الأسر المتوسطة للوافدين!
خواطر صعلوك
بعيداً عن العمالة السائبة، وبعيداً عن الوافدين الذين ارتفع خطاب الكراهية تجاههم إلى الحد الذي لم تعد الكتابة فيه مجدية... أتوجه بالخطاب إلى الدولة والجمعيات الخيرية والمتبرعين، والذين ما زالوا يعتقدون أن هناك يوم «الدين» حيث لا ينفع مال ولا سلطة أو جنسية لأحد... إنما نواياك وعملك الصالح فقط.
بسبب إجراءات كورونا جلس الكثير من الناس في بيوتهم بلا عمل أو دخل شهري، يملأهم الخوف والقلق من المجهول، والحيرة من أين يدفعون إيجارات شققهم ومصاريف طعامهم، والخوف من أي عارض أو طارئ قد يصيب أي فرد فيهم... لا أتحدث هنا عن «العزوبي» أو المخالف للإقامة، ولكني أتحدث عن «الأسر» الوافدة من كل الجنسيات... وهذه الأسر تحديداً لديها من عفة النفس وكرامة الذات ما لا يسمح لها أن تقف في طابور من أجل خيشة بصل أو وجبة أمام كاميرات التصوير، وكثير منهم اقترضوا مبالغ مادية من أجل سد احتياجاتهم الفترة الماضية، والآن - وبعد دخولنا المرحلة الثانية وتطبيق الحظر الكلي على مناطق جديدة مثل حولي وميدان حولي وجزء من السالمية والفروانية وخيطان والمهبولة - أصبحت هذه الأسر بين المطرقة والسندان... فاللهم الطف بعبادك وأنت خير الراحمين.
لا أعتقد أن موضوع مثل هذا في حاجة إلى كتابة مقال... إنه هو مما هو معلوم من الإنسانية بالضرورة.
ولا أدري أيضاً ما الذي يمكن كتابته في هذا الموضوع... فإذا طلبت من الدولة أن تراعيهم، خرج علينا المواطن الذي وضع مفهومي «العنصرية والوطنية» في قالب واحد، ثم يمسك بتلابيبي ويتهمني بأني غير كويتي ولا أحب الكويت... وإذا ناشدت الجمعيات الخيرية، خرج علينا من يقول أن هناك الكثير أولى من «الأسر المتوسطة للوافدين»... وإذا خاطبت المتبرعين، خرج علينا ذلك الرجل الصغير الذي يقول «الكويتيون أولى»!
فلم يتبق لي إلا أن أخاطب الشعب المتبرعين الفرديين، البعيدين عن كاميرات التصوير والشو الإعلامي والرسائل السياسية.
أيها السادة الأفاضل... هؤلاء الناس منهم الصديق ومنهم زميل العمل، ومنهم من تقاطعت معهم ذات يوم في الشارع أو المسجد... وهم الآن قد تقطعت بهم السبل، فلو قام كل متبرع بالبحث عن من يعرفه، أو يتقاطع معه... فالله شكور عليم.
وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
@moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق