الجمعة، 21 يوليو 2023

هم من قتل ونحن من استشهد !

 هم من قتل ونحن من استشهد !

 الناشط والمفكر الإسلامي دكتورحسام أبو البخاري

لأرباب الهمم والفهم
مقالة فريدة يقدمها الدكتورحسام أبوالبخاري


(1): إن أخطر وأعظم ما حدث للعقل المسلم فى القرنين الماضيين هو أنه أصبح ينظر لنفسه وللمسلمين من حوله من خلال نظرة أعدائه له ولدينه!
أصبح يري نقاب المرأة المسلمة غريب!
مع ان القرون الخوالي كانت فيها نساء مصر والعرب جميعا منتقبات حتي جدة نجيب ساويرس كانت منتقبه!
أصبح يرى الحدود شيء دموي!
مع ان هذه الحدود ليست من انتاج صاحب تمام المنة ولا البنا فى رسائله!
انما موجودة فى كتاب رب العالمين!
أصبح يرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقييدا للحريات وتعدي على الحقوق الشخصية!
مع أن خيرية الأمة التي ينتمي لها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر!
أصبح يرى سادة أمته من المجاهدين فى العراق وافغانستان والبوسنة وفلسطين على أنهم شرذمة متطرفة ارهابية الهوى تكفيرية النفس!
مع أنه في نفس الوقت ينظر الى جيفارا وكاسترو بنظرة اعتبار واحترام!
إنه التوحد مع الخصم , إنه التعاطف مع العدو!
يحدثنا النفسانيون عن متلازمة استوكهولم ذلك المرض النفسي الذي يتوحد فيه المريض مع الذي يعذبه ويضطهده!
كان د. نصر حامد ابو زيد – على رغم من كارثية أطروحاته – يتسائل هل الغرب مكترث بنظرتنا له كما نحن مهتمون ومولعون بنظرته لنا؟! والإجابة بالطبع لا
الغرب لا يعبأ بتصوراتنا عنه ولا بالصورة النمطية التى فى أذهاننا عنه
ماذا حدث إذن ؟!
كيف أصبحنا نفكر بمنهج ليس بمنهجنا ؟!
نحلل بآليات ليست آلياتنا!
مركزية تفكيرنا ليست ديننا وواقعنا ومشاكلنا انما مركزية أخرى وهمية ومستورده!
كيف استبدلنا الذى هو أدنى بالذي هو خير ؟!
انه الاحتلال المباشر على الارض
انها النخب العسكرية الوظيفية – الاحتلال غير المباشر –
انه احتلال العقول
انه الإعلام الامبريالي
انه ماسبيرو وأتباعه
انها اذاعات أحمد سعيد وغيره
انها وزارات الثقافة
انهم النخب المثقفة – قالوا –
انه التعليم
انها كرة القدم
انها افلام السينما
انها المسرحيات
انها المسلسلات
انها الجرائد الصفراء وكلها فاقعة الوانها
احذر! كل هؤلاء وغيرهم لا يتركونك
لا يتركونك تفكر لحظة واحدة منذ أن تولد!
من الرحم الى المقبرة اينما تكون يكونوا!
تصور كل هذا من أجلك انت ؟!
بالفعل انه من أجلك!
من أجل أن تأكل الماكدونالدز وتشرب البيبسي وتشاهد ميل جيبسون ثم ترجع بظهرك للخلف على اريكتك الكلاسيكية تقول لقد قتلنا أسامة!
استيقظ يا فتى هم من قتل ونحن من استشهد!
(2): استيقظ الفتى على صوت بداخله ينفض عقله ووجدانه نفضا قائلا له (هم من قتل ونحن من استشهد )
سأل نفسه كيف حدث له هذا
كيف أصبح يري بمنظور الانجلوسكسونية؟
كيف أصبح يحكم على الأمور من خلال رؤية علمانية غربية؟
كيف أصبح المجتمع المسلم يقوم هو بنفسه بدور المستشرق والمتغرب على بنيته الاسلامية المعرفية؟
فوجد د.جلال أمين يقول له:
( النظم الاجتماعية تتغير وتتحول ببطء وبالتدريج. قد تطرأ عليها من التطورات ما قد يجعلها في النهاية شيئًا مختلفًا جدًا عمّا كانت عليه في البداية. وقد يحدث هذا دون أي ثورة أو انفجار، بل وربما حدث هذا والناس مستمرون في إطلاق نفس الاسم عليها، وكأن شيئًا لم يحدث. ” مستقبليات مصر والعرب والعالم في منتصف القرن 21
وبالفعل هذا ما حدث للمجتمعات المسلمة تغيرت تدريجيا فى تصوراتها الكونية وفى مصادر تلقيها وفي تراكيب عقليتها عبر مراحل من الاحتلال الفكري و الغزو العاطفي و الانسحاق الحضاري وكان المنتج النهائي مبهرا للغرب , كان المنتج النهائي مسخ مشوه اسمه عمر وفى داخله هنري!
يصلي الخمس ولكنه ينتقد من يربي لحيته!
يتزوج على مذهب أبي حنيفة النعمان ولكنه كاثوليكي المذهب في تعدد الزوجات!
يعتمر كل سنة ولكنه ينظر الى عملية تفجير القاعدة الايطالية بالناصرية فى العراق على انه عمل همجي انتحاري!
يتصدق على الخدامين والبوابين ولكنه ينزعج ممن يذكره بالزكاة!
منسحق امام الغرب , هذا المسخ يراهم قوة لا تقهر وامبراطورية لا تغلب ويجهل هذا المسكين ان الطلبة الطالبان الحفاه العراه يؤرخون للعالم كيف هزم شعب أبي قوات أمم غازية سميت سابقا بالناتو!
كيف حدث هذا التحول ؟!
كيف تغيرت الكيمياء العقلية والروحية والنفسية للمسلم ؟!
ان الغرب أيقن أن الجدل الديني النظري حول الاسلام ومحمد صلي الله عليه وسلم لا يجدي وأن الاستمرار فى هذا النوع من انهاء الحالة الإسلامية لا يفضي إلا إلى انتصار للإسلام وهزيمة للمسيحية!
إذن فماذا نفعل , هكذا سأل الغربيون أنفسهم ؟!
فتوصلوا الى حل عبقري معجون بمكر الليل والنهار!
إذن نجعل المسلمين هم من ينهون تلك الحالة الاسلامية!
إن الصوت من داخل القلعة أكثر تأثيرا من الصوت من خارجها يا عزيزي!
صاح أحدهم رائع ولكن كيف هذا يا زويمر ؟!
وكانت الخطة!
تغيير التركيبة العقلية والفكرية والعاطفية للمسلم وجعلها هي بنفسها ترفض الاسلام!
جعل كل مسلم يحارب دينه بنفسه حتي وان اقتنع انه لا يحارب دينه بل يحارب من أجل دينه!
جعل كل مسلم مستشرق فى ذاته ومتغرب فى روحه , يعرض الشرائع الاسلامية والاوامر والنواهي الالهية على فلتر المسخ الداخلى فيمرر ما هو مقبول طبقا لاتفاقية جنيف لحقوق الانسان ويخرج ما هو مسطور فى صحيح البخاري!
وكانت النتيجة بدل من جحافل المبشرين و جيوش المستعمرين وقوافل المستشرقين اصبح لدينا ملايين المسلمين الذين ينتمون الي الغرب وروحه وثقافته ! وتحققت الغاية المسلمون هم بأنفسهم يحاربون أنفسهم سواء على المستوي الشخصي أو على مستوى المجتمع!

صاح أحدهم!

لا تنسي يا كرومر أن علينا أن نوجد العلمانية وثقافتنا بل احيانا وعقائدنا من داخل النص الإسلامي!

لماذا يا هذا وكيف نتمكن من هذا ؟!

فاجابه وقال أما لماذا؟

فلأنه احيانا لا تقدر أن تخاطب بعض المسلمين بكتابات جان بول سارتر أو مقالات ماكس فيبر وأطروحات أرسطو!

فعليك أن تخاطبهم بالسيرة الحلبية وأسد الغاب والموضوعات لابن الجوزي!


أما كيف فاتركوها لي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق