السبت، 14 يناير 2023

يا أجيال العرب! أين معلمنا … سلمان العودة؟

يا أجيال العرب! أين معلمنا … سلمان العودة؟



 بقلم برهان أحمد الصديقي

 

يا أجيال العرب! أنا من أرض الهند، اُصلي متوجّهًا إلى

 الكعبة وأنتم سكانُها وسدانتُها على أكتافكم، وأنتم حاملون

 مفاتحها وتفتخرون على هذا الشرف العظيم المبارك! وأنتم

 أهل له. ومنذ يومٍ، رفع فيه أبونا إبراهيم عليه السلام قواعد

 البيت العتيق أنجبت أرضها في تاريخها الطويل أفواجا من

 العظماء والعباقرة وأفواجا من العلماء والجهابذة وهو شيء

 يعترف به الصديق والعدوّ.

وفي وقتنا هذا اطلعت على واحد منهم، وهو سلمان العودة

 الذي ذاع صيته كمعلم وداعية فبدأتُ اشرب من مناهله

 العلمي الصافي فتلمّذتُ كطالب مطيع أمام برامجه المتعددة

 ومحاضراته المتنوعة فزرتُ واديا تلو الآخر ينيره حِبرُ

 قلمه و يردد صوت محاضراته العلمية من كل فج وصوب.

ولكن طالت الأيام، افتقده ولا أدري أين ذهب ومتى سيعود؟

 زرتُ مواقع إخبارية ومنصات إعلامية عندكم باحثا عن

 معلمي الجليل الذي لم ألق معه قط إلا على الشاشة،

 فوجدتكم تكرّمون سلمان ممثل الأجيال و وضعتم بصمته

 على “حائط الشهرة”، هنيئا لكم! ولكن أين معلم الأجيال!

 سلمان العودة وماذا صنعتم به؟

 أهنئكم بحصولكم على بصمة سلمان ممثل الأجيال ولكن

 رجاء! لا تحرموننا من “وسم” سلمان معلم الأجيال.

وإن اختلفتم في آرائه وأفكاره

 فالحقيقة أن الاختلاف لا

 يفسد للود قضية، وأمامكم

 آفاق الخلاف بأدب الحوار

 مفتوح وهو الذي علّمنا

 “كيف نختلف” وقدّم أمامنا

 في تعامل الخلاف أسوته العالية ومنها اعتذاره لـ “سائق

 الأجرة في المغرب” حتى قلنا آسف!  لكل من لم نتمكن لأن

 نقول له آسف.

وذنبه الوحيد بأنه يحب الأمة الاسلامية وابناء الاسلام، فقد

 بذل أقصى جهده لاصلاحهم وتربيتهم ولكن لم يغفل من

 اصلاح السياسيين لأنكم تدرون حق الإدراك بأن الشعوب

 ليست بقادرة على تحقيق أحلام أبناءها بدون اصلاح

 السياسيين واصلاح أنفسهم.

فدعا معلمنا بوضوح إلى تطهير البلدان الاسلامية من عنف

 السلطة وعنف الشباب ويقدّم أمامهم مشروعا إسلاميا يفتح

 أمامهم آفاق الانجازات والتقدم في كافة مجالات الحياة ولا

 يمكن تحقيق هذه الإنجازات إذا كانت الأمة متفرقة ولا

 تتأهل لها إلا أمة تتحد في الكلمة والرؤية و”تكون الأمة

 الواحدة حلما ما دام كلّ منا متمسك بفرقته وكل منا يركز

 على المختلف فيه ويترك المتفق عليه” كما قال معلم

 الأجيال سلمان العودة.

ولذا عندما قطعت دول الحصار –السعودية والإمارات

 والبحرين ومصر- علاقاتها مع دولة قطر في الخامس من

 يونيو 2017، كتب في تغريدة دعا فيها: “”ربنا لك الحمد لا

 نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم ألف بين

 قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”. وهذه التغريدة تعبّر عن حنينه

 الشديد لما فيه خير الشعوب وتأليف قلوب حكامهم.

ولذا نعتبر أن جمال هذه المشاهد غير مكتمل ما لم يشارك


 فيها معلمنا. يا أجيال العرب! فأكرر واسأل أين معلمنا


 سلمان العودة؟ وماذا صنعتم به؟ ومتي سيعود مع حلقاته


 العلمية وبرامجه المتنوعة؟ طال غيابك يا معلمنا فالشوق لك


 زاد متي تعود بيننا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق