الاثنين، 24 يوليو 2023

الأسرة والهوية... وأشياء أخرى !


الأسرة والهوية... وأشياء أخرى !


خواطر صعلوك

    محمد ناصر العطوان

                    
أكثر ما يسعدني هو أن يُحفز مقال أكتبه، القارئ للكتابة، على اعتبار الكتابة فعلاً تواصلياً بين نقطتين يتعلم كل منهما من الآخر.

وقد شاركني أحد القراء الأصدقاء الأعزاء رأيه تعليقاً على المقال المنشور لي منذ أسبوعين تقريباً وقد كان بعنوان «الطريقة الإسلامية للسنغل ماذر»... وقد أحببت أن أشارككم تعليقه:

«في رأيي المتواضع أنه، قريباً ستصبح المؤسسات المعنية بالأسرة والطفولة من الماضي، الخطاب يجب ان يوجه للأسر نفسها، فالعالم ومجتمعاتنا ضمنه تتجه بفعل الميديا والثقافة الدارجة المسيطرة إلى نموذج يتمتع بسيولة عالية تتماهى فيه ضوابط الدين والارث الثقافي والعادات والتقاليد مع الثقافة السريعة التي نستهلكها ونعيد انتاجها في اشكال أكثر واسرع استهلاكاً من ذي قبل، حيث تستبدل الندية القوامة، والحيوان الأليف الطفل، ومجموعة اليوغا ومتابعي السوشيال ميديا العائلة.

مصطلحات كالثقافة العربية وحتى (المجتمع العربي) تحتاج اعادة صياغة وضبط، فما هي الثقافة العربية تحديداً وما محدداتها ونطاقها بل ماهيتها وشكلها؟ وأين نجدها أصلاً؟ انظر من حولك عزيزي وعدد الثقافات وفرِق بينها إن استطعت.

بل إن في بعض الدول العربية قد تجد اثاراً لوجود ثقافة هندية أو شرق آسيوية أكثر وضوحاً من الثقافة العربية التي تم اختصارها في اللباس. اظن ان واحدة من تجليات (اشكاليتنا) العربية هي وجود مثقفين منفصلين عن الواقع وطبقة (ثقافية) أو قل مثقفة أو تدعي التثقف من باب التميز وخلق طبقة متمايزة مجتمعياً دون تأثير حقيقي يذكر أو قيمة مضافة لمجتمعاتهم. وهي طبقة يمكن تصنيفها الحقيقة بالنظر لانتاجها بأنها طبقة (التسلية) مهرجو العصر أو قل (كريمة) المجتمع فهي طبقة خفيفة تتمتع بهشاشة منقطعة النظير كثيرة السعرات الحرارية تسبب سمنة وتخمة لمن يستهلكها، عالية السعرات الحرارية ولكنها منخفضة للغاية في قيمتها الغذائية، ضررها أكثر من نفعها.

وفي السياق نفسه يمكن وصف المؤسسات باعتبارها (حلواني) أو منظم حفلات وأعياد ميلاد، يظهرون فقط في تلك المناسبات حيث الزينة والموسيقى والفرقعة الاعلامية والثقافية وشكراً». انتهى

ونحن أيضاً نقول شكراً للصديق الكاتب والأديب أحمد نصار على هذا التشخيص الدقيق... 

وكل ما لم يٌذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق