نظرات في نظرية : (الأمن الإسرائيلي)..!
تعني هذه النظرية – على المستوى الداخلي الذاتي - تأمين مساحة السيطرة للدولة اليهودية عن طريق كسب الحروب بدرع القوة التقليدية وتفوقها ، مع ردع الأسلحة غير التقليدية وتفاقمها، في مسار استثمار دائم لحصاد حروب السلاح لأجل استعمالها ورقة تحريك لما يسمى بـ (عمليات السلام)
حالة (الإرهاب الدولي) المُسَلَّط على رقاب العرب والمسلمين منذ أقامت قوى الطغيان الكبرى لليهود كيانًا رسميًا إجباريًا، معترفا به عالميًا في وسطهم و بعُقر ديارهم؛ هي تطبيق عملي مقصود لتطبيق استراتيجية تحقيق الأمن لدولة اليهود.. حيث لا أمن لها؛ إلا بنزع فتيل الأمان في المنطقة بأسرها، لهذا نسمع عبارة (أمن إسرائيل) تتردد كلما جَدَّ جديد فيه شيء من التهديد لبند من بنود تلك النظرية الضامنة لأمان ذلك الكيان .
عندما اخترقت الطائرات الإسرائيلية مؤخرًا الأراضي السورية في (17/ 3 / 2017) دون إذن من قوات "الاحتلال" الروسية الرابضة هناك؛ استدعت روسيا السفير الإسرائيلي في موسكو لأبداء "القلق" من هذا التجاوز الذي جاء دون إذن، فرد وزير الدفاع الإسرائيلي - شخصيًا - مهددًا بتدمير منظومة الدفاع السورية كلها، لو اجترأت على التصدي للطائرات الإسرائيلية..! وقال: (أمن إسرائيل فوق كل شيء)..!!...فكانت عبارة موجزة، ولكنها صارخة ناجزة... تختصرمعنى(أمن إسرائيل) المتفق عليه عالميًا وإقليميًا، وتوضح وظائف الأنظمة المحيطة بكيان اليهود وأدوارها، التي ليس من ضمنها ضمان أمان شعوبها..!
تعني هذه النظرية – على المستوى الداخلي الذاتي - تأمين مساحة السيطرة للدولة اليهودية عن طريق كسب الحروب بدرع القوة التقليدية وتفوقها ، مع ردع الأسلحة غير التقليدية وتفاقمها، في مسار استثمار دائم لحصاد حروب السلاح لأجل استعمالها ورقة تحريك لما يسمى بـ (عمليات السلام).. وأما على المستوى الإقليمي؛ فتهدف النظرية إلى استمرار توجيه التفاعلات الإقليمية لحساب دولة اليهود، ولا يتحقق ذلك إلا بأن تكون تلك الدولة محورية في المنطقة، سياسيًا وعسكريًا،
ولهذا رسم واضعوا النظرية – بدءًا من بن جوريون وحتى شارون – خريطة خاصة لـ (إقليم الشرق الأوسط) قسموه بموجبها إلى دوائر يمكن التعامل مع كل منها بما يضمن استمرار(أمن إسرائيل) "الصغيرة" وسط طوفان الكيانات المحيطة، المحاطة بالإحباط بين تفريط وإفراط !.. وهذه الدوائر هي :
1- دائرة وادي النيل ..وتقودها تقليديًا مصر، المستهدفة دائما بالاستنزاف..
2- دائرة بلاد الشام وماحولها..وتتناوب توجيهها كلًا من سوريا والعراق المحكومتين بدوام التنازع والاختلاف ..
3- دائرة بلدان الخليج، وتتزعمها دائمًا المملكة السعودية؛ المكبلة مع بقية الإمارات العربية بضريبة الحماية والوصاية الأمريكية..
وعندما أرادت إدارة (المحافظين الجدد) من اليهود - في عهد بوش الابن - توسيع مفهوم الشرق الأوسط تحت مسمى (الشرق الأوسط الكبير) لأغراض صهيونية؛ أضاف الهالك شارون دائرتين أخريين، هما (الدائرة الإسلامية) التي تشمل تركيا وإيران وباكستان وأفغانستان، و(الدائرة الإفريقية) التي تضم دول شرق ووسط إفريقيا، ودول البحر الأحمر.. واعتبر اليهود وحلفاؤهم كل تلك الدول مجالًا حيويًا؛ لا يمكن إغفال تأثيراته السلبية أو الإيجابية على (أمن إسرائيل)..!
قامت سياسية تأمين الوجود لعصابة اليهود – ولاتزال - في تلك الدوائر الخمس على مرتكزات؛ من أهمها :
• حماية الاستبداد، وعرقلة التقارب والتنسيق بين هذه الدوائر إلا على المستويات الأمنية.
• تشجيع النزاعات وتعميقها لتنفيذ مخططات التقسيم ذات التوجُه والوِجهة اليهودية.
• تعويض ضيق الرقعة الجغرافية للدولة التلمودية؛ بتوسيع دائرة التغلغل والنفوذ السياسي في الحيز الأساسي لما يسمى (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات..
• الاستعانة بحلفاء دوليين كبار؛ للوصول بتلك المرتكزات إلى حيز التحقيق والتطبيق، عن طريق المحافل العالمية الممثِلة لـما يسمى بـ (الشرعية الدولية).
لنُعِد التأمل في بنود هذه "النظرية" الشبيهة بالدستور غير المكتوب، والتي تتناقلها أجيال اليهود منذ عهود، لتطبقها على أجيالنا منذ نحو سبعة عقود، في تعاون مُحيِّر، بين الأغيار من صنوف الكفار، الذين قال الله تعالى عنهم وعن أمثالهم.. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال73]
... نعم ..نحن نعيش - باختلافاتنا - هذه الفتنة ..ونعاني هذا الفساد الكبير..
فهل من نذير.. للخروج من هذا الشر المستطير..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق