علم الساعة..والمرجفون في المدينة..(٢)
( حديث مكذوب.. ومرجفون كذبة) ..
د.عبدالعزيز كامل
## .. حديث الصيحة والهدة..الشائع نشره هذه الأيام ؛ لا يصح تصديقه ..ولا يحل ترويجه..ولا يجوز ترويع المسلمين به ، وموعده المحدد بالغد في جمعة منتصف رمضان )..سيمر بسلام بإذن الله؛ كما مرت عشرات الجمعات في عشرات الرمضانات .. وإن غدا لناظره قريب..
##.. الحديث الموضوع نصه : ( إذا كان صيحة في رمضان ، فإنه يكون معمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم ، وما المحرم ؟ يقولها ثلاث مرات ، هيهات هيهات ، يقتل الناس فيه هرجا هرجا ، قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة ، فتكون هدَّة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة ، في سنة كثيرة الزلازل والبرد ، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم ، وأغلقوا، أبوابكم ، وسدوا كواكم ، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصحيحة فخروا لله سجدا ، وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك ) .
##.. هذا الحديث المكذوب.. اتفق المحققون من العلماء القدامى والمعاصرين على رده ، وعدم تصديقه أو العمل به، لأنه كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.. والكذب عليه ؛ لا ينشئ اعتقادا، و لايوجب شرعا..ولا يصدق خبرا.. وكلام أهل العلم الذين أمرنا بسؤالهم في هذا الشأن؛ شائع ذائع..
** فقد قال ابن الجوزي رحمه الله عن هذا الأثر : "هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم "
كتاب الموضوعات (3/191)
كتاب الموضوعات (3/191)
**. وقال العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير " (3/52) ." ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت"
**. وقد ساقه السيوطي بأسانيد مختلفة، وقال في كتابه في "اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " (2/387 - 388) " أسانيده كلها معلولة "..
** وذكره ابن القيم في (كتاب المنار المنيف / ص/98) ضمن أحاديث لا تصح في أشراط الساعة "
**.. ومن المحدثين المعاصرين الذين قالوا بوضع ذاك الحديث؛ الشيخ ناصر الدين الألباني ،حيث قال عنه : " موضوع " في السلسلة الضعيفة " (رقم/6178 ، 6179).
**.. وفي سنوات خلت، حاول بعض المرجفين الجهلة ترويع المسلمين به في شهر الصيام؛ فعلق الشيخ (عبد العزيز بن باز ) على ذلك بقوله : " بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن هذا الحديث المكذوب(وذكره).. ثم قال : " فهذا الحديث لا أساس له من الصحة ، بل هو باطل وكذب ، وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة الجمعة ليلة النصف من رمضان؛ فلم يقع فيها بحمد الله ما ذكره، من هذا الكذب من الصيحة وغيرها مما ذكر ، وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل ، بل يجب التنبيه على بطلانه ، ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله في جميع الأوقات ، وأن يحذر ما نهى الله عنه ، حتى يتم أجله، كما قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) والمراد باليقين : الموت "
" مجموع فتاوى ابن باز " (26/339-341)
" مجموع فتاوى ابن باز " (26/339-341)
##.. يلاحظ أن كثيرا من المحتفين بذلك الحديث والمروجين له والمخوفين به ؛ هم من الشيعة أو المتشيعة ؛ كتلك المرأة التي انتشرت كلمتها المصورة انتشارا واسعا، وهي تقرأ من كتب الرافضة ..!!
واهتمام الشيعة بمثل هذه الموضوعات؛ قد يضيف بعدا سياسيا لتوظيف حدث أو افتعال أحداث ، يمكن أن تخدم أغراضهم..وتضفي مصداقية على خرافاتهم وأساطيرهم ..
فأعاذنا الله وجميع المسلمين من الفتن والمفتونين.. اللهم ٱمين..
أقرأ ايضاَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق