الإعلان عن دولة صبري نخنوخ
ارمِ رسالة الماجستير التي في درج مكتبك، أو الدكتوراه، في أي صفيحة زبالة، بلا ندم ولا دموع؛ لأن العلم، كما قالت السيدة نادية الجندي، في مسندها الصحيح، "لا يكيل إلا بالبدنجان".
وإياك أن تقترب من مجلس الوزراء أو البرلمان المصري، أو حتى سبيل أم عباس، لطلب وظيفة، لأن شرطتنا لن ترحم أمك أبدا، إلا بدفع 50 ألف جنيه (مجرّد كفالة) فاتح شهية للدولة المعسرة بشهادة البنوك، وعليها، سنوفر لك "20 بطّة" أو "قدرة فول مدمس كي تلقّط رزقك من غير وجع دماغ"، وإن عدت لوجع الدماغ، وطلب الوظيفة فسوف تدفع عشرة آلاف كفالة ثانية، لتمرّدك على "قدرة" الفول.
حاول ألا تسمع إلا للشيخ علي جمعة، خصوصا بالجلباب الأخضر والبلغة الخضراء والطاقية الخضراء والقلم الأخضر، فإن قال لك أسرع بالزكاة، فأسرع، وإن قال لك هي من نصيب تحيا مصر فهي من نصيب تحيا مصر، وإن قال لك "اضرب في المليان" اضرب في المليان.
وإن ألمّ بالشيخ مرض، فعليك بسعد الهلالي أو أحمد كريمة (إن جادت عليه لجنة الإفتاء بنصيبه المقرّر من الأسئلة). وإن كان في غبنٍ من أمر ما، فعليك بالصف الثاني من مفكّري الدولة المدنية، كإبراهيم عيسى أو خالد منتصر أو إسلام بحيري، فهم أهل درايةٍ أيضا في الدين وعلم الاجتماع والطب والجن الأزرق (علاوة على أنهم من المعارضين الأقحاح للنظام ولا تشوبهم أي شائبة). وإذا لم يعجبك هؤلاء، عليك بالشيخ محمد عبد الله نصر، الشهير بميزو، وهو دائما من صبحية ربنا بجوار "عربة السمك"، مرة يقرأ من الزمخشري، ومرة يبيع الكنافة أمام باب حزب التجمع التقدمي الوحدوي خلف مكتبة مدبولي. وإن لم يعجبك كل هؤلاء، عليك بالشيخ الجفري، وله زاويتان للبركة والتبريكات، واحدة في الشيشان وأخرى في نادي روتاري القاهرة، ولا تأخذك الظنون بعيدا.
لو أردت قنوات توصل إليك الحقيقة مباشرة من غير لف أو دوران، خاصة في الوطنية أو الاقتصاد أو عفة اللسان والأدب، عليك بمحمد موسى أو أحمد موسى. وإن مِلت إلى بعض التحليلات الاستراتيجية الحرّاقة جدا، عليك مباشرة بأماني الخياط، بشرط أن يكون الضيف هو أسامة الدليل (حارس الوطنية في باب المندب). وإن لم يكن أسامة الدليل موجوداً، فلا ننصحك إلا بالدكتور سعد الزنط، بشرط أن تتساهل في أمر تكشيرته التي لا تزول أبدا حتى في يوم العيد، وذلك لأن الاستراتيجيات القوية لا تخرج إلا بفعل التكشيرة فقط، وغير ذلك مجرّد دلع استراتيجي لا يعوّل عليه.
ثق بمستشفيات بلدك، حتى وإن كانت في مدن جامعية، فهي أخطاء غير مقصودة أبدا، يستغلها الخونة لطعن ظهورنا. ويا سيدي، لو عاوز تنام في فنادق تسع نجوم، فك المحفظة أو الكيس، "وارم بياضك" على رأي السيدة لميس الحديدي.
أعرف أننا نواجه فيروس كورونا بكل ما أوتينا من عزم وقوة، وسوف نطرح قصيدة لهشام الجخ قريبا توضح ذلك. وسوف نعلن قريبا عن قصيدة تعارض قصيدة هشام، مقابلة للأولى بلاغيا، لضابط من أبناء القوات المسلحة، واسمه هشام أيضا، وابنه الطفل أيضا، اسمه هشام، وبدأ كتابة الشعر، وتم حجز مكان له في صفوف القوات المسلحة. أما لو أردت أن نجيب لك من الآخر، وهذه نصيحة لا نقولها إلا لكل عزيز، فحاول أن تكون بلطجيا "مش علينا ولكن معانا"، ومثالنا الذي يحتذى به هو صبري نخنوخ، فهو مثالٌ للوطنية وحب الوطن.
وقد أرسلنا إليه كاميرات ريهام سعيد، وريهام سعيد نفسها في المحاكمة، كما رأيت، وهي تداعب دموعه وتدمع أيضا، إلى درجة أن القاضي نفسه كاد أن يبكي عليه فور النطق بالحكم عليه 26 سنة مؤبد، وقال له "ما تزعلش يا ابني عندك استئناف ونقض لسه يا صبري".
ووفقه الله بالعفو بأمر رئاسي بعد أربع سنوات من الحكم، وها هو يتزوج الآن من عروسته الجميلة في قلب الكنيسة في كامل الأناقة الكهنوتية، وبجواره سعد الصغير وعلي الصغير وأحمد الصغير، والأوطان لا تبنى إلا بالعرق، يا حبيبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق