اضطرار أم اختراق فكري؟
(الأستاذ الداعية القدوة) انظروا ماذا يكتب في مقدمة كتابه، وكيف يجعل في قائمة آبائه الروحيين؛ حسن البنا، وسيد قطب، والخميني والصدر وعلي شريعتي!
وقد مضى على هذا الكلام عشرات السنين، والكتاب لازال منشورا ومتداولا، ولازال المؤلف على رأس (العمل الإسلامي) في بلاده، ولم يكتف الرجل بما خطت يمينه هنا، وإنما وجّه دعوة رسمية لحزب الشيطان لحضور مؤتمرهم (الإسلامي)، في الوقت نفسه الذي كان (الشيطان) يذبح أهلنا في سورية.
هذه ليست حالة استثنائية، بل هناك مثلها مئات الحالات، التي وقفت عليها بنفسي وربما حدثتكم سابقا عن (الأخ المفكر الوسطي) الذي طلب مني أنا محمد عياش الكبيسي أن أشترك معه في مؤتمر (الإمام الخميني مجددا)!
الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف والآباء الروحيين؛ البنا، وقطب، والخميني والصدر وشريعتي!
وفي مقابل هذا حاول بعض علماء الإخوان ممن عرفوا برسوخهم العلمي وسلوكهم الرباني أن يعالجوا هذا الخرق وهنا أذكّر بالشيخ العلامة سعيد حوى رحمه الله وكتابه (الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف).
ثم إعلان الإمام القرضاوي أنه وبعد تجارب طويلة من (التقريب) اكتشف زيف هذا المشروع ليصرح من على الفضائيات أنه قد (خُدع) وهذا من تقواه وتجرده رحمه الله، حتى وصل به الأمر إلى أن يطلق عليهم مصطلح (حزب الشيطان)
وفي حواراتي مع بعض الدعاة من مصر المحروسة تراجع عدد منهم، منهم شيخنا العالم المربي حسن عيسى عبد الظاهر -رحمه الله- والذي كان يقول لي: يبدو أننا في مصر لا نعرف شيئا عن هؤلاء، فالدور دوركم يا أهل العراق،
وهنا أقول لشيخنا بعد أن وصل الخرق إلى أهل العراق أنفسهم: وا أسفاه على العراق وأهل العراق، ولا أقصد التعميم طبعا.
المهم يا إخواني ويا أخواتي إن المسألة أكبر من أن تكون خطأ جزئيا أو خلافا شخصيا، وهي كذلك أكبر من أن تغلّف بغلاف (الضرورة) و (الموازنات).
ولا زلت في الحقيقة غير قادر على فهم كيفية استيعاب هذا التناقض داخل الجماعة الواحدة، كيف يكون الخميني في مقام الإمام البنا، وهو بنفس الوقت شاذ عقديا؟ وكيف يكون الشيطان شيطانا وهو شهيد أيضا؟ وهناك من وصف محور الشياطين كله بأنه؛ (فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه)!
إننا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة للوقوف أمام هذا الوباء الأسود الذي لا يقل خطورة عن وباء الصهيونية، نكتشف أن الخرق قد وصل إلى عقر دارنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق