أكتوبر من الحفلة في ريعين، أتوجه إليك بنيامين نتنياهو وحكومة إسرائيل، افعلوا اللازم للإفراج الآن"، مضيفة: "كلنا نعاني هنا، القصف هنا لا يتوقف، نحن خائفون على حياتنا وخائفون أن نموت هنا. أنا أتوجه إليك بنيامين نتنياهو الذي حرر أكثر من 1000 أسير في صفقة شاليط. حاليا يطلبون أقل من الربع على كل شخص منا. أنا غير قادرة على الفهم.. هل أنا أساوي أقل؟".
وتابعت: "أنا المواطنة بدولة إسرائيل التي أتمت وما زالت تتم واجباتها للدولة، لماذا أنا موجودة هنا حتى الآن؟ أنا أطلب من كل شعب إسرائيل.. اخرجوا للشوارع وتظاهروا، اصرخوا بالذي لا نقدر على الصراخ به. نحن نعاني هنا ونريد العودة إلى بيوتنا وأهلنا. كل ما حدث كان بسبب فشل دولة إسرائيل والأجهزة الأمنية في السابع من أكتوبر". وختمت: "أتوجه إلى عائلتي التي أكن لها كل حبي، أنا مشتاقة إليكم أبي أمي أختي شني وماي، أنا أحبكم كثيرا ومشتاقة إليكم كثيرا".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، السبت الفائت، العثور على جثث ستة محتجزين في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يحتاج لساعات للتأكد من هويتهم، قبل أن يعلن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، أمس الأحد، أن الجثث تعود إلى كرمل غات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبنوف، وألموغ ساروسي، والضابط أوري دانينو. وزعم أن المحتجزين قتلوا قبل وقت قصير من وصول قوات الاحتلال إليهم على يد مقاتلي حركة حماس.
وأثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي العثور على جثث المحتجزين، غضباً غير مسبوق بين عائلات المحتجزين، حيث اعتبرت أنه خطوة متعمدة من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتخريب صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار.
وفي الـ15 من أغسطس/آب الفائت، أعلن أبو عبيدة أنه بعد التحقيق في مقتل أحد أسرى العدو على يد حارسه في الـ12 من الشهر ذاته، "تبين أن المجند المكلف بالحراسة تصرف بشكل انتقامي خلافاً للتعليمات بعد تلقيه خبر استشهاد طفلَيه في إحدى مجازر العدو". وأكد أبو عبيدة، في بيان بثه عبر قناته على "تليغرام"، أن "الحادثة لا تمثل أخلاقياتنا وتعاليم ديننا في التعامل مع الأسرى، وسنشدد في التعليمات بعد تكرار الحادثة في حالتين حتى الآن".
وأضاف: "نحمّل العدو المسؤولية الكاملة عن كل ما يتعرض له أسراه من معاناة ومخاطر نتيجة كسره كل قواعد التعامل الإنساني والبشري وممارسته للإبادة الوحشية ضد شعبنا"، بينما عممت كتائب القسام صورة القتيل الإسرائيلي تحت عنوان "حادث مؤسف"، مرفقة بعبارتي "وحشيتكم باتت خطراً داهماً على أسراكم"، و"الوقت ينفد..." باللغة العربية والإنكليزية والعبرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق