علم الساعة.. والمرجفون في المدينة(٣)
حول عقيدة المهدي..وعقدة المهدوية
د.عبدالعزيز كامل
بانقضاء رمضان هذا العام..سقطت ادعاءات
وزالت أوهام ، ألقى بها المرجفون الرعب في قلوب ملايين المسلمين، بسبب ماروجوه من مزاعم حول(الصيحة) أو(الهدة) أو (الرجفة) التي زعموا أنها ستفتتح أشراط الساعة الكبرى في ليلة المنتصف من رمضان الذي مضى..! وهو الزعم الذي سبق الرد عليه في الحلقة السابقة من هذه السلسلة قبل حلول الليلة المذكورة ..
## .. وباقتراب موسم الحج ( إن كان لهذا العام حج).. تتجدد دعاوى أخرى حول مبايعة (المهدي) في هذا الموسم..! ومع أن خروجه حق معروف في الأصول الاعتقادية ..إلا أن ما يروج في هذه الأيام من تعيين شخصه، وتعديد أوصافه، وتحديد موعد خروجه، ومكان ظهوره..تنبني عليه شطحات، يمكن أن تتحول إلى كوارث ونكبات..
##.. ومثلما اعتمد المرجفون في موضوع الصيحة على آثار منكرة موضوعة مخلوطة بأحلام ؛ فإن المروجين لخروج المهدي بعد شهرين، يستندون إلى نصوص غير ثابتة تدعمها أوهام بأحداث جسام في حج هذا العام ..وعمدتهم فيما يزعمون أثر غير صالح للاحتجاج أورده نعيم بن حماد في كتاب الفتن، عن مجاهد عن تبيع، ونصه : (سَيَعُوذُ بِمَكَّةَ عَائِذٌ فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِمْ ، ثُمَّ يَعُوذُ آخَرُ ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَلا تَغْزُوَنَّهُ ، فَإِنَّهُ جَيْشُ الْخَسْفِ ).
##.. وهذ الأثر، سأتحدث عنه بإذن الله، وعن أسباب عدم صلاحيته للاحتجاج، وعما بني عليه من تنظيرات وترتيبات ، بلغت مبلغا خطيرا، يوشك أن تتكرر معه كارثة الحادثة المشهورة التي وقعت بالحرم المكي منذ أربعين عاما، والتي اشتهرت بحادثة (جهيمان) حيث يحلو للكثيرين التأكيد على أن صاحب جهيمان وصهره (محمد القحطاني) كان هو (العائذ الأول) بالحرم ..الذي يليه بعد أربعين عاما - أي في عامنا هذا - خروج (العائذ الثاني)، وهو المهدي الحقيقي ، الذي أخبرت به الأحاديث المتواترة، تواترا معنويا..
وهناك عدة حقائق، سأحاول بسطها، رغم ضيق المقام، حول هذا الأثر وذاك التوجه .. وما يمكن أن يترتب عليه من أخطار وطوام ..
(يتبع بإذن الله)
أقرأ ايضاَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق