الثلاثاء، 5 مايو 2020

أفيقوا أيها المسلمون !

أفيقوا أيها المسلمون !
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
  لقطة من الفيديو الذي أعلن فيه البابا عن الصلاة الجماعية يوم 14 مايو 

كان البابا فرنسيس قد أطلق نداءً يوم 12 سبتمبر 2019، أي بعد توقيع الوثيقة المشؤومة في أبو ظبي بسبعة أشهر، يناشد فيه قادة العالم الدينيين والسياسيين اللحاق به في روما يوم 14 مايو 2020، في لقاء خاص حول خطابه الرسولي المعنون "مباركٌ أنت". ويتضمن هذا النداء مطالبة البابا بنزعة إنسانية جديدة، بحضور كافة مكونات المجتمع العالمي، أي "كبار" هذا العالم أو قياداته الفعلية.. وكان استدعاء 14 مايو 2020 للإعلان اللاهوتي عن قرب مجيء كارثة أو دراما الصراع العالمي، أو على الأقل أول مرحلة منه، وأنه لا بد من سرعة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من وقوعه أو من توابعه..

وتشير وثيقة "مباركٌ أنت" في الفصل الخامس، حول التعليم، أن النقطة الأساسية فيه هي ترسيخ وتعميم "أن الراحة الأسبوعية تكون يوم الأحد، الذي يعتبر عماد هذا التحالف العالمي والحل الروحي الأخلاقي والعملي وغير المكلّف لتأمين السلام العالمي"! ويا لها من عبارات تترصص بحذلقة لتواري يوم الجمعة الي مثواه الأخير.. وبإشارة البابا إلى اتفاقية "الأخوة الإنسانية" التي وقعها يوم 4 فبراير 2019 مع شيخ الأزهر في أبو ظبي، تحت مسمي "التحالف التعليمي"، فهو يهدف الي "التصديق الرسمي لسيطرته على العالم"، أو على توحيد كل الديانات العالمية تحت سيطرة البابا وحده، فهو الذي تولي هذه الدعوة.. وبما ان المسلمين في الأزهر قد قبلوا ذلك فما الذي يمنع من أن تقبله كل الجماعات والتقسيمات الدينية الأخرى؟

ذلك لأن القرية الواحدة والنظام العالمي الجديد يعني بالنسبة للبابا في هذا الزخم الجديد معني: "الدولة ـ الكنيسة". إذ يؤكد البابا بوضوح أنه بالتوقيع على اتفاقية التحالف يوم 14 مايو 2020، فإن ذلك يعني ميلاد "القرية العالمية"، وما أشبه العبارة بالنظام العالمي الجديد وما تحمله من معان سلطوية معادية لأبجدية الأخلاقيات.. فالعالم بكل ما به من تيارات ومجالات وديانات يجب ان يتحول بأمر البابا، أو ألا يكون سوي مجرد "قرية واحدة" تمكّن البابا من أن يتولى قيادتها كيفما شاء.

وبما ان البابا يترأس الفاتيكان مثلما يترأس الكرسي الرسولي، أي الجانب الديني والجانب السياسي، فذلك يشير الي ما سيكون عليه هذا التحالف: مجرد تحالف شكلي أو إطار عام يجمع "عالم الدولة ـ الكنيسة". وهكذا، فإن الاستدعاء للرابع عشر من شهر مايو وتوقيع التحالف من أجل "قرية عالمية" من جميع قادة العالم الدينيين والسياسيين، فان ذلك يعني خطوة شاسعة لتحالف الكنيسة مع الدولة/الحفنة الحاكمة للعالم..

ويحدد موقع "فاتيكان نيوز" أن دعوة البابا لا تهدف الي جمع القادة الدينيين والسياسيين على مستوى العالم فحسب، وإنما ترمي أيضا الي دعوة ممثلين من المعلمين والطلبة والشباب والعائلات والمجتمع المدني بتنويعاته من مثقفين وعلماء وفنانين ورياضيين وسياسيين". أي أنه من الواضح ان استدعاء 14 مايو 2020 لا يعني فقط ظهور عالم "الدولة ـ الكنيسة"، مثل تحالف الفاتيكان والأزهر في وثيقة "الأخوة الإنسانية"، ولكن أيضا ظهور قوة ضغط جديدة تضم مختلف قطاعات المجتمع المدني العالمي.

وتستخدم وثيقة الدعوة إلى اجتماع 14 مايو 2020، أو بمعني أدق: "وثيقة الاستدعاء" عبارة محددة هي: "الصالح العام" (Common good)، تتكرر بانتظام خبطة المطرقة، اشارة الي الأرض التي لا بد من حمايتها.. وبذلك فإن لقاء ذلك اليوم، 14 مايو، يبدو أنه سيكون بداية المسيرة نحو فكرة قائد ديني عالمي واحد، هو البابا فرنسيس شخصيا، ليتم التحالف بين سكان الأرض في "بيتنا المشترك"..

ويواصل البابا الضغط على قادة العالم لقبول وثيقة "مباركٌ أنت"، التي لم تحظ على قبول عام منذ أصدرها، ليجعلهم يساندون خطابه الرسولي حول المناخ، وأجازة يوم الأحد. لذلك ويقوم بتوزيع الوثيقة لمختلف القادة علي أعلي المستويات من الذين يزورون روما أو الفاتيكان، علي أمل أنهم سيساندون وينشرون أراءه في بلدانهم لتقبلها..

ويقول الشاعر العربي الكبير: "وتقدرون وتضحكُ الأقدار"..

فلقد أدت السيدة الفاضلة كورونا الي تبطيء السرعة الجنونية التي كان البابا يقود بها الأحداث من أجل تفعيل تطلعاته وفرض يوم الأحد إجازة أسبوعية موحدة عالميا، تحت غطاء وثيقة عالمية جديدة للتعليم.. إلا أن الأقدار تلعب فعلا دورها، فالحكمة الشعبية تقول: "أنا أريد، وأنت تريد، والله يفعل ما يريد"..

ونظرا لأن مثل هذه الوثيقة تستوجب توقيع المؤسسات التعليمية والأكاديمية، مثلما تستوجب أيضا توقيع ممثلو الديانات بتقسيماتها المختلفة، والمنظمات العالمية ومختلف المؤسسات الإنسانية الأكاديمية والاقتصادية والثقافية، للبحث عن القيم الإنسانية الحقة من وجهة نظر متعددة الثقافات والديانات، فكان لا بد من التأجيل الإلهي الذي حدث، وإن كان يخالف تعبير البابا الذي وصفها بأنها "اتفاقية متعددة الديانات تهدف الي وضع جميع الأديان معا تحت سيطرته وتحت سلطته الوحيدة المتفردة".

وبذلك فقد تم تأجيل لقاء هذه اللعبة/الجريمة بكل المقاييس، الي فيما بين يومي 11 و18 أكتوبر2020. أي ان الاحتفالية ستمتد أسبوعا بدلا من يوم واحد، لأن مثل هذا اللقاء العالمي بحاجة الي العديد من الاستعدادات لتنظيمه بحيث يأتي بالثمار التي يأملها البابا. وبدلا من يوم واحد، سوف تمتد مراسم اللقاء أسبوعا بأثره ليتم التوقيع على الوثيقة، وثيقة بداية اقتلاع الإسلام رسميا، يوم 18 أكتوبر 2020..
وبالتالي تغير الترتيب الذي قامت به "لجنة تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية"، التابعة للفاتيكان والأزهر، من أجل اقامة صلاة جماعية عالمية يوم 14 مايو 2020، بناء على تعليمات البابا الواضحة في الصورة بعاليه، والدعاء لنجاحها.. أي أن تقام الصلوات من جميع سكان العالم في نفس اللحظات التي يتم فيها التوقيع على أول وثيقة رسمية يتم فيها اقتلاع يوم الجمعة، وصلاة الجمعة.. وما خفي من العبادات والمناسك حتى الوصول الي القرآن وحذف ثلثه الرافض للشرك بالله والتثليث أو أن يكون لله ابناً.. وكل مؤتمر ناسف للإسلام وأنتم طيبون!
معذرة: وأنتم نيام...


زينب عبد العزيز
5 مايو 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق