قراءة في كتاب الطريق إلى القرآن ..
كيف تجعل سطوة القرآن تتمكن من قلبك؟
أسم الكتاب : الطريق إلى القرآن
الكاتب: إبراهيم عمر السكران
هو باحث ومفكر إسلامي، له اهتمام بالفلسفة والمذاهب الفكرية والعقدية حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود، والماجستير في السياسة الشرعية من نفس الجامعة، وحصل على الماجستير في القانون التجاري الدولي من جامعة إسكس البريطانية.
قُسم الكتاب إلى: مدخل وعشرة فصول :
سطوة القرآن ، تأمل .. كيف انبهروا ، منازل الأشعريين ،
القلوب الصخرية ، الشاردون ، تطويل الطريق ، من مناطق التدبر ، كل المنهج في أم الكتاب ، دوي الليالي الرمضانية ، الحبل الناظم في كتاب اللهوخاتمة يتناول الكتاب القرآن في حياتنا
تنبض بين صفحاته غيرة ورغبة في إيقاظ الأمة كلماته عذبة وتأملاته غاية في الجمال والروعة له وقفات تأملية في استشعار ذكر الله في كل الأحوال
قراءة تبيان
نبذة عن الكتاب
استهل الشيخ حديثه بمقدمة أعرب فيها عما يبهره في حديثه عن بعض الصالحين، وهم يُصرحون عن حالهم قبل تدبر القرآن وحالهم بعده، والتأثير العظيم لبركة القرآن في حياتهم، بل وحتى ما يجدونه في أنفسهم بعد تلاوة القرآن من قوة الإرادة في فعل الخيرات وشدة نفورهم من المعاصي، وانشراح الصدر.
وعلى مدار 114 صفحة يصحبنا فيها الشيخ لنتعرف فيها على سطوة القرآن على النفوس، ونتأمل كيف انبهرت الجمادات ونساء المشركين والجن بهذا القرآن، ثم سنبحث عن دواء لسقم قلوبنا لنتغير بالقرآن، وسنتعرف على سر أعظم سور القرآن أيضًا وسنستعرض معكم مناطق التدبر وكيف نتدبر.
أولاً: سطوة القرآن
هي ظاهرة بشرية تنتاب نفسك حينما تقرأ أو تُنصت للقرآن، وهذه السطوة ليست تجربة شخصية، بل هي شيء أودعه الله في هذا القرآن يؤثر في قلبك ونفسك وحتى جوارحك.
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر: 23)
يبين لنا الله مراحل هذا التأثر، تقشعر الجلود ثم تلين، فهي لحظة الاصطدام بالآيات التي يليها الاستسلام والاستعداد للانقياد، لكنك أيضًا سترى البعض يسمع آيات القرآن لكنه لا يتأثر بها ولا ينقاد لمضمونها، فتجده هاجر للقرآن، تمر الأيام والشهور وهو لم يجلس مع كتاب ربه يتدبره أو يبحث عن مراد الله منه.
ويذكر الشيخ لافتة عجيبة ويقول حين يوفقك ربك فيكون لك حزب يومي من كتاب الله فحين تنهي تلاوة وردك فاحذر يا أخي الكريم أن تشعر بأي إدلال على الله أنك تقرأ القرآن، بل بمجرد أن تنتهي فاحمل نفسك على مقام استشعار منة الله وفضله عليك أن أكرمك بهذه السويعة مع كتاب الله، فلولا فضله عليك لكانت هذه الدقائق ذهبت سُدى.
ثانيًا: كيف انبهروا؟
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد: 16).
طال انقطاع قلوبهم ونفوسهم عن الوحي، فخلَّف ذلك في قلوبهم قسوة، ولو أنهم جددوا العهد مع الوحي لأحيا قلوبهم من جديد. فعلاج ما حاك في صدرك هو أن تتدبر القرآن.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57).
شفاء ليس دواء، وذلك لأن الدواء قد يكون به شفاء وقد لا يكون. فالذي يملأ الصدور هي الشبهات والشهوات والحجب التي تمنع نور الإيمان من أن يتسلل إلى قلبك، حتى إذا شُفي قلبك استصغرت الدنيا، وتعلق قلبك بالآخرة، وتحركت بأهدافك الأخروية دون تثاقل، واستعذبت العبادة ووجدت إقبالًا من نفسك عليها.
تدبر ما ساقه القرآن عن أخبار الأنبياء، والتي هي نماذج يريد من خلالها أن يوصل بها لنا رسالة عن مركزية الله في حياتهم، وتعاملهم مع أقوامهم، ومنهجيتهم للتعامل مع الابتلاء، ودعائهم واستغفارهم.
تدبر ما عرضه القرآن من أخبار الطغاة والصالحين، ولعل أعظم مفاتيح التدبر أن تدرك أن القرآن يقدم لك نماذج لا خصوصيات.
ثم ينقلنا الشيخ إلى استفسار قد يطرق أذهاننا، وهو لماذا سورة الفاتحة هي التي نفتتح بها كل ركعة في الصلاة، لماذا هي دون غيرها؟
ويجيبنا على هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي سعيد المعلي: “لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورةً هي أعظمْ سورةٍ في القرآن؟ قال: (الْحَمْدُ لله رب العالمين) هي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيتُهُ”.
لكن السؤال هو كم أعطيتها من وقتك لتتعرف على مغزى تعظيمها؟ فسورة الفاتحة في الثلاث آيات الأولى تمجد الله عز وجل بربوبيته وتعظمه برحمته وتعظمه بملكه لليوم الآخر.
والأعجب من هذا أن الفاتحة هي خطاب مقسم بيننا وبين الله، فحين تُثني على الله بربوبيته وتحمده، يجيبك الله عز وجل ويقول: حمدني عبدي، ثم حينما تزيد الثناء على رحمته يقول: أثنى على عبدي، ثم حين تُقِر بملكه لليوم الآخر وحده يقول: مجدني عبدي. فهلا منحت نفسك بعض الوقت وتوقفت على رؤوس الآيات، واستشعرت أنه يجيبك ويتحدث إليك؟ إنك إذا استشعرت هذا لتبدلت صلاتك بالكلية.
ويعلمنا الله جوهر العبودية، فنقول: (إيّاك نعبد) أي لا نعبد سواك، لكن اسأل نفسك كم مرة قدمت هواك على أوامر الله؟ كم مرة التفت فيها قلبك إلى ثناء الناس؟ وكأنها تقول لك أن حقيقة عبوديتك لله تقتضي أن تخالف هواك، وأن تراجع نواياك فلا يراد من عملك إلا وجه الله، ثم يعلمنا الاستعانة به، فنقول: وإيّاك نستعين، نستعين بك على المطلب الأكبر وهو العبادة.
وفي الجزء الأخير من الفاتحة نمر بموضع الدعاء فيجيبنا الله ويقول: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، ويختار الله لك دعاء، هل تعلم أي دعاء اختاره الله لك؟ إنه دعاء بالهداية، اهدنا الصراط المستقيم، وإذا اختار الله لنا أن نردد سبعة عشرة مرة في اليوم الدعاء بالهداية فهذا يعني أن الضلال قريب والانحرافات كثيرة! ولاحظ أن المقام الذي تدعو الله فيه ليس مقام معصية، لكنك تدعوه في أعظم لحظات الهداية.
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر: 23)
يبين لنا الله مراحل هذا التأثر، تقشعر الجلود ثم تلين، فهي لحظة الاصطدام بالآيات التي يليها الاستسلام والاستعداد للانقياد، لكنك أيضًا سترى البعض يسمع آيات القرآن لكنه لا يتأثر بها ولا ينقاد لمضمونها، فتجده هاجر للقرآن، تمر الأيام والشهور وهو لم يجلس مع كتاب ربه يتدبره أو يبحث عن مراد الله منه.
ويذكر الشيخ لافتة عجيبة ويقول حين يوفقك ربك فيكون لك حزب يومي من كتاب الله فحين تنهي تلاوة وردك فاحذر يا أخي الكريم أن تشعر بأي إدلال على الله أنك تقرأ القرآن، بل بمجرد أن تنتهي فاحمل نفسك على مقام استشعار منة الله وفضله عليك أن أكرمك بهذه السويعة مع كتاب الله، فلولا فضله عليك لكانت هذه الدقائق ذهبت سُدى.
فالنفس إذا التفتت لذاتها بعد العمل الصالح نقص مسيرها إلى الله، أما إذا التفتت إلى الله لتشكره على الإعانة على العبادة ارتفعت في مدارج العبودية إلى ربها.
ثانيًا: كيف انبهروا؟
وفيه يعرض شيخنا تأثر الجمادات ونساء المشركين والصادقين من القساوسة، بل وحتى الجن والملائكة بسكينة القرآن، فقرآنٌ هذا أثره وهذه منزلته في النفوس يليق به أن نتصفح كل شيء ونهمله؟
لقد شكى النبي صلى الله عليه وسلم الكفار إلى ربه: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان: 30).
فهل ترتضي لنفسك أن يشتكيك حبيبك يوم القيامة إلى أنك قد هجرت القرآن؟
لقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة على الصحابي شريح الحضري فقال: “ذاك رجلٌ لا يتوسَّدُ القرآنَ”، أي أنه لا ينام بالليل ويترك حزبه من القرآن. فأين أنا وأنت من هذا؟ فأخلو بنفسك بضع دقائق واجعلها وقفًا لله تعالى، ابتعد فيها عن المشتتات والشاشات وألقي قلبك بين آيات القرآن فننتهي عما نهانا الله عنه ونأتي بما رغَّب الله به.
ثالثًا: مع القلوب الصخرية
وبعد أن تأملنا كيف تحرك قلب المشركين بالقرآن حتى قال أحدهم “كاد قلبي أن يطير”، لعلك تتساءل لماذا لا نشعر بهذا عند تلاوتنا للقرآن؟ فعلل الشيخ هذا بأن كل تقصير يقع فيه الإنسان إنما هو فرع من قسوة القلب، وإذا تساءلت عن سبب قسوة قلوبنا؟ فسأقول لك لأننا ابتعدنا عن الوحي، ألم تسمع هذه الآيات؟(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد: 16).
طال انقطاع قلوبهم ونفوسهم عن الوحي، فخلَّف ذلك في قلوبهم قسوة، ولو أنهم جددوا العهد مع الوحي لأحيا قلوبهم من جديد. فعلاج ما حاك في صدرك هو أن تتدبر القرآن.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57).
شفاء ليس دواء، وذلك لأن الدواء قد يكون به شفاء وقد لا يكون. فالذي يملأ الصدور هي الشبهات والشهوات والحجب التي تمنع نور الإيمان من أن يتسلل إلى قلبك، حتى إذا شُفي قلبك استصغرت الدنيا، وتعلق قلبك بالآخرة، وتحركت بأهدافك الأخروية دون تثاقل، واستعذبت العبادة ووجدت إقبالًا من نفسك عليها.
لا يمكن أن تخرج من القرآن بمثل ما دخلت عليه فواصل،
أعطوني ختمة واحدة بتجرد أعطكم مسلمًا حنفيًا سنيًا سلفيًا فواصل.
من مناطق التدبر
وبعد أن أيقنّا أن شفاء ما يعتري صدورنا يكون بالتدبر، فقد يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال، ما الذي أتدبره في القرآن؟ فعلى سبيل المثال:تدبر ما ساقه القرآن عن أخبار الأنبياء، والتي هي نماذج يريد من خلالها أن يوصل بها لنا رسالة عن مركزية الله في حياتهم، وتعاملهم مع أقوامهم، ومنهجيتهم للتعامل مع الابتلاء، ودعائهم واستغفارهم.
تدبر ما عرضه القرآن من أخبار الطغاة والصالحين، ولعل أعظم مفاتيح التدبر أن تدرك أن القرآن يقدم لك نماذج لا خصوصيات.
ثم ينقلنا الشيخ إلى استفسار قد يطرق أذهاننا، وهو لماذا سورة الفاتحة هي التي نفتتح بها كل ركعة في الصلاة، لماذا هي دون غيرها؟
ويجيبنا على هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي سعيد المعلي: “لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورةً هي أعظمْ سورةٍ في القرآن؟ قال: (الْحَمْدُ لله رب العالمين) هي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيتُهُ”.
لكن السؤال هو كم أعطيتها من وقتك لتتعرف على مغزى تعظيمها؟ فسورة الفاتحة في الثلاث آيات الأولى تمجد الله عز وجل بربوبيته وتعظمه برحمته وتعظمه بملكه لليوم الآخر.
والأعجب من هذا أن الفاتحة هي خطاب مقسم بيننا وبين الله، فحين تُثني على الله بربوبيته وتحمده، يجيبك الله عز وجل ويقول: حمدني عبدي، ثم حينما تزيد الثناء على رحمته يقول: أثنى على عبدي، ثم حين تُقِر بملكه لليوم الآخر وحده يقول: مجدني عبدي. فهلا منحت نفسك بعض الوقت وتوقفت على رؤوس الآيات، واستشعرت أنه يجيبك ويتحدث إليك؟ إنك إذا استشعرت هذا لتبدلت صلاتك بالكلية.
ويعلمنا الله جوهر العبودية، فنقول: (إيّاك نعبد) أي لا نعبد سواك، لكن اسأل نفسك كم مرة قدمت هواك على أوامر الله؟ كم مرة التفت فيها قلبك إلى ثناء الناس؟ وكأنها تقول لك أن حقيقة عبوديتك لله تقتضي أن تخالف هواك، وأن تراجع نواياك فلا يراد من عملك إلا وجه الله، ثم يعلمنا الاستعانة به، فنقول: وإيّاك نستعين، نستعين بك على المطلب الأكبر وهو العبادة.
وفي الجزء الأخير من الفاتحة نمر بموضع الدعاء فيجيبنا الله ويقول: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، ويختار الله لك دعاء، هل تعلم أي دعاء اختاره الله لك؟ إنه دعاء بالهداية، اهدنا الصراط المستقيم، وإذا اختار الله لنا أن نردد سبعة عشرة مرة في اليوم الدعاء بالهداية فهذا يعني أن الضلال قريب والانحرافات كثيرة! ولاحظ أن المقام الذي تدعو الله فيه ليس مقام معصية، لكنك تدعوه في أعظم لحظات الهداية.
في المواضع العظيمة، لا يختار من الدعاء إلا أعظمه،
وأعظم الدعاء ما خاف الإنسان من ضده فواصل.
دوي الليالي الرمضانية
وفيها ننتقل للحديث عن الآيات القرآنية التي تعرضت لذكر شهر رمضان وربطت بينه وبين القرآن، لتجد أن القرآن جاء بصيغتين، الأولى تشمل شهر (رمضان) بأكمله والثانية تشمل إحدى لياليه وهي (ليلة القدر)، وذلك فيه إشارة لخصوصية القرآن في هذا الشهر الكريم. ولا تقتصر خصوصية شهر رمضان لإنزال القرآن فيه بل وحتى مراجعة القرآن مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد اختار الله شهر رمضان لتعقد به! تلك المراجعة التي تأثرت بها نفس النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان ابن عباس يقول: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل.
لقد كان جوده يتأثر بمدارسته للقرآن فيزداد صلى الله عليه وسلم جودًا على جوده هذا وهو النبي، فكيف بربك هي حاجتنا نحن إلى مثل هذا القرآن لنتغير به؟ ثم تحدث بعد ذلك عن المغزى من صلاة التراويح، فنقل إلينا قول ابن تيمية: “بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها، ليسمع المسلمون كلام الله”.
وخلُص الشيخ أن التوقيت الزمني يحمل في طياته رسائل ضمنية بين زمن الصيام والقرآن، فالصيام يُهذب النفس البشرية فتتهيأ لاستقبال القرآن.
الخيط الناظم
فأسردها في النقاط التالية:
التضرع إلى الله والإلحاح في الدعاء بأن يجعلك الله ممن يفتح الله عليهم في فهم كتابه وتدبره والعمل به.
وضع حزب يومي للتدبر، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النطاق الزمني بين (أسبوع وشهر) فلا يقل عن أسبوع ولا يزيد عن شهر.
أن يكون التدبر الشخصي هو الأصل والتفسير مُعين، وبخاصة لمن لديهم خلفية شرعية تؤهلهم لفهم الآيات.
أن يضع لأهل بيته برنامجًا في التفسير فيتنافسون في الاستنباط ثم يراجعوا التفسيرات المختصرة.
ختامًا ندعوكم لمطالعة الكتاب، فهذه ليست إلا مراجعة يسيرة لبعض النقاط التي استعرضها الشيخ، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وإياكم، ويجعل القرآن أنيسًا لنا في ليلنا ونهارنا.
لقد كان جوده يتأثر بمدارسته للقرآن فيزداد صلى الله عليه وسلم جودًا على جوده هذا وهو النبي، فكيف بربك هي حاجتنا نحن إلى مثل هذا القرآن لنتغير به؟ ثم تحدث بعد ذلك عن المغزى من صلاة التراويح، فنقل إلينا قول ابن تيمية: “بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها، ليسمع المسلمون كلام الله”.
وخلُص الشيخ أن التوقيت الزمني يحمل في طياته رسائل ضمنية بين زمن الصيام والقرآن، فالصيام يُهذب النفس البشرية فتتهيأ لاستقبال القرآن.
كلما زالت حواجب الفضول تهاوت الحجب بين القلب والقرآن فواصل.
فواصل أعظم ما يعين على التدبر هو التقلل من الفضول.
الخيط الناظم
وفيها بيّن الشيخ المقصد من تعدد الموضوعات في القرآن، بين ذكر أوصاف ذات الله المقدسة، ومشاهد يوم القيامة من جنة ونار وحشر، وأخبار الأنبياء والصالحين والطُغاة والأقوام وخصوصًا بني إسرائيل وتصرفاتهم، والتشريعات في العبادات والمعاملات، لكن كل هذه الموضوعات ترتبط بخيط ناظم، يجعل القضية التي يدور حولها القرآن هي عمارة النفوس بالله، وقد أفرد الشيخ عدة أمثلة بدءًا من البقرة وحتى الناس ليدلل على ذلك.
فحينما تتأمل أوائل سورة البقرة تجد أن الله بين لنا تعجب الملائكة “أتجعل فيها من يفسد فيها”، فيربى الله فيهم تعظيمه ورد العلم إليه “قال إني أعلم ما لا تعلمون”. وإذا تأملت في سورة البقرة النعم التي وهبها الله لبني اسرائيل والتي تستحق منهم الشكر وختام ذلك قوله بـ “لعلكم تشكرون” والمراد منه عمارة النفوس بالله بأن تلهج الألسنة والقلوب بشكر الله وتذكره.
الخاتمة
في الأخير أجاب الشيخ على تساؤلات الكثيرين حول طريقة التدبر وإن كان هنالك أية وصايا حول الموضوع.فأسردها في النقاط التالية:
التضرع إلى الله والإلحاح في الدعاء بأن يجعلك الله ممن يفتح الله عليهم في فهم كتابه وتدبره والعمل به.
وضع حزب يومي للتدبر، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النطاق الزمني بين (أسبوع وشهر) فلا يقل عن أسبوع ولا يزيد عن شهر.
أن يكون التدبر الشخصي هو الأصل والتفسير مُعين، وبخاصة لمن لديهم خلفية شرعية تؤهلهم لفهم الآيات.
أن يضع لأهل بيته برنامجًا في التفسير فيتنافسون في الاستنباط ثم يراجعوا التفسيرات المختصرة.
ختامًا ندعوكم لمطالعة الكتاب، فهذه ليست إلا مراجعة يسيرة لبعض النقاط التي استعرضها الشيخ، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وإياكم، ويجعل القرآن أنيسًا لنا في ليلنا ونهارنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق