الثلاثاء، 5 مايو 2020

علم الساعة .. والمرجفون في المدينة..(١)

علم الساعة .. والمرجفون في المدينة..(١)



د.عبدالعزيز كامل
عندما صدر كتابي(حمى سنة ٢٠٠٠)..منذ عشرين عاما؛ رصدت فيه أهم ظواهر تلك الحمى الذهنية والفكرية التي عمت العالم بسبب قرب حلول سنة ٢٠٠٠ وقتها، واقتران ذلك في ذلك الحين بماسمي بأزمة (صفر الحاسب الآلي) التي جرى التهويل من شأنها عالميا.. وشاعت تحذيرات دينية في الغرب من انهيارات ستعم الأرض ، قد تنتهي بحرب عالمية في ذاك العام يهلك فيها ثلثا سكان العالم ..!

** كانت تلك الحمى وقتها على غرار ما يحدث اليوم بسبب (حمى سنة ٢٠ ) وازمة وباء (كرونا) العالمي.. ومع التأمل في أعراض تلك الحمى؛ وجدت أن بعضها شائع بين المسلمين و بعضها ذائع عند غير المسلمين.. بخلفيات دينية او أساطير وهمية، أو أغراض نفعية..
ورصدت من أبرزها :
#.. أكذوبة الصيحة أوالهدة أوالرجفة، في منتصف رمضان لهذا العام..والتي يزعمون أنها ستعقبها فتن ومعارك متواصلة بجزيرة العرب ، تنتقل إلى بقية العالم..
#..ومنها : ادعاءات خروج المهدي في حج هذا العام، ومبايعته بين الركن والمقام، بدعوى مرور أربعين عاما على حادثة (العائذ الاول)..فيما عرف بحادثة جهيمان ..
#.. ومنها : خرافات خروج الدجال فعليا، حاليا..أو منذ زمان، وأنه يدير شؤون العالم من خلال (الماسونية).. التي تتحكم بإمرة الدجال في توجيه أحداث العالم والحكام بمنتهى الدقة والإحكام..!!
#.. ومنها : القول بأن نظاما عالميا جديدا ، سينشأ قريبا ، لتكون الصين وحلفاؤها على رأسه، ليبدأ مع هذا إفساد (يأجوج ومأجوج) في الأرض..
#.. ومنها : مبالغات ما أسميه (الخرافات العلمية) والتي من أبرزها اليوم؛ مايقترن باسم الملياردير اليهودي (بيل جيتس)، وشريحته المدعاة، التي ستزرع في أجساد البشر، لتنقل صفة (القريب) و(الرقيب) بل (السميع) و (البصير).. من الإله القادر القاهر فوق عباده، إلى بعض عبيده الحقراء الأذلاء الجهلاء.. الذين يزعم أنهم سيحصون بتلك الشريحة على الناس أنفاسهم، و يتحكمون في توجيه عقولهم وأقدارهم، وربما أرزاقهم وأعمارهم ..
#.. ومنها : قرب انتهاء الدنيا وفناء الأرض باقتراب كوكب أو مذنب.. سينهي كل مظاهر الحياة في حياة هذا الجيل.. أو سيظهر المهدي بعد ظهوره..ويهلك بمروره على الأرض المفسدون، ولايبقى الا الصالحون ..

وغير ذلك مما يتوهمه من لا يفقهون علم أشراط الساعة، أو من لايؤمنون بها ، أو يسخرون منها ، أو من يتعجلون مجيئها دون أن يستعدوا لها، ممن قال الله تعالى عنهم:(يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)
( الشورى/١٨ )
.. ولعلي أتناول التعليق على بعض أعراض تلك الأمراض الحمية ، ذات الأبعاد الفكرية والعقدية.. بحسب مايفتح الله العليم الحكيم ، وبقدر ما يتيسر من أوقات الشهر الكريم ..
يتبع باذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق