الأربعاء، 6 مايو 2020

تلاوتك في رمضان (١٠)

  تلاوتك في رمضان (١٠)



د.عبدالعزيز كامل
#.. اقترن رمضان بالقرآن لتتزله في أعظم لياليه ، وحكمة فرض الصيام فيه ؛ لأنه أقوى الأسباب في إزاله العوائق وقطع العلائق الحاجبة عن مطالعة الأنوار الإلهية، والحكم الربانية، وهذا مافهمه السلف الكرام ووعوه ، فتعاملوا مع رمضان على أنه شهر القرآن، تلاوة ، وتدبرا ، وتعبدا وتخلقا..

# .. لما سئل الإمام الزهري عن العمل في رمضان قال : ( إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام )..وكان الإمام الثوري إذا دخل رمضان ؛ ترك العبادات غير المتعينة فيه وأقبل على تلاوة القرآن، وكان الإمام مالك إذا دخل الشهر؛ هجر مجالس العلم، وأقبل على التلاوة من المصحف [ وظائف رمضان لابن رجب ص٤٣ ]

#.. كان مقصودهم من تقديم القرآن على غيره التفرغ للتدبر، استجلابا لمحبة الله، فهو أول أسبابها العشرة ، كما عدها الإمام ابن القيم حيث قال.." أولى هذه الأسباب : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحع ليتفهم مراد صاحبه منه" [ مدارج السالكين ٣/٧]

#.. وبتلك المحبة يتوجب أن نعد رمضان موسما لخير التجارات، جامعين فيه ومسارعين للخيرات ، لنوال أعلى الدرجات: ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) [ فاطر/٣٠]..

#.. وهل هنالك بعد ذاك الشكر والغفران..؟..
نعم ..أن تكون من خاصة الرحمن؛ الذين قال عنهم؛ عليه الصلام والسلام : ( إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : هُم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ) [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (١٧٨) ]

فاللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يارب العالمين
ذات صلة

قبسات من (روح الصيام)..(١)

إقبالك على رمضان مودعا.. (٢)

حيازتك للشرف في رمضان (٣)

في رمضان.. خلاصك في إخلاصك (٤)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق