الأربعاء، 13 مايو 2020

فرصة عمرك فيما تبقى من رمضان

فرصة عمرك فيما تبقى من رمضان



د.عبدالعزيز كامل
* .. هل لك في مناسبة، تستدرك فيها مافات من عمرك..؟!
* .. هل لك في ساعات يتضاعف لك فيها بالآلاف والمئات ثوابك وأجرك ..؟!
* .. هل لك في أمسية تصافحك فيها الملائكة، بصحبة سيد الملائكة جبريل - عليه السلام، ولو كنت في قعر بيتك ؟!
*.. هل لك في لحظات إن وافقتها ووفقت فيها.. أخرجتك مما سبق من تقصيرك وذنبك ؟!
*.. هل لك في حضور ليلة تحتفي وتحتفل بها ملائكة السماء، ويخصك الله بالخير فيها إن اغتنمتها مع أمة خاتم الأنبياء..؟
إذن فأنت - ايها المسلم وأيتها المسلمة - على موعد ممن صدق وعده - سبحانه - لو أدركت ليلة لا تدرك قدرها العقول ولا تفي بوصفها الألسنة، وهي(ليلة القدر) التي لا يقدر قدرها، إلا الجواد الكريم ، لما يفرق فيها من أقدار كل أمر حكيم..
.. وهذه خطرات في التماس بركات تلك الليلة المباركة، التي إن وفقت لشهودها فقد حباك الكريم.. وإن فاتتك فأنت حقا محروم :
#.. استحضر فيها حقيقة الكرم الإلهي بقبول عبادة ليلة تعادل في خيرها ؛ بل هي (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي مايعادل ، بل يزيد عن عبادة رجل عمر ثلاثة وثمانين سنة، وأربعة أشهر في طاعة متواصلة، ليس في شهر منها ليلة قدر..
#.. أطمع في الرحمات والدرجات من الوهاب الكريم ..فلا توقف أملك ورجاءك عند ليلة من ليالي القدر، بل اطلب من ربك أن تكون ممن نسأ في أجله، وأمد في عمره، وأصلح له عمله، حتى تكون ممن شهدوا في أعمارهم العشرات من ليالي القدر.. كل منها خير لهم من ألف شهر..
#.. عش لحظات عمرك في الليلة المباركة، مستشعرا أجواء عالم أرضي فريد في ليلة مشهودة ، تعمرها وتغمرها الملائكة التي تهبط من كل سماء، بل من شجرة سدرة المنتهى، لمهمة عظمى تخص المؤمنين فحسب ؛ وهي التسليم عليهم ومصافحتهم والتأمين على دعائهم ، فلعلك تكون ممن أمنت على هذا الدعاء كل ملائكة السماء ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) [سورة القدر]
#.. التمس فيها كتابة أقدارك على مايرفع عند المليك المقتدر مقدارك ، ففيها يفصل ما يكون من أمر السنة من الأرزاق والآجال والأعمال على مقتصى الخير والحكمة.. ( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) [سورةالدخان]
#.. تيقن أن الأقدار التي تخص المؤمنين فيها يكتبها ويجريها رب كريم رحيم ، يسمع أقوالنا ويعلم أحوالنا : 
( رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) وهي بخلاف سائر ليالي العام، فهي ليلة السلام ( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )
#.. ضاعف اجتهادك في ليالي العشر، وبخاصة ليالي الوتر، فإن أدركت ليلة القدر في إحداها فغاية المنى، واجتهادك في ليال قبلها أو بعدها لن تعدم مضاعفة ثوابها وأجورها ..
#.. احتسب أجرك عند ربك في ذكرك ودعائك وتلاوتك في قيام ليلتها، لتعوض ما فرط منك من نقص وخسارة ، ولتكون من أهل تلك البشارة.. ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه
#.. تصور وأنت تحيي الليلة أنك تضاعف من ثمرات سنوات عمرك ، فقد قال الإمام مالك : "بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أري أعمار الناس قبله، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغه غيرهم في طول العمر؛ فأعطاه ليلة القدر " [كتاب وظائف رمضان/٦٤]
#.. مثلما تحرص فيها على الدخول في صحبة المعفو عنهم والمعافين ؛ فاحرص على ألا تكون من المحرومين ، فإن شهر رمضان (فيه ليلة من حرم خيرها فقد حرم الخير كله، ولايحرم خيرها إلا محروم) [صحيح ابن ماجة للألباني/١٣٣٣]
#.. لا تضيع نهار العشر الأواخر، فقد قال الشعبي :" ليلها كنهارها" وقال الشافعي : ( استحب أن يكون اجتهاده في نهارها ؛ مثل اجتهاده في ليلها ) [وظائف رمضان/٦٩]
#.. لا تنس أن لتلك الليلة دعاء خاصا مستجابا، يختصر أسمى رجاء من رب الأرض والسماء، وهو ماعلمه نبينا صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة - رضي الله عنها - عندما سألت : يارسول الله: إذا شهدت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ قال : قولي (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)[صحيح ابن ماجة/٣١٠٥] ..
فاللهم ياغياث المستغيثين، ويامجيب المضطرين ..وفقنا للنجاة والفوز بشهود ليلة القدر، وعظم لنا فيها الثواب والأجر، وضع عنا فيها كل سيئة ووزر..وارفع عنا كل بلاء وشر.. فإنك ياربنا عفو تحب العفو فاعف عنا..
آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق