أشهر منظمة إرهابية عرفها التاريخ الإسلامي (الباطنية)
أ.د. علي محمد عودة
المؤسس الأول للعمليات الارهابية في تاريخ المسلمين هو الرافضي الفارسي الحسن بن الصباح مؤسس طائفة الباطنية الفدائية في القرن الخامس الهجري.
الباطنية فرقة انبثقت عن طائفة الاسماعيلية الرافضية الذين يثبتون الامامة في اسماعيل بن جعفر الصادق والباطنية لقب من القابهم لانهم يقولون:-(ان لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا) وقد اسس حركة الباطنية الحشيشية الفارسي الحسن بن محمد الصباح الذي سافر من ايران الى مصر وقابل الخليفة العبيدي (الفاطمي) المستنصر وتلقى منه أصول الدعوة الاسماعيلية وعاد الى فارس وأستولى في سنة 473 هجرية على قلعة الموت التي عرفت بأسم عش العقاب لمناعتها وحصانتها حيث تقع على قمة احد الجبال في سلسلة جبال زاجروس غربي ايران وقد بنوا وسيطروا على نحو 50 قلعة فيها .
وقد وضع الحسن الصباح لاتباعه تنظيما دقيقا وقسمهم الى خمس مراتب وصنف كتابا من أربعة فصول ضمنه أهم مبادىء دعوته وجند فئة من اتباعه عرفت باسم الفدائيين او الحشيشية لتعاطيهم الحشيش اثناء تنفيذ عملياتهم وتميزت طائفة الحشيشية بقوة ابدانها وطاعتها العمياء لزعمائها.فهم لايتحرجون عن اغتيال خصومهم بالخناجر مهما كانت النتائج .حتى اصبح الاغتيال عندهم فنا محببا. وقد سرب ابن الصباح بعض اتباعه الى الشام فسيطروا على عدد من القلاع في جبال النصيرية مثل قلعة مصياف قرب طرابلس وقلعة الخوابي والقدموس وقلعة في جبل يسمى ابي قبيس واماكن اخرى في الشام.
وقد بدأ نشاطهم الهدام منذ وقت مبكر فاغتالوا الوزير السلجوقي العبقري نظام الملك صاحب كتاب سياسة نامة أي الحكم والسياسة فاغتالوه سنة 485 هجرية.
وكان لمقتله نتائج مدمرة على الدولة السلجوقية حيث اسهم مقتله في تدهورها وتمزقها وعدم قدرتها على مواجهة الحملة الصليبية الاولى سنة 490 و 491 هجري .
ومنذ ذلك الحين بدأوا في اغتيال الزعماء الذين رفعوا راية الجهاد ضد الصليبيين مثل الامير مودود الذي هزم الصليبيين عند طبرية سنة 507 هجرية فاغتاله الباطنية صبيحة عيد الفطر داخل الجامع الاموي في دمشق في السنة نفسها .الامر الذي افرح ملك القدس الصليبي بلدوين الاول الذي هزمه مودود .
فأرسل الصليبي بلدوين الاول الى امير دمشق يشمت بالمسلمين ويسخر منهم ويقول في رسالته ان أمة قتلت عميدها يوم عيدها حق على الله ان يبيدها )
واغتال الباطنية سنة 520 هجرية امير الموصل آقسنقر البرسقي الذي بدأ يجاهد الصليبيين وذلك في صلاة الفجر. وقد قتلوا حتى بعض الخلفاء العباسيين .
ومن الخلفاء العباسيين الذين قتلوهم الخليفة الراشد وابنه الخليفة المسترشد بلاضافة الى الكثير من الوجهاء الشخصيات البارزة من المسلمين ولم يتورع الباطنية عن القتال جنبا الى جنب مع الصليبيين فقد انضم زعيم الباطنية في بلاد الشام علي بن وفا الكردي الى امير انطاكية الصليبي ريموند بواتييه ضد نور الدين زنكي لكن نور الدين تمكن من تدمير قواتهما معا وقتل ريموند وعلي بن وفا في معركة غربي حلب سنة 543 هجرية .
وارسل نور الدين رأس ريموند وذراع علي بن وفا اليمنى في صندوق من الفضة الى الخليفة العباسي في بغداد يبشره بالنصر وبقطع يد الباطنية الطويلة!!!!
وقد حاول الباطنية في بلاد الشام مرتين اغتيال صلاح الدين ولكنهم فشلوا فهاجمهم صلاح الدين وحاصرهم في قلاعهم حتى طلبوا الهدنة فاجابهم كي يتفرغ لاعادة الجبهة الاسلامية المتحدة ويتفرغ لجهاد الصليبيين . وايضا حتى لايضطرهم الى ان يسلموا قلاعهم للصليبيين وهي قريبة من حمص وحماة.
لم يقتصر دورهم الهدام في بلاد الشام على محالفة الصليبيين وقتل زعماء الجهاد بل تفشى بينهم مرض تعاطي الحشيش فافقدهم صوابهم حتى أنهم كانوا لايتورعون -على حد قول ابن أيبك الدواداري ( على أن يفجروا ببناتهم وأمهاتهم وأخواتهم ، كما فعلوا كل محرم في شهر رمضان ليلا ونهارا )
وكان دمار الباطنية في غربي ايران على يد هولاكو سنة 654 ودمار الباطنية في الشام على يد البطل الظاهر بيبرس الذي دمر قلاعهم واستعبدهم بالكلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق