الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

دقت ساعة أمن الدول العربية وشعوبها

 دقت ساعة أمن الدول العربية وشعوبها 

د. محمد المقاطع 
 

لحظة تاريخية فاصلة من الصراع الصهيوني - العربي الإسلامي التي يمر بها إقليمنا العربي والخليجي ومنطقته برمتها! 

هل سنكتفي بالتفرج والانتظار؟ 

هل سنكتفي بمراقبة الطيش والدمار؟ 

هل سنكتفي بتطمينات وبيانات الأغيار؟ 

هل سندع دولنا وشعوبنا للانهيار كالفخار؟ 

هل وهل وهل... سؤال ملح للكبار والصغار؟ 

سؤال أمن ملح لمستقبل ونحوه وقرار. 

فهناك اندفاع مخيف للحرب، تقوده وتقرع طبوله دولة الكيان الصهيوني. 

اندفاع الغريق (النتن)، الذي يرغب أن يُغرق المنطقة معه إذا غرق. اندفاع من لديه أطماع وأهداف توسعية (النتن) إن نجح في تكسير بعض الدول حتى يتمدد ويبسط نفوذه وتسلطه في غمرة نشوة انتصارات حققها بإرادة ودعم الغرب وأميركا. 

اندفاع المغامر (النتن)، الذي يبحث عن مكسب سياسي وموضع قدم انتخابي غير مبالٍ ولا عابئ أن يكون منطلق مغامرته حرباً ودماراً على دول المنطقة وإشعال سعارها في كل الإقليم. 

إن الدول العربية والإسلامية عليها أن تستيقظ وتعي وتستعد لما ستؤول إليه المنطقة إن أُوقدت نار الحرب. 

فالمخطط كبير (شرق أوسط جديد)، والغاية مخيفة (التوسع والقضاء على دولنا)، والغايات معلنة (إعادة ترتيب وتقسيم المنطقة وحكم العالم)، والمنفذ مجنون ومندفع وبقاؤه واستمراره مهدد (الكيان الصهيوني)، والمنتج والممول يخطط لفرض نفوذه وسلطاته وتحكّمه بالدول (أميركا)، والمخرج والشريك الذي يبرر ويساهم ويمهد وينشر (أميركا وبعض الدول الأوروبية، وربما إيران وهو ما ستؤكده أو تنفيه الأيام والأحداث!). وعالمانا العربي والإسلامي والحروب ونيرانها تلامس حدودهما وتعبر أجواءهما وترعب شعوبهما، وكأنهما غير معنيين والأمر لا علاقة له بهما. 

إن ساعة أمن الدول العربية وشعوبها قد دقت بل قُرعت وتقرع أعلى أصواتها وضجيجها، ولبنان طالته آلة الحرب ودمارها، وفلسطين ما زالت أسيرة في أغلالها، وغزة مستمرة في مقاومتها رغم تدميرها الممنهج ومجازرها المرّوعة وتجويعها وتهجيرها ومحاولة احتلالها بالقوة. 

لقد دقت ساعة أمن الدول العربية وشعوبها، وجاءت مرحلة فرض الدفاع عن النفس المفردة لكل دولة، والجماعية في آن واحد. وحان وقت نبذ التناحر والاختلاف والسير بمواكب من لا يهمه وجودنا ولا شعوبنا ويعتبرنا كمتاع البيت يباع ويشترى ويبلى فيرمى أو يترك للتآكل والاضمحلال. 

وجاءت ساعة التحول والتفكير الاستراتيجي الممزوج بتحرك وفعل على الأرض حماية وذوداً عن النفس والدين والعرض والشعوب والنسل والأرض، وإلا فإن ساعة الانقضاض علينا، إن حدثت، لن ينفع حينها التحرك أو الندم، وفي الأحداث والتاريخ عبرة ودروس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق